إبراهيم بن على الوزيرالكل

إبراهيم بن علي الوزير.. إنسانيته.. إنتاجه.. نضاله وجهاده

الموضوع خاص بالمفكر الإسلامي إبراهيم بن علي الوزير مرتبط بثلاثة محاور.. المحور الأول: الأستاذ الإنسان.. والمحور الثاني: انتاجه الفكري.. والمحور الثالث: نضاله وجهاده..

وهذه المحاور الثلاثة مرتبطة مع بعض بمعنى انه لا يمكن ان تنفصل.. من هو إبراهيم الوزير وما قام به في حياته وما هي أهم انجازاته، وفي نفس الوقت إبراهيم والأفكار التي قدمها للأمة الإسلامية والعربية على الوجهين.. والثالثة وهي المرتبطة بنضال الأستاذ في ثلاثة محاور وسأركز على ثلاث نقاط..

أولاً الأستاذ إبراهيم الإنسان وكما سمعتم منذ نعومة أظافره وعمره 17 سنة وهو يحمل لواء النضال والحرية والديمقراطية والشورى ويطالب بوجود مؤسسات وبوجود دستور وبضرورة تغيير كامل فيما يحدث في اليمن في تلك الفترة.. فكان أول نقاطه هي موضوع المساواة واعتبر أن موضوع المساواة هي النقطة التي لابد منها باعتبار ان الإنسان الذي لا يشعر بأنه مساوٍ لمن حوله أنه لا يملك لا موضوع الاختيار ولا موضوع الحرية ولا أية مواضيع أخرى باعتبار أنه مقيد بشيء ما.. فكانت أولى النقاط هي موضوع المساواة.. في الجانب الآخر اهتم الأستاذ إبراهيم في حياته بجانب البناء للإنسان انه لابد للذين يريدون ان يتحركوا في الخط العام وفي خدمة الناس وفي القضايا العامة لابد ان يكون لهم خطان.. وهو ما قال الله سبحانه وتعالى “حبل من الله وحبل من الناس…” أي عليه ان يبني نفسه أولاً، ويبني بناءً كاملاً بحيث يستطيع ان يكون اجتماعياً يستطيع ان يكون مؤثراً أن تكون له ثقافة واضحة ان يعبر عن الأفكار التي يتبناها وأن يكون له وعياً كاملاً.. والنقطة الثانية هو حبل من الله، وحبل من الله بمعناه أنه لا يكون شخصية مزدوجة أي أنه يعيش و كما قيل أن أحد الخطباء كان يخطب انه لابد ان تتصدقوا في شهر رمضان، وعندما عاد إلى البيت وجد أن زوجته قد تصدقت فقال لها أنا اكلمهم هم ولا أكلمك أنتِ.. لا. فاحذر الأستاذ من فكرة الازدواج بمعنى أن الإنسان لابد ان يؤمن بالمفاهيم التي ينادي بها ويجب ان لا يكون عنده ازدواج بمعنى أن هذه أفكار نطرحه للناس وأنا لي حياتي ولي أفكاري.. الجانب الثالث وهو ركز عليه أيضاً وهو موضوع العلم، أن الإيمان مرتبط بالعلم بمعنى ان نأخذ بالشقين، الشق الاستقراري أو بالشق الآخر وان الإيمان مرتبط بالعلم وان العلم أيضا, يعني ما هي الآلية التي تخصص بها العلم هو العقل بمعنى انه في الشق الاستقراري والشق العملي لابد ان يكون مرتبطا بهذين الشيئين، فكانت نظرية الأستاذ هي نظرية بناء إنسان الذي يجب ان يكون عليه بحيث يستطيع ان يعمل وان يقوم بادوار مختلفة.

الجانب الآخر منتوجات الأستاذ إبراهيم، هي منتوجات كثيرة وقد تحدث العزيز عبدالله صبري عن كتب الأستاذ سواء التي تناولت الهموم إسلامية أو على مشارف القرن الخامس عشر ومعظم كتبه نجد أن هناك تميز فيما يطرحه وفيما تطرحه الحركات الإسلامية التي أصبحت لها جماهير في ذلك الوقت نجد ان هناك نقلة كبيرة في الأفكار ونقلة كبيرة فيما طرحه ولعل كتاب على مشارف القرن الخامس عشر يعني أنا ما زلت اقترح ان يتم طباعته وتوزيعه باعتبار ان الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – أيضاً عمل كتابين السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث وكان هذا الكتاب الذي ألفه الشيخ محمد الغزالي هو اقتباس من رؤى شاملة وضعها الأستاذ إبراهيم بن علي الوزير في كتابه على مشارف القرن الخامس عشر وطرح فيها عناوين أساسية لها علاقة بموضوع طريقة الحكم بموضوع الشورى بموضوع الحريات ومواضيع أخرى جانبية مثل موضوع الغناء، موضوع الردة، موضوع التكفير، ومواضيع كثيرة تطرق إليها الأستاذ إبراهيم بجرأة كبير في كتابه على مشارف القرن الخامس عشر، بالإضافة إلى كتاب هموم إسلامية كان هناك تركيز كبير جداً حول موضوع اختلالات الحركات الإسلامية والبعد الكامل، بمعنى انه كان اكبر ما يؤخذ على الحركات الإسلامية أنها تعمل تعبئة وتعمل عناوين كبيرة لكنها لا تجد لها أي ايجابيات تعمل عناوين كبيرة تدغدغ الجماهير لكنها في الواقع ليس لها برنامج ليس لها واقع عملي تستطيع من خلاله الانطلاقة وهذا ما يعطي نوع من الازدواج ونوع من الصدمة لدى الجماهير في تلك الحركات..

الجانب الآخر فيما طرحه الأستاذ هو حياته، حياة الأستاذ نفسه، يعني أو ما تلتقي به لأنه زار معظم العالم وكتبه منتشرة وشخصية معروفة.. كنت أظن إني سأقابله بحالة معينة ودخلت عليه وهو بثوب غليظ ازرق وعلو وجهه الابتسامة وكأننا نتعارف منذ فترة طويلة ولم يكن ذاك هو اللقاء الأول، وكان بسيط الكلام حدثني عن كثير من القضايا.. مثلاً ان من ضمن الحديث عن موضوع الردة.. يعني قال ان هناك الذين يتحدثون عن الردة لديهم إشكالية في فهم القرآن الكريم، يعني الله تعالى يقول “لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي” قد تبين هذه للتوكيد، يعني هل بالإمكان ان تأتي آية تؤكد المعنى وتؤكد الفهم الكامل ثم نقل لغيرنا رأينا لم يعد كما قيل بحيث ان المرتد يقتل وان المرتد يستتاب ثلاثاً إلى آخره.. قال “لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي” بمعنى أنه لا يقبل مجتمع إسلامي ان يقبل بينه وبين الآخرين شخصيات تدعي أنها مسلمة.. تريد أن تقول أنها لم تعد مسلمة لكنها خائفة من الحد أو من القتل وبالتالي تدعي أنها مسلمة وبالتالي نحن ندخل في الأمة وندخل في المجتمع شخصيات كثيرة ستصبح خطراً  وستعمل على زعزعة كثير من المفاهيم بحيث أنها تشعر أنها مغلوبة على أمرها..

الجانب الآخر هو مشاركته في موضوع غاية في الحساسية وأن كثير من الأطروحات تطرح أنه: أنا الحق وما عداي هو الباطل، هو طرح ان مشكلة التكفير أو سلاح التكفير أو رؤية التكفير هذه تضر أولاً بالحركات أو بالمجتمعات بشكل أساسي وبعضها البعض باعتبار ان هناك تنوعاً وان هناك رؤى مختلفة.. كما ان الأستاذ إبراهيم بن علي فيما يخص القضايا الإنسانية تحدث في موضوع البوسنة والهرسك وكانت له مشاركة كبيرة وخاصة بعد تلك القصص وتلك المجازر التي حدثت في البوسنة والهرسك وكانت للأستاذ مبادرة كبيرة وصدر ذلك في كتاب للأستاذ إبراهيم..

الأستاذ إبراهيم كان يهتم بالفقراء كان معظم كلامه عن الفقراء وانه لابد ان يكون هناك تركيز عليهم ولهذا كان دائماً يخدم الفقراء، الفقراء المرضى، الفقراء الذين يحتاجون إلى التعليم كان يبذل جهوداً كبيرة, وأنا في اعتقادي ما زلت كما قلت للأستاذ أحمد النهمي أننا بحاجة بعد ان جاءت هذه الفعالية وهي ليلة وأمسية رائعة جداً كونها تحيي ذكرى الأستاذ إبراهيم إلا أننا بحاجة إلى ندوة علمية، هذه الندوة العلمية نحضر لها على مدى ستة أشهر أو سبعة أشهر يتم فيها إعداد بحوث سواء دراسة لكتب وأهم الأفكار لحياة الأستاذ إبراهيم  وهي كثيرة لحياته لنضاله نحاول قدر الإمكان ان نخرج برؤية متكاملة عن الأستاذ إبراهيم بن علي الوزير..

النقطة الأخيرة أيضاً إنني أوجه إلى انه ما زال هناك تقصير كبير في مجال الإعلام، يعني عندما نعمل بحث في قوقل عن مؤلفات الأستاذ مثلاً لا نجدها عندما نريد أموراً كثيرة عن الأستاذ إبراهيم بن علي الوزير القائد والمؤسس لا نجد هذه المعلومات وبالتالي لابد من إعادة النظر في تراث وأفكار الأستاذ إبراهيم الوزير وكيف يمكن ان نصلها وذلك يمكن ربطها بفكرة الندوة نفسها ان تقام الندوة في دولة أخرى بحيث نستطيع ان يكون الإعدادات الكاملة بحيث يكون هناك روابط الكتب ومواقع معينة بحيث نستطيع ان نوزعه لكوكبة كبيرة من الإعلام.

أنا أشكر الإخوة الذين دعوني لهذه الأمسية وأتمنى ان نفكر جميعاً في موضوع فعالية علمية يحضر لها بفترة لا بأس بها.. ولا أريد ان أطيل فما زال لدينا كلمات كثيرة.. وشكراً لكم.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى