إبراهيم بن على الوزيرنافذة على كتاب

نفحات من كتاب لكي لا نمضي في الظلام (الحلقة الرابعة)

نفحات من كتاب لكي لا نمضي في الظلام (الحلقة الرابعة)

على ذلك العنوان نصدر هذه الحروف التي أنارنا بها المفكر الكبير والمجاهد المرحوم الأستاذ إبراهيم بن علي الوزير الذي بفكره كان نبراساً ومعلماً ونوراً يضيء به طريق الأمة نحو الحرية حتى لا تكون الحكومات الفردية التي تحكم بالطاغوت والعيش لأبناء الأمة منكّد بتلك الحكومات التي لا أساس للشورى فيها وقد قال أحد الطغاة في عصور غابر(أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ (24) ) وطالما نحن نتكلم في نفحات من كتاب نقتبس من كتاب الأستاذ إبراهيم ( لكي لا نمضي في الظلام ) التالي: ” لا أدمية لشعبنا مالم يقضي على ذلك الثالوث اللعين احتلال بيوت الفلاحين بواسطة الجند المتجسد في نظام التنفيذ والخطاط وخطة الإذلال والإرهاب الدموي النفسي في نظام الرهائن والسجون، وسياسة التجهيل الإلزامي المتمثل في محاربة التعليم وتركز الحكم على أسس إجرامية :

أولاً: “التنفيذ” والخطاط” لإفقار الشعب وتمزيقه وتمكين الفرقة وتعميقها في صفوفه. ” انتهى الاقتباس.

لعل مفكرنا الكريم قد فند ما يحدث في تلك الحقبة الظالمة حيث كان التنفيذ بدون اخطار للغريم والسجن والاضطهاد هو من أهدافه، والخطاط حيث كان يأخذ قبيلة ويرسلها بكاملها إلى قبيلة أخرى وعلى تلك القبيلة القيام بواجب الضيافة بأن تجهز الذبائح والمأكل والمشرب والمبيت لفترات تزيد عن العام أو أكثر حتى يرهق تلك القبيلة في المال والجاه وهذا هو الطاغوت بنفسه، ويوجد التفرقة والضغينة والاقتتال بين القبائل حتى ولو كان بعيد. إن إفقار الشعب هدف من أهدافه وكان لا يمكن أن يكون أبناء القبائل تاجراً حيث كان يأخذ على القبائل في ذلك أنه عيب على أبن القبيلة أن يبتاع ويشتري أي في التجارة حتى تبقى القبيلة في الفقر وذلك ما يهدف إليه. إن تمزيق وتمكين الفرقة وتعميمها في صفوف القبائل والوطن بأسره هذا حاشدي وهذا بكيلي وهذا مذحجي وهذا من اليمن الأسفل وهذا من اليمن الأعلى، أسماء لم ينزل بها سلطان وإنما أراد بها التفرقة العنصرية وليس كما قال تعالى (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)).

لعلنا نستشف من ذلك الفكر العميق لمجاهدنا الكبير في كتابه المذكور اقتباس ” ثانياً: نظام الرهائن والسجون والإرهاب الدموي حيث يطيح سيف الجلاد برأس إنسان لمجرد رغبة أو نزوة من حاكم مطلق دون محاكمة أو مجرد تحقيق كل ذلك لإذلال الشعب واستعباده وسلب إرادته واستغلاله ” انتهى الاقتباس.

إن نظام الرهائن وكابوس السجون أحد أهداف ذلك الحاكم الفردي حيث كان يأخذ أبناء القبائل وهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم الخامسة كرهائن في سجونه ليضمن ولاء القبيلة له وأي قبيلة تخرج عنه فإن الرهائن سوف يكونون في خطر وعلى القبيلة أن تقوم بتوفير الغذاء والماء للرهائن كل قبيلة على حدى لأنه يحكم اليمن من واقع القوة والحكم الفردي وهذا لا ينطبق على حكومة عادلة بل كان يهدف إلى توريث الحكم بكل جبروت وقوة وكان يصادر الأموال والبيوت لمن يخالفه على الحكم وكان يدمر البيوت ويخرج ساكنيها إلى العراء بدون مأوى أو مأكل أو مشرب أو ملبس يدفئ أجسادهم. إن ما ذكرناه كان جزء لا يتجزأ من ذلك الحكم الاستعبادي وكان يقوم بقتل الانسان الذي كرمه الله بدون محكمة عادل بل يخرجه الى ساحة الميدان ويقوم بقتله لأبسط الأسباب مخالف لقوله تعالى (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)) وقال تعالى(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا(58)) هكذا هم الطغاة يقومون بما خالف كتاب الله وستة رسوله صلى الله عليه وسلم، إن الله سبحانه وتعالى جعل لهذا الانسان وميزه عن باقي المخلوقات وحرم قتله إلا بالحق والعدل وأي طاغوت لا يأبه بحرمة الإنسان. إن مفكرنا المجاهد إبراهيم بن علي الوزير يهدف إلى الشورى في الأمر والعدل في المال والخير في الأرض والصحة والتعليم والملبس والمسكن وفق حكومة عادلة تعمل بالشورى كأساس للحكم وبدون شورى فإن الطاغوت والحكم الفردي والتحكم في البشر بغير حق ويجعل الحكم وفقاً لهوى الحاكم الذي يحكم بالفردية ويجعل الناس مستعبدين له. ألا يعلم أولئك الحكام المستبدين في هذا الكون يأن أول من أمر بمشاورة أمته هو محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)

نستكمل باقي الاقتباس في حلقتنا القادمة الجز الثالث حتى لا نطيل عليكم هذه الحلقة.

 

shababunity@gmail.com

بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى