الكلكتابات فكرية

البردوني… شاعر فريد… ومشروع مجيد

– الشاعر الوحيد الذي يجد فيه الفنان التشكيلي مبتغاه ،

 والرسام الطبيعي والسيريالي وحتي رسام الكاريكاتير ، والقصصي والمسرحي ، والمؤرخ ، والباحث ، والسياسي ، والفقيه ، والواعظ ، والمثقف ، والناقد ،  والفيلسوف ، والعاشق ، والرومنسي ، والكلاسيكي ، والحداثي ، والباحث عن  الفلاش والومضة ، والغواص ، والباحث عن الصور المبتكرة ، والموسيقا والايقاع ، والنواسي وابو العتاهية ، وادونيس والجواهري ، وشوقي وميخائيل نعيمه ، وجبران ، والعقاد ، وطه حسين ، وجنسانية فرويد ، ونسبية انشتاين ، وملحمة الحرب والسلام لتولستوي والعجوز والبحر لهمنغواي  ، فلسفة غاندي ، والبيان الشيوعي لماركس ، وسحر ومارلين مورنوا ، واساطير هوليود  ،  والناقد ، والكاتب ،والمحلل العميق ، والمرتاح ، والمهموم ، والطريف ، والمنحوس وعاصي والديه  ، وووالخ.

هو عبدالله البردوني الشاعر الانسان الذي كتب عن معاناة الانسان وهمومه في كل مكان دون تحيز للون او لغة او هوية ، عبر بشاعريته القارات وساجل الحضارات القديمة والحديثة ، وسبر اغوار الفلسفات وسر صعود الحضارات وانحدارها  ، كتب عن نزعات الفرد ، ونزعات المجتمعات ، عن الحرية العدل والمساواة والحب والعمل والتعايش والصراع ، ولو وجد مشروع لترجمة قصائده للغات المختلفة لعرفت البشرية سر عظمة هذا الحكيم وعانقت مشروعه الانساني الذي يتسع لكل ابناء الارض.

 

– اما عن يمنيته فهو الشاعر الاوحد الذي كرس جل وقته وطاقته وموهبته لازالة الغبار عن المشروع اليمني المغيب والمنسي ، فاعاد صياغة اليمن وبعثه من افياء قصائده ، حيث  اليمن بكل ثرائه وتنوعه سهوله وجباله وسفوحه وجزره وكثبانه وهضابه ورماله وتلاله وقممه ، وقبائله ومذاهبه واحزابه واحداثه وتواريخه ومدنه ومناطقه وقراه .

وهو سفر ابناء سبا ، ولوح انتصاراتهم ،ولسان اخبارهم ، وامجادهم ،وملاحمهم ، وحادي اسفارهم ، وترحالهم ، هو  تمائم كهانهم ، وسر حكمة حكمائهم ، وهجس شعرائهم ،  ولسان احزانهم ، وانين اوجاعهم ، وحنين اغترابهم ،  وسمير لياليهم ، وانيس وحشتهم ، هو الصدى والمغني ، وراوي الحكايات الشعبية ، في شعره مجتلى الاسلاف والاحفاد الماضي والمستقبل ، وموال السفوح والسهول والوديان ورقص المدن والقري على لحن الزمن .

– وهو حامي الهوية اليمنية ، وحامل الراية ، ومن مشروعه  الخالد ستنبعث حضارة ابناء سبا من جديد ، وستتجاوز عثرات الماضي ، وتستعيد مجدها التليد.

– رحم الله البردوني خلف مجدا لايبلى ، وارث لايبيد ، وفتح باب العبور الى الفجر على مصرعيه ، وايقظ النيام ، وانار معالم الدرب ، وحل الاحاجي ، واضاء العتمه ، وكشف المستور ، ولن تطول تغريبة ابناء سبا ، وبفضله ستنتهي رحلة التيه  ، وستخفق راية التبابعة من جديد ، وتطأ سنابك خيولهم  ، الخط الفاصل مابين الحقيقة والخيال ، ” التيه ، الجنة ” ، وستقرع اكفهم ابواب الجنة ، ويشيدون قصورها ، ويزرعون بساتينها ، ويعمرون مدنها ، وينظمون اسواقها ، وتستعيد السعيدة مجدها التليد ، وتشرق الحياة بنور الوحد القهار ، وتخفق راية اليماني في الافاق لتنشر السلام والحب والمساواة والسعادة والرفاه.

وهذا هو سر غمط اخواننا العرب لعظمة  ومكانة حكيم اليمن المفرد وشاعرها الاوحد عبدالله البردوني.

الخاتمة:

“فتشوا في كتب البردوني عن مشروعكم يا ابناء سبأ لتفارقوا التيه ، وتعودوا الي الجنة”

” دعوا  قصائده تقودكم الى مساركم وتقربكم الى ذواتكم ، وتكشف لكم حقيقتكم ، وتقودكم الى مدينة الغد”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى