كتابات فكرية

بايدن غير ملتزم بإنهاء العدوان على اليمن

بايدن غير ملتزم بإنهاء العدوان على اليمن

بقلم/ د.علي أحمد الديلمي

السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز صاحب مقترح قرار يصدر من الكونجرس الامريكي بشأن وقف دعم التحالف العربي في اليمن من قبل الولايات المتحدة أعلن مؤخرا سحب مشروع القرار وعدم التصويت عليه بعد الاتفاق مع البيت الابيض وإدارة الرئيس بايدن على مواصلة العمل مع مكتبه وإنهاء الحرب في اليمن وأوضح أنه اذا لم يتم التوصل إلى اتفاق فإنه سيعيد مشروع القرار مع عدد أخر من النواب للتصويت علية وأنهم سيبذلون قصاري جهدهم من أجل انهاء هذا الصراع المروع وجاء ذلك بعد تقارير عن استنكار البيت الأبيض للقرار حيث حذر مساعدوه من أن الرئيس جو بايدن قد يستخدم حق النقض ضده إذا تم تمريره وفشل البيت الأبيض ومكتب ساندرز في التوصل إلى اتفاق

لا شك أن رضوخ ساندرز يضمن للبيت الابيض والرئيس بايدن في الاستمرار في تأجيل تصحيحات المسار التي وعد بها خلال الحملة الانتخابية كمرشح قائلا إنه سينهي مساعدة الرئيس السابق دونالد ترامب على بياض للمملكة العربية السعودية وينهي الحرب في اليمن و تشير معظم التقارير إلى أن الرئيس ملتزم بالوضع الراهن أكثر مما يعترف به علنًا وعلى مدى ثلاث إدارات رئاسية الآن قدمت الولايات المتحدة الأسلحة والدعم اللوجستي للتحالف وتقدر الأمم المتحدة أن 233 ألف شخص لقوا حتفهم في اليمن خلال الحرب أكثر من نصفهم بسبب عوامل غير قتالية مثل انعدام الأمن الغذائي وسوء الرعاية الطبية وكل ذلك تم عن طريق استخدام أسلحة أمريكية الصنع في هجمات خلفت عشرات القتلى من المدنيين وساعدت في استمرار اندلاع الحرب لما يقرب من ثماني سنوات مميتة رغم ان بايدن في زيارته الأولى لوزارة الخارجية الامريكية كرئيس قال إنه أنهى دعم الولايات المتحدة للحملة التي تقودها السعودية في اليمن لكن بحلول كانون الأول (ديسمبر) 2021 كانت الإدارة قد دفعت ببيع صواريخ إضافية إلى المملكة العربية السعودية من خلال الكونغرس بحجة أن الأسلحة ستستخدم لأغراض دفاعية حسبما ذكرت صحيفة نيو ريبابليك و فشل مسؤولو بايدن في إدانة أستمرار الحرب في اللحظات الحاسمة ولم يدفعوا بشكل فعال لإنهاء الحصار الذي يحول دون وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين

وتتطلع الولايات المتحدة لإرساء أسس اتفاق أستمرار الهدنة ووقف جميع الجبهات بين جميع الاطراف من اجل وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للسكان في عموم المدن اليمنية لتفادي تفاقم الأزمة الإنسانية

وتعتقد الولايات المتحدة أن الوقت قد حان لاستئناف المباحثات بين جميع أطراف الحرب في اليمن وهو ما بات محل “إجماع دولي” بضرورة استئناف المحادثات الرامية لتسوية سياسية تنهي الحرب

دعمت الولايات المتحدة الحرب السعودية في اليمن منذ بدايتها ببيع وبتسليم أسلحة وتقديم دعم دبلوماسي كبير ولكن مضى وقت طويل ولم يحدث أي تغيير جذري في مسار الحرب في اليمن بل على العكس من ذلك أصبحت هذه الحرب السبب الرئيسي في أكبر كارثة أنسانية على مستوي العالم ولم تحقق أي من الأهداف التي قامت من أجلها

ورغم ان الخطوة الامريكية الاخيرة بسحب التصويت على مشروع القرار الخاص بوقف دعم التحالف تأكيد على رغبة أدارة بايدن في أن توازن بين قرار السعودية خفض إنتاج النفط وما يواجهه الرئيس الأمريكي من دعوات متزايدة من الديمقراطيين لفعل الشيء الوحيد الذي يعتقدون أنه سيضر الرياض أكثر من غيره وهو تجميد مبيعات الأسلحة وكبح التعاون الأمني مع المملكة

لكن كما يبدو أن البيت الابيض يتجه نحو التعامل مع مايجري على أرض الواقع لكن الخوف أن تظل السعودية غارقه في اليمن دون أن تواكب المتغيرات في المواقف الامريكية و على جعل مبادرة الرئيس الامريكي لانهاء الحرب قابلة للتنفيذ وفرصة للخروج من حرب اليمن وأجراء تسويه مع أنصار الله في الشمال جنبا الي جنب مع التسويات التي تمت بين السعودية وغيرها من أطراف الصراع في اليمن وبما يتوافق مع أهدافها الاستراتيجيه في الحفاظ علي أمنها وحدودها وتحقيق رؤيتها في التطور والتنمية والرفاة في منطقة تنعم بالامن والسلام والازدهار وخالية من بؤر الصراع والحروب المشتعلة هنا وهناك من أجل تحقيق سلام شامل وخروجها من حرب اليمن بما يضمن لها علاقاتها المستقبليه مع اليمن وحلفائها الاستراتيجيين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية

*علي الديلمي

*سفير بوزارة الخارجية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى