الكلكتابات فكرية

ضمير الوطن الجريح

هؤلاء الذين ينعتون الجماهير العريضة التي احتشدت  في ميدان السبعين بأنها جماهير (الدفع المسبق) أو أنها عبارة عن (قطيع) غبي،  هم وحدهم  الأغبياء لأنهم لا يدركون معنى الحس الوطني الجمعي، ولا يستوعبون سلوك الذات اليمنية  المجروحة التي خرجت معبرة عن صمودها المستمر أمام آلة البغي والعدوان، ….هؤلاء يفسرون الأمور بعواطفهم، ويصبون غضبهم على الجماهير، لأنها تتصرف خارج رغباتهم.

 

*  الجماهير لم تخرج حبا في  المؤتمر والأنصار، بل خرجت رفضا لهذا  العدوان الغاشم لأنها ترى وتشاهد بشكل يومي جرائمه  البشعة التي تقترف بحق المدنيين في أصقاع اليمن…ولم تنطل عليها أكذوبة أن العدوان جاء من أجل مصلحة اليمنيين، وهي لم  تر إلا  القتل والتدمير الممنهج لليمن أرضا وإنسانا وحضارة وآثارا، وأن العدوان لم يسع إلا  لتحقيق أهدافه ..  ..وفي المقارنة بين من يقف مع العدوان وبين من يقف ضده اختارت الوقوف مع من يناهض العدوان ويقف ضده…ولو كان موقف  (المؤتمر والأنصار) هو المؤيد للعدوان وهادي وجماعته هم من يناهضون العدوان ، فإن هذه الجماهير لن تغير موقفها، وستلتحم مع من يناهضون العدوان ، ووحده القلم المرتزق هو الذي ستتلون مواقفه بحسب  ما يريده طويل العمر .

 

* وللمؤتمر والأنصار .. هذه الجماهير من خارج مكونيكم، التقت معكم في مناهضة العدوان، وعليكم احتراما لمشاعرها،  وحفاظا على مواقفها   أن تتداركوا أخطاءكم، وتحاسبوا فاسديكم، وتسارعوا إلى حل المعضلات وعلى رأسها مشكلة صرف المرتبات،  بكل أمانة وإخلاص ، فظروف الناس لا تحتمل المكايدات والفهلوة.   .

إنني على ثقة – إذا توقف العدوان – أن هذه الجماهير نفسها قادرة على إنجاز ما لم تنجزه الحرب والمشاورات، وستخرج هذه الجماهير في حشود أكبر من أجل:

– رفض الوصاية الخارجية ، والاستبداد الداخلي فهي ترفض الاستيلاء على الحكم خارج شرعيتها، أو الاستقواء بالخارج، فلا شرعية  إلا لمن يختاره الشعب بإرادته، وستعصف بالمشاريع الخارجية الاستعمارية والداخلية الضيقة ….ولن تلتف إلا حول المشروع الوطني الديمقراطي الحقيقي، مشروع المواطنة المتساوية، والحرية والديمقراطية، مشروع اليمن الكبير الذي يتساوى فيه الجميع، على أسس المشتركات الوطنية التي تتلاشى أمامها التمايزات المناطقية والسلالية والحزبية والمذهبية وغيرها من الأوهام  .

 

هكذا أجرم القتلة …الغادرون:

 

قتل السجين المعتقل / مبخوت صالح مبخوت النعيمي وتصفيته في ظروف غامضة   بأحد سجون من تصف نفسها بالمقاومة بمدينة مأرب… جريمة  شنيعة لا يقدم  عليها إلا هؤلاء الذين تجردوا من الدين والأخلاق والإنسانية وباعوا أنفسهم للشيطان الرجيم 

 

وإننا إذ نعزي الأستاذ محمد النعيمي والأخ شايف النعيمي وكافة أشقاء الشهيد مبخوت النعيمي وأبنائه وجميع آل النعيمي وقبيلة نهم الباسلة فإننا نؤكد أن هذه الجريمة الغادرة الجبانة التي أقدم عليها مرتزقة العدوان ستظل وصمة عار تلاحقهم في الدنيا والآخرة، كما نطالب كل القوى الوطنية والضمانر الحية والإعلام الحر  بإدانة هذا العمل الإجرامي الغادر وتسليط الأضواء عليه لفضح من يقفون خلفه بصورة مباشرة أو غير مباشرة حتى ينالوا القصاص العادل.

الرحمة والخلود للشهيد المغدور به 

 

والخزي والعار للقتلة المجرمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى