اتحاد القوى الشعبيةكتابات فكرية

أمير البلاستيشن بين قصف غزة وتدشين كأس العالم للرياضة الإلكترونية

أمير البلاستيشن بين قصف غزة  وتدشين كأس العالم للرياضة الإلكترونية

   أمير البلاستيشن بين قصف غزة  وتدشين كأس العالم للرياضة الإلكترونية

أحمد سليم الوزير

*أحمد سليم الوزير

كما يعلم كل من على الكوكب أن المنطقة تشتعل جراء العدوان الهمجي الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة ، لكن هذا لا يشغل المملكة اليوم ، السخط الشعبي يتنامى في المنطقة وللأسف لا يزال الشعب السعودي يعيش في غيبوبة الرؤية عشرين-ثلاثين.

في زمن فيصل كان موقف المملكة من هذا الكيان واضح فقد أمر بقطع الوقود عن أمريكا تضامناً مع العرب في حرب ١٩٧٣، لم تكن المملكة بهذه الوقاحة من قبل ، فقد كان مسار الوقاحة تصاعدي فكل ملك جديد بعد فيصل أتى بمواقف أكثر انهزاميه وهكذا حتى أتى محمد بن سلمان.

قالها ولي العهد في إحدى المقابلات (هوايتي المفضلة هي الألعاب الإلكترونية) تخيل أن خادم الحرمين الشريفين يلعب بلاستيشن في أوقات الفراغ، الأمر ليس عيب إن كان شاب أعزب في وظيفة متواضعة، لكن تخيل أن قائد أهم دولة ((إسلامية)) يسجد لله شكرا إذا هزم خصمه في مباراة كرة قدم ، وليس إذا حرر القدس ، نعم يحدث ذلك في زمن السقوط.

لكن هل يعتبر هذا التصريح غباء من ولي العهد، للأسف أن معظم الشباب في السعودية يقضي وقت فراغه في البلاستيشن، و بهذا التصريح يقول محمد بن سلمان لهم أنا منكم و فيكم.

معظم الشباب في السعودية تعرض لحرب ناعمة شرسة أنتجت جيل من الشباب لا يمتلك قضايا أسمى من الحفاظ على المظهر الاجتماعي، جيل تعود من خلال الألعاب الإلكترونية بأن المقاتل الأمريكي دوما ينتصر على المسلم(الإرهابي).

كانت اليمن بالنسبة لهم حرب مضمونه إلى أن تم قصف أرامكو، عندها دق ناقوس الخطر، و تفاجأ الجميع بالواقع ، فطائرة مسيرة قيمتها بضع دولارات يتم التحكم بها كما يتم التحكم بالبلاستيشن قادرة على فرض معادلة ردع، تلك الأسلحة الذي تباهى بها ترامب أمام بن سلمان لم تغني عنه شي.

اليوم بينما يستعد الجميع للحرب الإقليمية يتباهى ولي العهد بالتطور الذي تشهده السعودية و النمو الاقتصادي، قد يظن البعض أن هذا الازدهار في مصلحة المملكة، لكن الحقيقة أن على الدول أن تستعد في زمن الحرب للخراب فتضبط اقتصادها و مواردها على هذا الأساس.

أما استهلاك مواردها على اعمار مدن جديدة فذلك خطير جدا، فالاستثمار في اقتصاد مبني على الترفية لن ينجح في زمن الأرض المشتعلة.

لقد ظنت المملكة بأنها وبأموالها ستتمكن من بناء اقتصادها الترفيهي  و الانتصار في الحروب معا ، ولكن اليمن أثبتت فشل ذلك ، لهذا تسعى المملكة إلى تهدئة الصراع في المنطقة بعد أن كانت أول من أشعل فتيله.

لكن هل تستطيع المملكة أن تحييد نفسها في أي صراع قادم، ذلك سيكون صعب جدا ، فإذا لم تشارك المملكة في الصراع فذلك يعني انتصار إيران و هيمنتها على المنطقة ، وإذا شاركت سيتدمر اقتصادها تماماً و من المتوقع أن تنهار.

قال الشهيد لطف القحوم في زامل مشهور له( الناس في وادي وأنا في وادي …. وايش الجفا عرضه وطوله)

اليوم شعوب المنطقة في وادي و المملكة في وادي و ايش الجفا عرضه وطوله.

صورة تعبيرية للألعاب الالكترونية

 #أحمد_سليم_الوزير سكرتير حزب اتحاد القوى الشعبية اليمنية

اقرأأيضا للكاتب: لماذا لم يتدخل محور المقاومة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى