إبراهيم بن علي الوزير.. العظماء لا يغيبون
إبراهيم بن علي الوزير.. العظماء لا يغيبون
إبراهيم بن علي الوزير.. العظماء لا يغيبون
* عبدالغني العزي.
دائما العظماء لا يغيبون من ذاكرة شعوبهم الحية تلك الشعوب التي تحترم عظماؤها وتبجلهم وتعترف بفضلهم وبدورهم الجهادي ونضالهم السياسي و الفكري التنويري الذي به ومن خلاله سعوا جادين مجتهدين إلى رفع وعي شعوب أمتهم، ونادوا مخلصين لتحررهم من أنظمة الاستبداد والظلم والفردية الفرعونية وبذلوا ما بوسعهم للرقي بالوعي حتى تصل أمتهم إلى مصاف الأمم العظمي..
هذا هو دور العظماء الذين خلدهم التاريخ وعزز حضورهم الواقع حتى ولو غابت شخوصهم فأفكارهم لم تزل حاضرة تؤتي ثمارها كل حين و لم ولن تغيب وستظل منارات تضئ للأجيال يستدل بها التائه ويقتبس منها الحيران .
لقد كان وسيظل المفكر الإسلامي الكبير العلامة إبراهيم ابن علي الوزير واحدا من ابرز عظماء الأمة كيف لا؟ وهو الهامة الشامخة و النبراس المضي المفكر الكبير والعلامة الجهبذ والسياسي الذي لايشق له غبار منذ صباه رضع معاناة أمته و حمل همها وجند قواه لرفع راية خلاصها وإنقاذها من واقعها المزري ..
إنني عندما اكتب عن هذه الشخصية العظيمة وهذا الطود الشامخ يتمالكني الحياء ويغمرني الخجل نتيجة قصوري وعدم قدرتي في إيفا حقه وقصور تفكيري في الإلمام بجوانب ينابيعه الفكرية المشرقة ومحطات نضاله المتعددة وتضحياته المستمرة من اجل شعبه وأمته بتفاني وإصرار لا تعيقه صعوبات الحياة ..
لقد حمل المفكر الإسلامي الكبير إبراهيم ابن علي الوزير هم أمته كل أمته وبذل نفسه لخلاصها وانتشالها من واقعها المتردي بنضاله السياسي والفكري ورؤاه الإصلاحية التنويرية الناضجة وفق المنهجية الإسلامية التي ليلها كنهارها فكان مشروعه الشوروي النهضوي التحرري مكتمل الأركان ملبي لاحتياجات الأمة في مختلف مناحي الحياة بلا إفراط أو تفريط.
لقد بلغ فكر العلامة إبراهيم ابن علي الوزير المبلغ الراقي الشامل المشخص لمكامن العلل التي تعيق نهضة الأمة ووضع الحلول الناجعة والمعالجة لتلك العلل في قوالب فكرية تنويرية شاملة حملة ايجابيات ماضي الأمة وتطلعات مستقبل أبنائها في قوالب معبرة عن المقومات الأساسية والسياسية التي تفتقر لها الأمة مع آلية العمل الواضحة وفق مقتضياتها والتي بدونها ستظل الأمة تتموج علي أمواج التخلف والجهل المشتت للشمل والمجزأ للجغرافيا.
الشورى في الأمر_ العدل في المال _ الخير في الأرض.
عبارات مقتضبة تختزل في طياتها المسار النهضوي المنجي للأمة فلا استبداد ولا فردية ولا ظلم وتجبر ولا عدوانية والأرض إذا ما استخلفت بالشورى والعدل فإنها ستجود بخيرها الوافر واقتصادها اليانع .
لقد مثلت هذه العبارات
مختصرة خلاصة مراحل نضالية عاشها وتعايش معها المفكر الكبير إبراهيم ابن علي الوزير وتعمق إيمانه بها وبصوابيتها كمشروع سياسي مثل المخرج لازمات الأمة رغم المعوقات التي واجهته واعترضت مساره والتي غايتها ثنيه وواد مشروعه إلا أن صموده مع الثلة المؤمنة بتلك الأهداف حطم المحاولات الاستبدالية الساعية لوأد المشروع والقضاء عليه وتحجيم تأثيره والتقليل من شانه عبر مراحل الاستبداد ..
لقد غاب شخص المفكر الكبير إبراهيم ابن علي الوزير ولكن أفكاره ورؤاه لم تغب وستظل محور الاهتمام لكل الأحرار الذين يعشقون الحرية ويتطلعون إلى وطن كبير يعيش أبناءه معاني التسامح والتعايش الأخوي وينعمون بواقعهم العادل ويتطلعون إلى مستقبل أبنائهم الأفضل ….
عبدالغني العزي
* رئيس فرع اتحاد القوي الشعبية اليمنية بصعده.
