الكلكتابات فكرية

دونية المعتدي

عندما سن تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية حربه الظالمة على اليمن كرس من خلال وسائله الإعلامية تسويق عدوانه بعناوين براقة ومشروعة وتحمل مفاتيح الخير للشعب اليمني برمته شماله والجنوب..

بل أن الغالبية العظمى من الشعب اليمني استبشرت خيراً من وقوع هذه الحرب علها تخرج البلاد من أزمتها الخانقة التي رافقت إخفاقات شريكي المبادرة الخليجية وتصاعد التوتر الأمني والسياسي بين فرقاء الخارطة السياسية والاجتماعية في البلاد التي شهدت توتراً ملحوظاً وتصاعداً خطيراً جداً جعل الغالبية هذه ترى في ذلك خيراً كثيراً…

وبعيداً عن قرار القوى المناهضة للعدوان والتي رفضته وفندت ادعاءاته منذ الوهلة الأولى لأول عملية قصف جوي على العاصمة صنعاء إلا أن حالة القطيعة بين الشعب والنخب السياسية الداخلية الفاشلة جميعها خاصة بعد الفرز السياسي الذي أنتجته ثورة الساحات الشبابية وما أكدته المبادرة الخليجية قد دفعت بهذا الاتجاه القاضي بضرورة التدخل الإقليمي لإعادة واستعادة الدولة ومؤسساتها وهو ما عزز من همجية التحالف وإفراطه في استخدام القوة المفرطة أيما تعزيز..

التحالف المعتدي وفي خضم عملياته العسكرية على ما اسماه قوى الانقلاب على شرعية هادي بدأ يضيق ذرعاً بحالة الاستبسال والصمود الأسطوري للجيش واللجان الشعبية التي ظلت كما يعلم الجميع لأكثر من أربعين يوماً من العدوان في حالة جمود ولم ترد على المعتدي ولا على أدواته الداخلية في حينه، إلا أنها قلبت المعادلات الإستراتيجية رويداً رويدا، ودفعت هذا التحالف نحو نفق الاختناقات والشعور بالهزيمة وفقدان التركيز والاستيعاب للذي يحدث على أرض الواقع، وبدأ الحرج يتسلل لذواتهم العالية المستكبرة كونها لم تكن تحسب لهذا الصمود والقدرة على التصدي وقلب المعادلات العسكرية أي حساب، خاصة وأنها صاحبة اليد الطولى في المبادرة والإمكانات التسليحية والاقتصادية بلا وجه للمقارنة مضافا إليها حجم التأييد الدولي بل والدعم اللوجستي المصاحب من الدول الكبرى لها أثناء عملياتها العسكرية.. ذلك كله ومن قبله دفعها للكشف عن وجهها الحقيقي وعن أهدافها الأساسية عبر استخدام أدواتها القذرة شيئاً فشيئاً حتى بانت كامل سوءاتها الدونية أمام العالم وأمام الشعب اليمني برمته..

حقيقة ما حدث ويحدث اليوم بل وسيحدث في الغد لو طال أمد العدوان لا يخرج من كونه أصلا من أصول ودواء وأخلاق دول العدوان التي كشفتها و فضحتها إرادة القوى الوطنية التي جعلت قرارها الاستراتيجي هو التصدي لهم ولخباثتهم ودنياهم الحيوانية السبعية المفترسة والشاذة..

اليوم ومن خلال سنوات العدوان المقاربة للأربع سنوات وكم الجرائم الإنسانية والعسكرية والأمنية والأخلاقية يتضح للمنصف أن اليمن يواجه أقذر عدوان وأخبث معتدٍ لم تشهد له البشرية مثيلاً على الإطلاق..

أضف إلى كل هذه الحقائق أن شعبنا اليوم وهو يواجه هذا الكم الكبير من الخبث البشري المباشر فإنه كذلك يواجه دونية عالمية تمثلت في السكوت المخزي من جميع الدول غير المشاركة في العدوان ومن فضيحة أخلاقية تلبستها منظمة الأمم المتحدة بجميع تفريعاتها والتي أضحت مطية يركبها العدوان بغطاء منها لم يسبق له مثيل كما أسلفنا…

اليوم لم يعد خافياً على جميع أحرار العالم هذه الحقائق والفضل في ذلك يعود لهذا الشعب الذي تدارك الوضع وعاد إلى صف السيادة والاستقلال للوطن ودعم الجبهات الداخلية والعسكرية ومن ثم فوت الفرصة عليهم والحق بالمعتدين هزائم منكرة ستتجلى تباعاً في مشهد القادم الأعظم من المفاجآت التي نسمعها كل يوم وتؤكد مآلات ومصير المعركة برمتها..

اليوم لم يتبق أمامنا ونحن على مشارف الانتصارات العظيمة إلا أن نمد أيدينا نحو الداخل اليمني لنعيد اللحمة الوطنية بعيداً عن تدخلات الشواذ والعبيد وأسياد العبيد التي كشفت هذه المعركة حقيقة وجودهم وأخلاقياتهم الدنيئة والدونية والحيوانية والتي نربأ بشعب الحكمة والإيمان أن يظل مراهناً على مثل هكذا مسوخ بشري خاصة بعد تكرار أعمالهم الشاذة تجاه نساء اليمن الحرائر وذلك اضعف الإيمان ونحن لسنا بالضعفاء…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى