كتابات فكرية

بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق ماذا بعد!!

بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق ماذا بعد!!

أحمد سليم الوزير

متى ينفذ صبر طهران جراء جرائم الكيان الصهيوني ، فالحقيقة أن إيران في ورطة كبيرة فالسفارات والقنصليات تعتبر أراضي تابعة للدول التي تملكها لا الدولة المستضيفة، اليوم هذا الاعتداء الإسرائيلي يعتبر الأعنف والأكثر تحديا لطهران.

رغم إن هذه العملية ليست الجريمة الأولى، فقد اعترفت إسرائيل بسلسلة اغتيالات عديدة طالت الكثير من علماء الذرة في إيران، بالإضافة للتفجيرات الإرهابية في إيران والتي تشير كافة الدلائل أن المسؤول عنها هي إسرائيل.

جريمة استهداف القنصلية تعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولي الذي يضمن الحصانة الدبلوماسية للمباني والعربات والأفراد الدبلوماسيين.

الحقيقة في حال حدوث أي اعتداء على المباني الدبلوماسية فهناك ثلاثة أطراف رئيسة أول الدولة المستضيفة والدولة المستضافة أو صاحبة المبنى وثالثا الدولة المستهدفة أو المعتدية.

لهذا عندما نقرأ المشهد سنلاحظ بأن الاستهداف كان في دولة منزوعة السيادة من قبل إسرائيل كسوريا، فإسرائيل قد استهدفتها مرارا، وسوريا ما زالت تحتفظ بحق الرد دون أن تطلق رصاصه تجاه إسرائيل، وهذا ما جعل الكيان الصهيوني الإسرائيلي يتجرأ أكثر.

لهذا من الطبيعي أن الدولة المستضيفة لن تقوم بشيء وتكفي بأن تحتفظ بحق الرد، أما بالنسبة لإيران التي تم الانتقاص من سيادتها واستشهد لها رعايا بينهم دبلوماسيون، فهي في وضع لا يحسد عليه:

أولا أمام المواطن الإيراني البسيط ، خاصة مع الضغوط الاقتصادية التي أنهكت كاهله، والجيل لم يعد جيل الثورة والشباب أصبح بعيدا عن قضايا الأمة المصيرية ويريد التخلي عن القومية الإسلامية والاكتفاء بالقومية الفارسية.

رغم ذلك فالتاريخ اثبت بأن الشعب الإيراني يتوحد في الحروب حتى وإن كان معارض للنظام، لهذا أظن بأن المواطنين تعرضوا للإهانة الذي تعرضت لها دولتهم ويريدون الرد، رغم ذلك ما يزال النظام الإيراني يخشى بأن الحاضنة الشعبية قد تتخلى عنه في حال طالت الحرب.

ثانيا تحديد أين سيكون الرد هل سيكون ضد المصالح الإسرائيلية في دولة أخرى، كالبحريين على سبيل المثال، هل ستقوم بقصف الإمدادات البرية من الإمارات إلى إسرائيل، هل ستقوم بإغلاق مضيق هرمز أمام السفن التابعة أو المتجهة إلى الكيان الصهيوني كما فعل أنصار الله في اليمن، أو أن الرد سيكون مباشرا باستهداف منشآت حيوية داخل الكيان، كل هذا التصعيد سوف يقابل بتصعيد أمريكي والذي بكل تأكيد هو من أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل.

ثالثا الحسابات الإيرانية الدقيقة جدا إلى حد زوال مبدأ الثقة بالله الذي قال واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ووعد بالنصر، فمجرد ما انتهت الحرب العراقية الإيرانية الذي فرضت على إيران وطهران تقوم بالإعداد، لكن فعليا لم تدخل إيران إي مواجهة مباشرة ولكنها كانت تتحمل العقوبات دون أي فعل معاكس.

صحيح أن إيران دعمت المقاومة بالسلاح والخبراء، لكنها لم تقم بأي رد مباشر حتى بعد الاعتداء المباشر عليها، وتغيير قواعد الاشتباك السابقة الذي كانت حروب بالوكالة…

من وجهة نظري فهذه عدة أسباب تحول دون الرد الإيراني المباشر، فهل سيحدث تصعيد من جانب حزب الله أو الحشد الشعبي ضد إسرائيل، هل تخشى إيران من تحول الحرب إلى حرب إقليميه.

كل هذا يدور في الخاطر ولا يلقى لهو جواب.

 أقرأ أيضا للكاتب:لماذا لم يتدخل محور المقاومة؟

أقرأ أيضا:اتحاد القوى الشعبية يدين العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى