اخبار محليةالكل

“فلا تعزلوا عيناً اسال دموعها”

في رثاء فقيد اليمن الكبير د. أحمد النهمي 

للأديب /

الحسين الشوكاني

 

فؤادي جريحٌ بالمآسي وموجعُ

وعيني من الأيامِ تبكي وتدمعُ

 

فلا تعزلوا عيناً اَسال دموعها

مصابٌ بهِ كلُّ الرزياتِ تجمعُ

 

رمتني سهامُ الدهرِ ظلماً فأزهقت

حياتي فماليْ بعدُ في الدار موضع ُ

 

وكرّ عليّ الليلُ يُخفي ظلامهُ

نهاري فلا ترجا لهُ شمشُ تطْلعُ

 

ومدّ إليّ الحزنُ في كلِّ قوةٍ

يداً مالها عني مردٌ ومدفعُ

 

وهبّتْ رياحُ الغربِ تُحْيي مصائباً

 تلاشت ولكن ها هي اليومَ ترجعُ

 

تجلّدت حتّى وارت الارضُ ناقداً

وتاجاً على الأعوامِ والدهرِ يوضعُ

 

أشارت عليّ بالرثاءِ قريحتي

وفي الشّرعِ تعذيبُ الذبيحةِ يمنعُ

 

وكليةُ الآدابِ تبكي فراقهُ

بكاءَ يتيمٍ في أبٍ مات يفجعُ

 

وفطّرَ أكبادَ اليمانينَ فَقْدُهُ

ولا غرّو فـ ( النهمي) كتابٌ ومرجعُ

 

سيسهبُ في أوصافهِ كلُّ موجزٍ

وَقَدْرتُهُ تأتيهِ طوعاً وتبدعُ

 

وتنقادُ أقلامٌ لتأدين أحمدٍ

يُشيَّدُ للأمجادِ عرشاً ويرفعُ

 

لئِن لبس الأكفانَ ثوباً فإنه

يسلُّ بها ثوبَ المعالي ويخلعُ

 

فيا منهجَ الأحرارِ نفسي تعودت

قراءته والحرُّ بالحرِّ مولعُ

 

تغيبُ خلالُ الحمد إنْ مات أهلُها

ويتلو رحيلَ الخيرِ شرٌ

 

فيا ثلمةً في العلمِ من ذا يسدُّها 

ويا خرقةً في الأرضِ أنَّى سترقعُ

 

تحدَّر فضل المجدِ في كل لحظةٍ

على درّةٍ من بين عينيهِ تُنـزعُ

 

وخرَّت على الأضِ المناراتِ خشيةً

وصارت من الهولِ الشوامخِ تركعُ

 

ولكن قلبي رغم هذا مسلمٌ

لربي وبالأقدارِ أرضا وأقنعُ

 

ولاريب أن الموت حقٌ وسيفهُ

على كلِّ خلقِ اللهِ يمضي ويقطعُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى