الكلكتابات فكرية

أفكار حول الخطة الاستراتيجية لبناء الدولة المدنية الحديثة

 

أفكار حول الخطة الاستراتيجية لبناء الدولة المدنية الحديثة

(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)

     إن الفكر المستنير للأمة العربية والإسلاميةيزودنا بمعلومات جيدة وحكيمة في جميع المجالات وبهذا أود أن أطرح موضوع عن شيء مارسته خلال عملي في المديريات التي عملت فيها ولكن بشكل بسيط حيث كنت أضع خطط لمدة عام واحد فقط وكنت أحس بشيء ناقص في تلك الخطط لأنها كانت لفترة بسيطة حيث كان المطلوب مني تجهيز خطة لمدة عام فقط، لكن الذي لمسناه من خلال المتابعة لعدة أطروحات وجدنا شيء مختلف جدا في مجال التخطيط الاستراتيجي لبناء دولة حديثة في هذ العصر الحديث من أجل النهوض بقدرات الشعوب العربية والإسلامية و من خلال دراساتنا للخطط الاستراتيجية لبناء الدولة الحديثة وإدارتها لعدد من المشاريع الاستراتيجية استخلصنا أن بناء الخطة الاستراتيجية لأي بلد يجب أن تكون لمدة عشرين عام على الأقل وإن أقل من ذلك ليست خطة لبناء دولة وإنما هو فشل يؤدي إلى خلل في بناء الدولة.

     على مفكرينا في مجال التخطيط الاستراتيجي لبناء الدولة في هذا العصر الحديث أن يضعوا الخطة الاستراتيجية للدول المعاصرة في ضل الأمواج المتلاطمة من العولمة على أن تكون الخطة وفقاً لرؤيا إسلامية بعيدة عن التزمت والغلو الديني، فالفهم للعمل الاستراتيجي اليوم غير ما كان عليه العمل بالأمس فالأن لكل زمان دولته ورجاله والله سبحانه وتعالى قد طرح لنا الشورى في جميع المجالات التي تهم البشرية وكيف يديروا عملهم وحياتهم اليومية وفي العصر الحديث يتطلب مناء ان نوضع الخطط الاستراتيجية لكل بلد حسب دخلة وإمكانياته المتاحة ولكن هنالك سؤال قد يضعه أي واحد من أبناء الأمة وهو كيف سوف تستمر الخطة في التعايش مع المجتمع بدون تغييرها جذرياً لأنهم تعودوا على أن كل وزير يتعين في أي وزارة يبدأ بعمل هيكل جديد يفصله على مقاسه ويغير الخطة والهيكل بالكامل في وزارته سنتين أو ثلاث يهدم وسنة يبني المقاسات التي فصلها عليه ومن أجل الهدم والبناء يهدر المال العام في الهدم والبناء العشوائي.

     لذلك من أجل نمو الدول العربية والإسلامية نطرح فكرة التخطيط الاستراتيجي لمدة عشرين عام كحد أدنى والأفضل أن تكون الخطة لمدة ثلاثين غلى خمسين عام من أجل بناء الإنسان، ومن أجل التنمية المستدامة للشعوب، ومن أجل مواكبة العصر الحديث في عصر العولمة، وعلينا النظر إلى البلدان التي بدون دخل وموارد غير استغلال التنمية البشرية حيث نجح التخطيط لديهم نجاحاً جيد بألاف المرات، نضرب مثل من البلدان الإسلامية ماليزيا وسنغافورة ليس لديهم موارد غير البشر، وكذلك من الوطن العربي الأردن ولكن ليس بالإداء المطلوب.

     إن على الأجيال العربية أن تسعى إلى بناء دولة بخطط استراتيجية لفترة أكثر من عشرين عام لكل بلد وبحسب الدخل والموارد المتاحة لكل بلد وذلك يحتاج إلى تكاتف من أبناء الشعوب العربية والإسلامية على أن يشكلوا جهاز رقابي مستقل استقلال كامل تحت اي مسمى كان من أجل الحفاظ على الخطة الاستراتيجية وتنفيذها على مراحل بخطوات ثابتة والحفاظ على عدم الخروج عنها مهما كانت الأسباب لأنه في كل أربع سنوات يتم تشكيل حكومة جديدة وقد يكون ذلك في أقل من الأربع السنوات لذلك علينا أن نحافظ على الخطة الاستراتيجية من اختراقات المتطفلين وتفصيل المقاسات على الأهواء والرغبات ويتم تحرك الحكومة الجديدة من حيث توقفت الحكومة السابقة في تنفيذ  خطة الاستراتيجية المعدة مسبقاً وقد نقول أن لكل حزب له رؤيا خاصة به ولكن ذلك يجب ألا يكون في هدم الخطة الاستراتيجية الموضوعة مسبقاً للبلد وإنما في كيفية توفير الموارد المنفذة لها ولا يمانع أن يكون فيه سرعة في التنفيذ وفقاً لما تتوفر من الموارد المالية على أن يكون هنالك وفر استراتيجي للبلد في حالة أي طارئ للبلد بما يقل على عشرين في المائة من الدخل القومي لكل بلد حيث يعتبر وفر استراتيجي للبلد لا يجوز التمادي له إلا في الحالات المنصوص عليها في الخطة الاستراتيجية لكل بلد ومن أجل أن نحمي البلد من أي طاري وحتى لا تتعثر الخطة الاستراتيجية للبلد وتكون فرصة في تضيع المال العام، فالبناء يجب أن يسير وفقاً لما هو منصوص عليه في الخطة الاستراتيجية لأن العمل البنّاء  يتطلب ذلك. الحقيقة أن العالم العربي والإسلامي يمشي بدون خطة استراتيجية لبناء دولة حديثة تتماشى مع العصر الحديث وبالأخص العالم العربي الذي كان في مقدمة الأمم المتقدمة في عصر من العصور الغابرة وذلك فعل ماضي ونحن الأن في العصر الحديث للأسف نمشي على أهواء ومصالح آنية لعدد من الأشخاص وفقا لرؤيا غربية متجردة من الإنسانية.

     إننا نريد أن يكون لدينا خطة استراتيجية لكل بلد وفقا لموارده اليومية على أن تنشر تلك الموارد في النشرات اليومية ومنشورات شهرية وأرقام فعلية ليس خيالية وبتواريخ عن الدخل والانجاز في الخطة الاستراتيجية حتى يكون الشعب هو الرقيب على أداء الحكومة والهيئة الرقابية للخطة الاستراتيجية. إننا بحاجة إلى بذل الجهد والعطاء من جميع شرائح الشعوب العربية والإسلامية المتطلعة إلى روح الحرية والديمقراطية الحقيقة بدلاً عن التصورات والوجدان التي تخلق المشاكل في أوساط الشباب الثوري وتقظي على مشاعره وطموحاته الثورية في بناء الأوطان.

     إن الخطط الاستراتيجية على المدى البعيد والمدروسة علمياً والمطبقة عملياً في أكثر من بلد مثمرة جداً ومن اجل ذلك على الشعوب العربية والإسلامية التفكير جيداً في مستقبل الأمة العربية والإسلامية وبكل جدية وتكون النظرة بعيدة من أجل مستقبل بلدانهم  حتى لا ينظر لهم العالم بعين الشفقة والرحمة قال تعالى (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) وقال ( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80))

 

 

shababunity@gmail.com

 

بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى