الكلكتابات فكرية

من يتحمل المسؤولية عما صرنا إليه ؟!!

ما أود قوله تحت هذا العنوان هو كيف كانت اليمن بمدنها وقراها وشوارعها وخدماتها وبنيتها التحتية وغيرها من المصالح التي كانت تلبي متطلبات المواطن اليمني والكثير من حاجياته؟

فعلى سبيل المثال:

* الكهرباء: كانت تنطفئ في اليوم والليلة مرتين أو ثلاث بالكثير، أما الآن فلا نرى لها وجودا أبداً أو فيما ندر ، راضين بالطاقة والفانوس – ويا معين يا الله-.

* الشوارع: كانت في المدن والعاصمة (نموذجاً) يتم سفلتتها وقطع الشوارع قص أو لصق مرتين أو ثلاث خلال فترة وجيزة من شهرين إلى ثلاثة أشهر.. الآن كلها حُفر ولا نرى سفلتة أو حتى ترقيعا لأي شارع من الشوارع خاصة في أمانة العاصمة.

* الماء: كان يصل إلى أغلب البيوت والمنازل في الأسبوع مرة أو أكثر.. أما الآن فواتير وعددات تعد الهواء وتحسبه ماء، وإذا منَّ الله علينا بكرمه ووصل الماء فيكون ذلك في الشهر مرة وذلك عند توزيع فواتير جباية الزلط (الفلوس). وراضيين بقضاء الله.

* النظافة (القمامة): كنا نتعمد بعثرتها في الشوارع ويأخذها عمال النظافة.. والآن توضع بلطف في أماكن مفتوحة ظاهرة للعيان ولا نرى أحداً يأخذها ولا عربات النظافة إلا فيما ندر وفي أوقات متباعدة.. هذا إذا سلمنا من إضراب العمال بسبب المرتبات.

* المرتبات: كان جميع الموظفين يستلمون مرتباتهم وإذا نقص من مرتب الموظف ألف أو ألفان بسبب قسط أو قسطين جراء غيابه الدائم عن العمل قامت الدنيا ولم تقعد..

 الآن لا مرتبات والناس عائشين على الهواء والشمس وكأنهم لا يأكلون ولا يشربون ومداومين في الوظائف، الذي يمشي سيراً على الأقدام والذي يترجى صاحب الباص أن يقبل بعشرة أو عشرين ريالاً ليصل إلى مقر عمله ويذهب يداوم راجياً الله، عسى ولعله يستلم أو يحصل على فتات ما يأكله عليه القوم والأمور ماشية.. يا سبحان الله.

* في القرى (الأرياف): أغلب القرى كانت قد وصلتها الكهرباء والماء وان كانت الأخيرة مشاريع أهلية في الغالب إلا أن الكهرباء حكومية على الأرجح وقالوا ما الكهرباء كهرباء، وقالوا جهز لك فانوس؟! لو انطفأت في وقت من الأوقات.. والذي كان يرمي سطح البيت أو نوافذه بحجر ليفتح له الباب إذا وصل أو تأخر بالوصول إلى بيته في وقت متأخر من الليل ليفتح له الباب أصبح يضغط زر جرس الباب.. الآن عادت حليمة لعادتها القديمة كما يقال فالكل يرجم بالحجر والكل يشرب الماء الملوث ولا يتمكن من الحصول على الجاز للإنارة إلا بصعوبة.. المهم لا حول ولا قوة إلا بالله.. حالة يرثى لها.

* المساكن: كان الذي لا يمتلك مالا ليدفع إيجار غرفة أو دكان ينام فيه ينام في الشارع وبأمان الله ولا يحدث شيء.. الآن نفس الشيء الغالبية ينامون في الشوارع لكن دون أمان ومن الخوف لا يهجع ولا ينام.. المهم لا إله إلا الله.

* المواصلات: كان الجميع مسافرين من مكان إلى آخر ومن محافظة إلى أخرى والجميع لا يدرون عمّاذا يبحثون ويشتم ويسب ويصيح ويسخط لو زادت مائة ريال أو مائتين في أجرة الباص أو البيجوت بسبب جرعة أو ارتفاع بسبب مناسبة عيد أو غيره.. الآن يتمنى زيارة أولاده ولو امتلك حتى إيجار السيارة فقط لا يريد مقاضي ولا هدايا وكان المسافر يصل في نفس اليوم.. الآن من الصباح إلى اليوم الثاني يوم أو يوم ونصف أو يومين سفر.. وراضين ولله الحمد على قضائه.

* اليمن: كانت دولتين ثم وحدة ودولة ثم لا وحدة ولا دولة بعد 1994 ثم دولتين ووزيرين ومديرين وعشرين رئيس والأمور ماشية بلطف الله واحد يستلم راتبين والثاني يدور ماذا يأكل.. “يا كريم يا الله”.. ليس هذا هو الأهم وإنما أهم شيء أن لا نقول الحوثي خرب أو الإصلاح أو عفاش أو عبد ربه.. لا؟ أو هذا سبر وذاك خرب، لا؟ لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس؟ وهو من يتحمل المسؤولية!.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى