إبراهيم بن على الوزيرالكل

المفكر الإسلامي إبراهيم بن علي الوزير

ولد إبراهيم الوزير في دار النصر بلواء تعز سنة 1932م (1351هـ)، وتلقى تعليمه في المدرسة العلمية بصنعاء، ثم طور معارفه في المعتقل إثر فشل ثورة 1948 الدستورية، وفي مصر العربية 1954، حصل على دبلوم عالي في الأدب واللغة، ودبلوم أخصائي اجتماعي في ” اليونسكو”. والده الأمير الشهيد علي بن عبد الله الوزير، أحد رجالات اليمن وعظمائها، عرف بالمروءة والشمم، وحماية أحرار الفكر، ورعاية واحتضان المعارضة.

إبراهيم بن علي الوزير يصدق عليه القول بأنه المفكر السياسي، والفقيه الداعية، والإسلامي الإنسان، فله باع في مجالات شتى، عاش شبابه بين السجن والتشريد، في داخل الوطن كما في الشتات، ومنذ نعومة أظافره كان يعمل وفقاً لتفكيره اليقظ باتجاه تخليص وطنه من براثن الظلم والاستبداد، سواء في العهد الملكي أو الجمهوري.

إثر فشل الثورة الدستورية عام 1948، وجد إبراهيم الوزير نفسه وإخوانه أمام حقائق مفجعة، إذ أعدم الإمام أحمد يحيى حميد الدين، والدهم الأمير علي بن عبد الله الوزير، وقضى أخوهم الأكبر مشرداً في أنحاء المعمورة، وقتل خمسة من أعمامهم، واثنين من أخوالهم ثم زج به واخوانه السجن إلى أن تمكن من الفرار إلى جمهورية مصر العربية.

وسط هذه المحن التي بلغت ذروتها بهدم بيت العائلة في ” بني حشيش” بمحافظة صنعاء” ودارهم في صنعاء ومصادرة أموال الأسرة، وممتلكاتها لم يجد إبراهيم وإخوانه سوى يد أمه الحانية، التي سجل مآثرها في كتاب خاص بعنوان ( أم في غمار ثورة ).

لم ينكفئ إبراهيم الوزير على مصائبه، ليبكي على الأطلال، إذ سرعان ما هداه تفكيره إلى تشكيل “عصبة الحق والعدالة”، ليدشن بها حياة سياسية زاخرة بالعطاء والمواقف الوطنية والإنسانية، وعلى اثر ذلك النشاط وجد نفسه في زنازين السجن إلى جوار أدباء اليمن وعلمائها وأحرارها، فتلقى العلوم الشرعية والمعارف الأدبية على يد القاضي والرئيس اليمني الأسبق عبد الرحمن الإرياني، وأدباء اليمن أحمد المروني وأحمد محمد الشامي وإبراهيم الحضراني.

ولما استقر إبراهيم في مصر، وبالرغم من المعاناة التي لازمته في القاهرة، لم يدخر جهداً في سبيل خلاص بلاده، فشكل بمعية ثلة من رموز الحركة الوطنية، “اتحاد القوى الشعبية اليمنية”، كآلية للنضال السياسي المستند إلى تأييد شعبي يضمن للثورة النجاح والديمومة.

في مصر تعرف الوزير على عدد من أعلام الفكر العربي والإسلامي، كالشهيد سيد قطب، والمفكر الكبير مالك بن نبي، ولاحقاً التقى بـ: جمال البنا، خالد محمد خالد، محمد الغزالي، حسين مؤنس، أحمد بهجت، وغيرهم. وعلى مائدة ” هموم وآمال إسلامية” التقى الوزير بالدكتور مؤنس في حوار مفتوح، طاف بماضي الأمة وحاضرها ليستشرف مستقبلها، فكان إبراهيم بن علي الوزير- كما يقول عنه المؤرخ حسين مؤنس- من أعاظم مفكري هذه الأمة، ومن فحول اليمن وأقطابه، فقيه علامة مجتهد في شئون الدين، ومن أعظم علماء ومجتهدي العصر، وهو زاهد في الدنيا وواهب نفسه للحث عما ينفع المسلمين.

بعد قيام ثورة سبتمبر 1962، عاد الوزير إلى اليمن ليعمل من اجل مبادئه، زاهداً في المناصب مترفعاً عنها، فقد رفض المناصب كلها من سفير إلى وزير إلى عضو في المجلس الجمهوري إلى عرض برئاسة الجمهورية ليكرس عمله لبناء جمهورية حقيقية. وعندما وجد حكام الجمهورية، يحولونها إلى طبعة ثانية للاستبداد، لم يتردد في مقاومة الانحراف، مستنداً إلى حصيلة فكرية، ألقاها على شكل محاضرات في المعهد القومي للإدارة، وصدرت فيما بعد في كتاب بعنوان: “بدلاً من التيه”.

واستقر الوزير في الخارج: بالمملكة العربية السعودية ولبنان والأردن والولايات المتحدة فلم يتنازل عن مبادئه المعروفة، في مناهضة النظم الملكية والدعوة إلى الشورى والحرية والديمقراطية، ملتزماً في ذات الوقت بالتجديد في الفكر الإسلامي المعاصر، وبين واشنطن وجدة أصدر كتابه الأهم “على مشارف القرن الخامس عشر الهجري” إضافة إلى كتاب ” الإمام زيد جهاد حق دائم”. وكتاب “الإمام الشافعي داعية ثورة وإمام مذهب، ومؤسس علم”.

وخرج بنشاطه الفكري من الإطار المحلي اليمني إلى الإطار القومي والإسلامي العام، فألف كتاب ” وفي سبيل الله المصرف السابع من الزكاة “، وطاف عدداً من دول العالم، محاضراً في الجامعات والمراكز الثقافية، وضيفاً على مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية.

وخلال ما يزيد عن نصف قرن من العطاء غدا واحداً من أبرز رموز الفكر الإسلامي المعاصر، وسياسياً من طراز فريد ، لم يساوم، أو يؤثر الصمت فيسير في الزفة، بل تمسك بالتفكير الحر، ليقول الكلمة المناسبة في الوقت المناسب. وقد لخص نظريته السياسية في برنامج عمل في كتاب “المنهج للحياة – دعوة للحوار”.

إبراهيم بن علي الوزير وافته المنية بأحد مستشفيات لندن يوم السبت الأول من شهر رمضان 1435 هـ الموافق 28 يونيو 2014 م. وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض كان الفقيد خلالها مثالاً للصبر والاحتساب.

مؤلفات المرحوم إبراهيم الوزير:

1. بين يدي المأساة -1963

2. لكي لا نمضي في الظلام -1962

3. حصاد التجربة -1970

4. بدلا من التيه -1965

5. الحصاد المر -1971

6. في اليمن كما في كل مكان واسلاماه

7. الشرق الأوسط إلى العروبة أم الإسلام -1974

8. العبرة -1977

9. رسالة إلى الأمة -1964

10. رسالة الى مجتهد -1986

11. على مشارف القرن الخامس عشر الهجري -1979

12. القمة وأمانة المسؤولية -1981

13. إمكانية تطبيق النظام التعاوني في اليمن -1956

14. نظرة على الشعر في اليمن

15. خيانة الانتهازية لليمن

16. الميثاق في سبيل الله والمستضعفين

17. زيد بن علي جهاد حق دائم

18. الإمام الشافعي داعية ثورة، وإمام مذهب، ومؤسس علم

19. شهادتان هما منهج حياة

20. الطائفية آخر ورقة العالين في الأرض

21. هموم وآمال إسلامية

22. أم في غمار ثورة

23. المنهج للحياة ( دعوة للحوار)

24. البوسنة والهرسك.. عار للمسلمين وجرح في ضمير الإنسانية.

25. البحر الأحمر يدق الشاطئ بعنف

26. منهج الدعوة النبوية في المرحلة المكية

27. الانسان خليفة الله في الأرض

28. الإسلام منهج حياة وخلاص أبدي

29. وفي سبيل الله المصرف السابع من الزكاة -1986

30. إحدى الحسنيين -1991

31. المقت الكبير -1986

32. زهراء اليمن أم عمار

33. قرآن الفجر

وله العديد من المقالات والمقابلات الصحفية والإذاعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى