الكلكتابات فكرية

جار الله عمر..العقل الذي أرهب الإرهاب

جار الله …العقل الذي لم تحتمل أطروحاته الفكرية ورؤاه السياسية قوى الإرهاب والتطرف، وأجندة الاستبداد، فسارعت في وقت مبكر إلى وأد هذه الرؤى والأفكار قبل أن تأخذ طريقها في النمو والتوسع والانتشار بالتخلص من العقلية التي تعمل على إنتاجها والترويج لها  فخططت لاغتياله وهو يلقي خطابه الأخير على منصة المؤتمر العام الثالث للتجمع اليمني للإصلاح في العاصمة صنعاء في 28ديسمبر 2002م.
وفيما كان الشهيد جار الله عمر رحمة الله عليه يؤكد في خطابه على مفاهيم التسامح السياسي والحوار الوطني والتعاطي مع الديمقراطية كمنظومة متكاملة أساسها المواطنة المتساوية واحترام العقد الاجتماعي بين الحكام والمحكومين والتصدي لثقافة العنف وتنظيم حيازة السلاح لتجنب الصراعات والحروب الأهلية كانت أدوات الإرهاب ومخالب الاستبداد تطلق صفارة الإنذار ليقوم القاتل بإطلاق رصاصاتهم الغادرة على الجسد الطاهر، على مرأى ومسمع من الحضور وأمام كاميرات شاشات القنوات الفضائية التي نقلت الحدث بصورة مباشرة .
لم ينس الشهيد جار الله عمر في خطابه الأخير  التأكيد على تأمين السيادة الوطنية وسد الثغرات على القوى الخارجية التي تسعى للهيمنة على القرار اليمني من خلال توازن المصالح بين القوى اليمنية المختلفة في الداخل، وبناء دولة النظام والقانون ومشاركة كافة القوى الوطنية في صنع القرار السياسي ونبذ ثقاقة إقصاء الآخر، والاستحواذ على السلطة والثروة من قبل الفئة الحاكمة ومن يدور في فلكها من الجماعات النفعية، والعمل على التهيئة لحوار سياسي مسئول وبلورة أهداف مشتركة يسعى الجميع إلى تحقيقها من مواقعهم المختلفة.
 لقد لفت جار الله عمر في هذا الخطاب الحاضرين والمستمعين  إلى الأهداف الاستعمارية التي تسعى قوى النفوذ العالمي إلى تحقيقها في المنطقة، فعمل على التفريق بين الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عظمى لا يمكن لأي بلد أن يعيش في قطيعة معها إلى ما لا نهاية وبين السياسة الخارجية الأمريكية التي تقوم باستخدام قواتها العسكرية وطائراتها الحربية وبوارجها البحرية لتغيير الأنظمة الخارجة عن طاعتها وفرض الكيان الصهيوني وتعزيز وجوده وتبرير جرائمه   . رحمك الله أيها الشهيد اليساري العظيم لقد كنت تعقد آمالا كبيرة على القوى الوطنية عامة والحزب الاشتراكي اليمني والتيارات اليسارية على وجه الخصوص في قدرتها على حمل المشروع الوطني وترجمة خطابك النظري إلى واقع عملي في الحياة اليمنية السياسية، فكيف لو رأيت اليوم كثيرا من طلائع هذه القوى الوطنية ومنها الحزب الاشتراكي وهي متماهية مع القوى الاستعمارية ولا تستطيع أن تنبس ببنت شفة أو تستنكر ببيان باهت الحروف ركيك الصياغة يدين ما تقوم به طائرات العدوان السعودي الأمريكي من قتل للإنسان اليمني وتدمير مكتسبات الوطن وهي تراها تحرق بنيرانها كل جميل في بلادنا ،  فضلا عن مقاومة العدوان وردعه بالسلاح…إنها مفارقات تدخل في عجائب الزمن
.
ظلال شعرية :
 
عهدٌ تعتَّق صبرا وارتوى ألما        
 يا سيِّد الفكر أقسمنا به قسما
.
لا لنْ تمرَّ السَّكاكين التي سرقت
 أرواحنا وارتوت غدرا بنا ودما.
.
جاورت ربك جار الله وانتصبت     
 روح الملائك إجلالا لمن قدما

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى