إبراهيم بن على الوزير

في وداع المفكر الكبير إبراهيم بن علي الوزير

في وداع المفكر الكبير إبراهيم بن علي الوزير

 تمر علينا هذه الأيام الذكرى التاسعة لرحيل فقيد اليمن والأمة العربية والإسلامية ، المفكر الكبير إبراهيم بن علي الوزير ، وبهذا المناسبة ننشر في موقع صوت الشورى مقال بالمناسبة كتبه المرحوم شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح..

 في وداع المفكر الكبير إبراهيم بن علي الوزير

د. عبدالعزيز المقالح(*)

عبدالعزيز المقالح
عبدالعزيز المقالح

قليل هم المفكرون اليمنيون المعاصرون الذين عندما نقرأ لهم نشعر أننا إزاء مفكرين كبار جديرين بهذا الوصف. ولا أشك في أن المفكر الإسلامي الكبير إبراهيم بن علي الوزير واحد من المفكرين اليمنيين الذين أثروا ساحة الفكر السياسي والاجتماعي والديني بما أنتجه من فكر متميز على مدى ستين عاماً، ولا ينبغي، بل لا يجوز، للخلافات السياسية وتصادم بعض وجهات النظر أن تمنعنا من قول الحق ومن إعطاء كل ذي حق حقه بعيداً عن التعصب وأسلوب الإقصاء والتجاهل المعيب، الذي كان وما يزال علامة من علامات ساحتنا المأزومة. وآن لنا أن نتخلص من مخلفات الصراعات السياسية وما رافقها من مواقف أنانية وإقصائية، وأن ننظر إلى إنجازات الكبار من أبناء اليمن بعين الاعتزاز والتقدير والوقوف عند آثارهم الرائدة بموضوعية وعلمية لاسيما وقد أصبحت بعد رحيلهم ملكاً للشعب وللتاريخ وللأجيال القادمة.

وأدعي أنني تابعت كتابات هذا المفكر المسكون بهموم اليمن وقضايا الأمة العربية والإسلامية منذ وقت مبكر، وأنني قرأت معظم ما أصدره من كتب فكرية ابتداء من كتاب “بين يدي المأساة” وحتى “هموم وآمال إسلامية”، كما أعترف أنني توقفت بإعجاب تجاه هذا الجهد الفكري المنهجي الملتزم، وأدركت في أثناء متابعتي أنني حقاً إزاء مفكر من الوزن الرفيع، وأنه أبعد ما يكون عن التعصب والميل مع الهوى. وقد نجح في تحليلاته ومناقشة القضايا المحلية والعربية والإسلامية والإنسانية باقتدار وتمكُن، وكان أكثر ما يلفت انتباهي لغته الرفيعة التي يكتب بها وسعة اطلاعه على التراث العربي الإسلامي، ومتابعته الدؤوبة للفكر المعاصر عربياً وأجنبياً، وكنت أجد صوت القرآن يطل من بين سطور كتاباته كمصدر أساس انطلق مفكرنا من بين صفحاته المضيئة باعتباره –أي القرآن الكريم- المشكاة التي أضاءت الدروب الواسعة لكل مفكري الأمة وقادة الرأي، ليس في بناء التحليلات القادرة على تفكيك المعوقات السياسية والاقتصادية فحسب؛ وإنما في مواجهة الأنظمة الاستبدادية التقليدي منها والمستحدث. ولمن لم يتابع مؤلفات هذا المفكر الكبير أضع بين يديه قائمة ببعضها:

– بين يدي المأساة.

– لكي لا نمضي في الظلام.

– بدلاً من النية.   ( هل هي “النية” أم أنها “التيه”)

– على مشارف القرن الخامس عشر الهجري.

– زيد بن علي جهاد حق دائم.

– الشافعي داعية ثورة ومؤسس مذهب.

– شهادتان هما منهج حياة.

– الطائفية آخر ورقة للعالين في الأرض.

– هموم وآمال إسلامية.

– المنهج للحياة (دعوة للحوار).

وكما يتضح، من عناوين هذه المؤلفات أن قضايا الأمة العربية والإسلامية عامة، وقضايا اليمن خاصة، قد كانت على رأس القضايا التي رصدها وتمحور حولها فكر هذا المفكر ونضاله السياسي، وأن صوته كان في طليعة الأصوات الداعية إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية. وفي كتابيه القيّمين عن الإمام زيد بن علي والإمام الشافعي تأكيد على هذا التوجه الذي كان، ولا يزال، هدف كل المفكرين الإسلاميين الذين يروعهم وتقض مضاجعهم الحروب التي يقودها وينفق عليها بسخاء أعداء الأمة الإسلامية لإشعال نار فتنة لن تنطفي بين المذاهب ليكون حصادها الإسلام وأبناؤه. وفي كتابه “الطائفية آخر ورقة للعالين في الأرض” فضحٌ تام للقوى المتنفذة في حياة الأمة العربية والإسلامية واستغلالها لهوس بعض الطائفيين ودعاة التفتيت. وفي النعي الذي أصدره اتحاد القوى الشعبية غداة رحيل هذا المفكر الجليل هذه الإشارة ذات الدلالة الواضحة بأنه “لم يتنازل عن مبادئه المعروفة في مناهضة النظم الملكية”، والدعوة إلى الشورى والديمقراطية” وهو موقف سابق للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، وظل ذلك واضحاً من خلال مواقفه وكتاباته اللاحقة. تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.

أقرأ أيضا:النظام السياسي في الإسلام.. مقاربة أولية للمعالم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى