أخبار عربي ودوليالكل

مجلة “جاكوب إن” الأمريكية: الولايات المتحدة تترأس الكثير من مذابح المدنيين في اليمن بدعمها للتحالف الذي تقوده السعودية

كشفت المجلة الأمريكية “جاكوب إن” عن مساعدة الولايات المتحدة للتحالف في مجزرة بحق تلاميذ باليمن.

وفي مقال للكاتبة بيلين فيرنانديز ترأست الولايات المتحدة الكثير من أشكال المذابح بحق المدنيين في اليمن من خلال دعمها للتحالف الذي تقوده السعودية.

“اعتبارا من عام 2015، حسب مكتب الصحافة الاستقصائية ومقرها لندن، فإن الولايات المتحدة قتلت ما يصل إلى 1580 شخصاً في اليمن منذ تدشين برنامج العمل السري هناك في عام 2002” وفقا للمقال.

تشير فيرنانديز، إلى أن الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز، توماس فريدمان والذي زار صنعاء 2010 تمكن من استنباط “القاعدة الجديدة” لتورط الولايات المتحدة في البلاد، ويقول: “لكل صاروخ نطلقه على هدف للقاعدة في اليمن، علينا أن نساعد اليمن على بناء خمسين مدرسة حديثة، للبنين والبنات، لتدريس العلوم والرياضيات والتفكير النقدي”.

وقالت إن هذه النسبة في “القتل المستهدف” لروضات الأطفال كان أفضل رهان أمريكي لمنع اليمن من أن يصبح أرضاً خصبة لتنظيم القاعدة”.

 وبحسب المقال إنه في أغسطس 2018، اكتسب مفهوم روضات الأطفال المستهدفين دلالات أكثر شراً بعد المجزرة الأخيرة لأربعين طفلاً يمنياً في حافلة مدرسية.  وقالت “الجناة هم التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة والذي تقوده المملكة العربية السعودية مع الشريكة الإمارات والذي، منذ 2015، يرهب اليمن بدعوى مكافحة الإرهاب. مشيرا إلى أنه يتم توفير دعم إضافي للتحالف من قبل المملكة المتحدة وغيرها من الأصدقاء الأوروبيين.

 في 17 أغسطس، ذكرت قناة “سي إن إن” أن الذخيرة المسؤولة عن مذبحة الحافلة المدرسية كانت عبارة عن قنبلة من طراز MK 82 موجهة بالليزر من صنع شركة لوكهيد مارتن، وهي العمود الفقري للمجمع الصناعي العسكري الأمريكي.

 تقول المجلة “لم يكن مصدر القنبلة مفاجئاً بشكل كبير في ضوء صفقة الدفاع السعودية-الأمريكية التي بلغت 110 مليار دولار والتي عقدها دونالد ترامب العام الماضي في الرياض”.

 وأشارت إلى أنه بعد فترة وجيزة من الغارة الجوية على الحافلة، سأل صحفي، وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس حول دور الولايات المتحدة في الصراع في اليمن بالنظر إلى أن مثل هذه العمليات تتم “بتدريب أمريكي، ومعلومات أمريكية وأسلحة أمريكية”.

 وفق المقال، يتضمن رد ماتيس النصي، الذي يظهر على موقع وزارة الدفاع على الإنترنت، قوله: “أود أن أخبركم بأننا نساعدهم في تخطيط ما نسميه، نوع من الاستهداف؟ أحاول اختيار الكلمة الأصح للتعبير”.

تضيف فيرنانديز: “مهما كانت الكلمة، ظل ماتيس يرى أنه “لا نشارك في الحرب الأهلية” وأننا “سنساعد في منع قتل الأبرياء”.

وتابعت: “بطبيعة الحال، سيدرك أي شخص مطلع على سجل الولايات المتحدة أن حماية الأبرياء ليست اسم اللعبة التي تلعبها الولايات المتحدة. بالإضافة إلى جرائم القتل المتقطعة، يتبادر إلى الذهن أيضاً المزيد من الأساليب الخفية للتخلص من البشر، كما حدث عندما أبلغت تقارير في عام 1996 أن نصف مليون طفل عراقي قد ماتوا بسبب العقوبات الأمريكية، وكان تعليق السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة آنذاك، مادلين أولبرايت: “نعتقد أن الأمر يستحق كل ذلك”.

 تشير أيضا إلى أن أبرز ما شهدته قائمة الضربات هو ضربة الطائرات الأمريكية بدون طيار في حفل زفاف يمني في عام 2013، وهو ما أكّد كذلك القناعة الأمريكية للقضاء على الاحتفالات الزوجية في الأراضي العربية والإسلامية بينما سلط الضوء أيضًا على بعض الأسئلة الاستراتيجية المحتملة وراء مخطط روضات الأطفال المستهدفة، مثل، لماذا إذاً لا تقوم القاعدة ببناء صفوف مدرسية بعد كل تفجير؟

في نوفمبر 2017، أشارت النيويورك إلى أن “القوات المسلحة السعودية، مدعومة بأكثر من 40 مليار دولار من شحنات الأسلحة الأمريكية التي أذنت بها إدارتا ترامب وأوباما، قتلت آلاف المدنيين في غارات جوية في اليمن، كما أنتجت الحرب ما أشار إليه ماتيس بـقوله: “أعتقد أنه أكبر تفش للكوليرا رأيناه على الإطلاق”، بالإضافة إلى مجاعة محتملة تهدد ملايين الأشخاص.

 في مقال أخير، تنتقد البروفيسورة والباحثة اليمنية – في تخصص دراسة اليمن وليس يمنية الأصل في جامعة ريتشموند، شيلا كارابيكو-  فكرة أن الحوثيين هم وكلاء لإيران وأن “أربعين شهراً من القصف والحصار الذي لا هوادة فيه بأنها دفاع عن النفس”.

وتؤكد كارابيكو أن الضحايا من الهجمة على اليمن ليسوا من الحرس الثوري الإيراني، بل هم “أطفال جوعى يتعرضون للهجوم من قبل ممالك غليظة يحملون أسلحة بريطانية وأمريكية أكثر تطوراً تباع لهم”.

وقالت “الأمر الذي يعيدنا إلى قضية تواطؤ الولايات المتحدة في كل الأعمال البشعة. هو ما قاله ميخا زينكو، الذي يعمل في موقع تشاتام هاوس، على موقع “فورن بوليسي”: “إن أمريكا ترتكب جرائم حرب ولا تعرف حتى لماذا، حيث تعمل كمقاتلة راغبة في الحرب دون أي اتجاه واضح أو معرفة بالوضع النهائي”.

 وأضافت: “لكن في حين يصر زينكو على أنه يجب على أميركا “ألا تذهب مرة أخرى إلى الحرب، أو تدعم حروب الآخرين، دون غرض أو أهداف”، فإن هذا النوع من التغاضي عن حقيقة أن الهدف الرئيسي من الحرب الأمريكية هو توليد مبالغ كبيرة لصناعة الأسلحة، لا ترسم أهداف نبيلة مثل الحرية والديمقراطية. وكلما طالت معاناة اليمن، كلما كان ذلك أفضل لصناعة تزدهر وفقاً لتدفقات أموال النفط السعودية والنزاع الإقليمي العام.

وقالت “من الأفضل أن نعمل على روضات الأطفال هذه ونحسنها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى