نقاش… حول إيقاف خدمة الواي فاي بمديرة كعيدنة

الاخوة / رئيس واعضاء المجلس المحلي بمديرية كعيدنة.  المحترمون

– يطيب لي ان اناقش معكم في هذا الفضاء المفتوح موضوع ايقافكم لشبكة الواي فاي بالمديرية ، وارغامكم لاصحاب المحلات بايقاف الخدمة

وفي البدء يطيب لي ان ابارك لكم بالذكرى 56 للثورة السبتمبرية الخالدة ، واسئل الله ان يوفقكم في اعمالكم ومهامكم.

– واحترام دوافعكم النبيلة ونواياكم الحسنة وحرصكم علي سلامة المجتمع وابنائه من الرذيلة.

واناقش معكم القرار الذي قمتم باتخاذه ضد محلات شبكة الواي فاي التي ترون ان اغلاقها هو الحل الانسب لحماية الفضيلة وتحصين المجتمع من الرذيلة

–  واتفق معكم في حماية وتسييج وتحصين المجتمع من الرذيلة ، ولكن اختلف معكم في الطريقة واحب ان اوضح لكم العناصر المتعددة للموضوع فموضوع انتشار الرذيلة بين الشباب عبر مواقع النت.

هذه العملية مكونة من مجموعة من العناصر

( شباب – نت – تلفون – مجتمع )

وانتم ركزتم علي عنصر واحد وهو شبكة الواي فاي وهي احد الجزئيات المكونة لعنصر النت والمتمثلة في شبكة الدي اس ال ، والثري جي في كل شبكات الاتصال يمن موبايل ، ام تي ان ، سبا فون .

– فكيف جزمتم ان مصدر الرذيلة من شبكة الواي فاي فقط  قد تردون لرخص ثمنها وسرعة الشبكة ، ولكن هذا لا يلغي ان الشباب قد يوفروا  المبلغ الذي ينفقونه على الكروت  لثلاثة او اربعة ايام ويشحنوا بها كرت مزايا من احد شبكات الاتصال ، ويقوموا بتنزل المحتوي السيئ حتي لو تطلب تنزيله فترة اطول ، ويقوموا بتوزيعه فيما بينهم عبر اي تطبيق مجاني.

واستغرب لمنعكم محلات الواي فاي فقط ، بينما باقات الاتصال لم تقوموا بمنعها واغلاق محلاتها ، وكذلك شبكة الدي اس ال المنزلية .

وانتم بانتقائيتكم لمحلات الواي فاي التي لاتمثل شيئ يذكر امام المقدمين الاخرين لخدمة النت ، اغلقتم الشاقوص الصغير وتركتم النوافذ والابواب مفتوحة ، اسوق هذا بحسب منطقكم بحسب منطقكم الذي لايكتمل السياج الا به .

– والتلفون عنصر مستقل بذاته وهو اداة الاتصال والتصفح ومشاهدة وتنزيل  المواد الحسنة والمواد السيئة ، واستغرب لماذا لم تقوموا بمنع واغلاق محلات بيع التلفونات الذكية بالمديرية… ؟

مادام حسب منطقكم هو اداة التنزيل والنشر فهو الاولي بالمنع.

– والشباب هم العنصر الفاعل في العملية فلماذا لم تصدروا قرار بمنع الشباب من استخدام النت والتلفونات الذكية.

– والاباء عنصر هام في هذه العملية فلماذا لم تصدروا قرار بمنع الاباء من شراء تلفونات لابنائهم واغلاق البيوت في وجوه ابنائهم اذا اشتروا تلفونات بدون علمهم ووالخ.

– والمجتمع هو العنصر الاهم  في هذه العملية فماهي القرارات التي اصدرتموها تجاه المجتمع

– الملاحظ انكم اهملتم العناصر المختلفة للعملية وتقصدتم شبكة الواي فاي فقط .

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو لماذا تقصدتم شبكة الواي فاي فقط.

ستسردون بعض المبررات  ، ولكن الصواب هو انها الاسهل والتي في متناول اليد ، بينما انتم لاتقدرون علي منع مزايا شبكات الاتصال ، او شبكة الدي اس ال المنزلية ، لانها اكبر من نطاق سلطتكم ولا سلطة لكم عليها ، مما يظهر ان القضية تتعلق بالسلطة لا بالفضيلة وحماية المجتمع من الرذيلة.

وذات الامر هو في عدم قدرتكم على منع التلفونات الذكية ، او الشباب من شرائها والسبب في ذلك انه لاسلطة لكم علي بقية عناصر العملية.

وهذا يؤكد علاقة السلطة بقراركم بشكل وثيق .

ومادام الامر متعلق بالسلطة فمالذي تستند اليه السلطة في قراراتها ..؟

قد تقولون قوة القانون ، واذا اجبتم بهذه الاجابة فاحب ان اسئلكم هل قرار منع واغلاق محلات  شبكة الواي فاي قانوني… ؟

لن انتظر اجابتكم لاننا نعرف جميعا انه غير قانوني.

هل تعلمون ان هذه المحلات قانونية ومصرح لها من وزارة الاتصالات ..؟ وان جهاز البث والمودم كلف اصحابها مبالغ باهضه ..؟ وان الرصيد الذي تبيعه الشبكة عبر كروت صغيره يتم شرائه من وزارة المواصلات ..؟

وان هذه المحلات تعول العديد من الاسر ، وتفتح العديد من البيوت… وهل فكرتم في مصير هذه الاسر ..وهل تدارستم ماهي الطريقة المناسبة لتعويضهم عن محلاتهم والاعباء المالية الكبيرة التي سيتحملها المجلس المحلي مقابل تعويض اصحابرالشبكات… ؟

طبعا انتم لم تفكروا في هذا لان الظروف التي تمر بها البلاد تكشف انه لارصيد مالي لديكم ، ولكنكم هددتم باغلاق المحلات ، وارغمتم اصحابها على ايقاف الخدمة ، رغم علمكم ان السلطة بلا قانون هي قوة عمياء تدمر اكثر مما تبني وتهدم اكثر مما تصلح .

– ولانكم تعلمون انه لا قانون يبيح لكم اغلاق محلاتهم ، فلماذا لم تلجأوا الى النيابة العامة اذا كان لديكم مبرر قانوني للاغلاق ، او ترفعوا قضية على اصحاب محلات الواي فاي امام المحكمة ان كنتم تثقون بعدالة قضيتكم …؟

ولكنكم تدركون انه لاسند قانوني لما تقومون به ، ونسيتم ان كسركم للقانون وتجاوزكم له ينزع عنكم غطاء الفضيلة ، باعتبارها المعيار للحكم على الامور فما تعارض مع القانون فهو سيئ ، وما اتفق معه فهو حسن ، وانتم  بانتهاك حقوق اصحاب شبكات الواي فاي تنتهكون القانون الذي تستمدون منه سلطتكم ، اليست مهمتكم هي تطبيق القانون .. ؟ ام انكم احللتم اهوائكم بدلا عن القانون ، رغم علمكم ان لا مشروعية للسلطة بدون قانون ، فماهو القانون الذي يبيح لكم منع اصحاب محلات الواي فاي من تقديم خدماتهم للمجتمع… ؟

ستقولون الخدمة التي يقدمونها يستخدمها الشباب لنشر مقاطع تتعارض مع الدين والعادات والتقاليد ..؟

فيرد عليكم احدهم :

– انتم تعاقبون مقدمي هذه الخدمة بجريرة غيرهم… ؟

مقدم الخدمة يقدم للمستهلكين خدمة النت ، مثله مثل تاجر العنب والتمر والفواكه المختلفة ، والمستهلك هو الذي يتناولها طازجة او يحولها الي خمر .

والدين يلعن شاربه وحامله وبائعه وعاصره ، ولكنه لايتحدث عن زارعه وقاطفه وبائع عناقيده في الاسواق ، وانتم اخذتم بائع العنب بحجة ان الشباب يحولون سلعته الي خمر ، ولم تاخذوا الخماره التي هي هنا التلفون ، ولا السكارى فاي شرع هذا ياساده .

بل انكم بكسر القانون تدمرون المجتمع وتشجعون المجرمين والخارجين على القانون على فرض منطقهم الخاص بالقوة ، وتحولوا المجتمع الي غابة دون ان تشعروا ، والشريعه تنهي عن اقامة المصلحة اذا جرت الى مفسدة اكبر ، بينما انتم هنا ابعد ماتكونوا عن المصلحة وانما تحاولون فرض منطقكم ورؤيتكم للامور بالقوة مستغلين امساككم بالسلطة وخوف المجتمع منكم.

وتعاقبون اشخاص ومهن لاذنب لهم الا ان خدماتهم تعارضت مع اهوائكم وصادف تواجدهم في زمن امساككم بالسلطة .

اصحاب محلات الواي فاي ملتزمين بحظر المواقع الاباحية والمودم الخاص بهذه الشبكات قابل للبرمجة لحظر المواقع…  ، وهم ملتزمين بذلك وهذا هو الامر الذي يخولكم القانون فرضه عليهم ، اما اغلاق المحلات فهو امر شنيع لم يسبقكم اليه احد ، ولن يكون الحل لحماية الشباب ولا نصف الحل ولا ربعه ولا ثمنه وووالخ

لانكم لم تتطرقوا للدافع الحقيقي لدى الشباب الذي يدفعهم الى تصفح المواقع المسيئة ، وماقمتم به هو عبارة عن رفع قيمة المشاهدة ومنع مقدمي الخدمة الارخص من ممارسة حقوقهم ، والاضرار بهم ، وسن سنه غير حميدة تبيح للممسك بالسلطة ممارستها خارج القانون باي طريقة يشاء.

– اتمنى ان تجدوا في النقاش السابق مايساعدكم علي ادراك الصواب

ودمتم عونا للمظلوم ، وقدوة في احترام وتنفيذ القانون.