أخبار عربي ودوليالكل

باحث فرنسي: التحالف بقيادة السعودية والإمارات دمر اليمن وجعلها على هامش الكارثة الإنسانية ويجب أن يحل اليمنيون أزمتهم بأنفسهم

قال الباحث الفرنسي المتخصص في الشأن اليمني والعربي، فرانسوا بورغا، إن الدول الغربية حالياً كفرنسا وبريطانيا وأمريكا لديها مصالح تجارية وتبيع الأسلحة للإمارات والسعودية وليس لديها فهم سياسي واضح للأزمة اليمنية وتركز فقط على مصالحها.

 وأشار إلى أن التحالف بقيادة السعودية والإمارات جعل اليمن على هامش الكارثة الإنسانية ولم يتمكن من الدخول إلى تعز وتحريرها، وقال إن الحل العسكري فشل ولم يتبق سوى عودة الأطراف اليمنية إلى المفاوضات وإيجاد حل للأزمة بنفسها.

 ولفت بورغا إلى أن اليمنيين يموتون في بيوتهم من الفقر، ولا يتأثر الغرب من هجرتهم بقدر ما يخاف من أزمة سوريا.

 وأكد الباحث الفرنسي بأن الرئيس السابق علي عبد الله صالح هو من أدخل السم الطائفي إلى المجتمع اليمني عام 2006، موضحاً بأن الطائفية وسيلة في يد المهيمنين أكثر من يد المعارضة، وأنه عندما تواجه ديكتاتورا لا بد من الوحدة ولا بد من تجاوز الخلافات الطائفية.

وقال بورغا إن المفاوضات السابقة كانت مرفوضة من الجانب الحوثي نظرا لوجود مطالب عالية من التحالف، ويرى الآن بأنها قد تنجح إذا تم تقديم تنازلات من الأطراف اليمنية دون تدخل دول التحالف.

 وفيما يتعلق بسياسة السعودية والإمارات في المنطقة أوضح بورغا بأنه عندما يتم النظر لسياسة السعودية في اليمن فإن المراقب سيدرك أن السعوديين أيدوا الشيوعيين في الجنوب خلال حرب أربعة وتسعين وأنه ليس لهم أجندة دينية ولكن عندهم أجندة برجماتية.

 وتابع بورغا: السعوديون يخافون من اليمن ومن عدد اليمنيين كما يخافون من الانفتاح السياسي والنموذج الديمقراطي ويخافون من الربيع اليمني، فلم يكونوا يتصوروا أن أيا من هذه التجارب قد تؤدي إلى انفتاح فعلي سلمي فبدؤوا يفشلون التجربة في مصر وكانوا يريدون إفشالها في تونس، والإماراتيون أيضا يحملون الأجندة نفسها، حد تعبيره.

ويستطرد بورغا: ليس هناك خلاف عقائدي بين الوهابية السعودية والإخوان المسلمين، الخلاف ليس عقائديا وإنما سياسي، هم لا يخافون من منهجهم، هم يخافون على عروشهم، يخافون من الديمقراطية، يخافون من الفكر الذي يجمع أقوى تيار معارض في المنطقة، والشيء نفسه لدى الإماراتيين.

ودعا الباحث الفرنسي، اليمنيين إلى العودة إلى المفاوضات دون أي وصايا خارجية سواء فرنسية أو أمريكية أو سعودية أو إيرانية، خصوصاً أن اليمن هو البلد القديم في المنطقة الذي لعب دورا مثاليا خلال الفترات الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى