اخبار محليةالكل

تقرير : نتائج العدوان على اليمن

بعد مرور أكثر من عامين على شن العدوان على اليمن بقيادة التحالف العربي الذي تقوده أمريكا وبريطانيا والسعودية والامارات يرى المراقبون والمهتمون بالشأن اليمني ومنطقة الشرق الأوسط أن هذا العدوان لم يحقق أهدافه المعلنة وغير المعلنة ووفقا لتقارير الأمم المتحدة والعديد من المنظمات والهيئات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني.

 تقول تلك التقارير بأنه ونتيجة للعدوان اصبح عدد 19 مليون شخص باليمن بحاجة ملحة وعاجلة للمساعدات الإنسانية وبأن هناك أكثر من 7 مليون شخص أصبحوا جياع ومنهم مليونين طفل وأكثر من 400 الف مقربين من الموت نتيجة للمجاعة وعدم تمكنهم من إيجاد الغذاء وبأنه نتيجة للحصار والعدوان تم نزوح أكثر من مليون شخص من مناطق الحرب والقصف الذي يشنه التحالف خلال فترة الحرب والعدوان كما تشير التقارير إلى أن اليمن ونتيجة للفوضى الذي نتج عن العدوان اصبح عرضة للهجرة الغير شرعية والتهريب والاتجار بالبشر وغيره من المشاكل التي تسببه الحروب وتشير التقارير إلى أنه نتيجة للهجرة غير الشرعية كان قد وصل العدد في 2016 إلى مائة وسبعة عشر ألف شخص دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية.

مؤتمر جنيف لمساعدة اليمن!!

يرى المراقبون والمحللون الاقتصاديون السياسيون بأن هذا المؤتمر الذي عقد برعاية الأمم المتحدة في جنيف مؤخرا، كان فاشلا وحصلت اليمن على حجم ضئيل جدا من المساعدات وهو اقل من نصف الحجم الضروري للمساعدات الملحة والعاجلة إنسانيا وذلك بالمؤتمر خلال هذا العام 2017م وكانت المساعدات مشروطة وستقدم عبر المنظمات التي تخدم دول العدوان وليس عبر الشرعية في صنعاء أو عدن ومن هنا يرى المراقبون بأن هذه المساعدات سيتم توزيعها على الفئات التي تساعد التحالف في عدوانه وستزيد من الفرقة بين اليمنيين وستستخدم في شراء الولاءات للاقتتال الداخلي باليمن واستمراره.

 

الأهداف الحقيقية لشن العدوان على اليمن!؟

هنا يتفق غالبية المراقبون والمحللين السياسيين ومراكز الدراسات الاستراتيجية والمهتمون بشئون الشرق الأوسط أن الهدف الرئيسي والحقيقي غير المعلن هو استعادة النفوذ الأمريكي والسعودي باليمن والحفاظ على أم حليفتهم بالمنطقة إسرائيل وهناك أيضا أهداف أخرى غير معلنة على رأسها الصراع على العرش في السعودية حيث أن وزير الدفاع محمد بن سلمان يحاول من خلال قيادة العدوان وانتهاك السيادة اليمنية في اظهار نفسه قويا وهذه الخطوات تعتبر بالنسبة له الخطوة الأولى للوصول إلى العرش، تليها قضية ترأسه لبرنامج اقتصادي نهضوي في السعودية من خلال طرحه استراتيجية 2030، وهناك أهداف معلنة منها إعادة الشرعية واستغلال الأزمة السياسية والانقسام باليمن لدعم ما تسميهم بالشرعية وابعاد التدخل الإيراني، كما يزعمون والذي لم يظهر بأن هناك دعم وتدخل إيراني باليمن كما يراه غالبية المراقبون.

 

نتائج العدوان العكسية؟!

ونتيجة لما سبق وذكرنا يجد المراقبون والمحللون السياسيون أنه ومن خلال مرور أكثر من عامين على شن العدوان لم يتم تحقيق أي من تلك الأهداف، وكانت النتائج بأغلبها عكسية، حيث أن العدوان والحصار تسبب في تدمير البنية التحتية لليمن واشعل الفتن والكراهية الداخلية بين فئات المجتمع المختلفة وأدى إلى قتل أكثر من 35 ألف شخص كما أشارت احصائيات وزارة الصحة اليمنية منهم 8,500 ألف شخص من النساء والشيوخ والأطفال وكانت احصائيات عدد الضربات الجوية والقصف وصلت إلى 111,000 ضربة حتى الآن ومع ذلك فإن ابن سلمان وتحالفه لم يحقق أي نجاح يذكر,

وتشير التقارير الاستخباراتية الرسمية بأن الفوضى زادت والانقسامان وخروج مناطق عديدة من شرعية صنعاء وشرعية عدن وان المستفيد الوحيد من هذا العدوان هي التنظيمات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها القاعدة وداعش وقد سيطرت على العديد من المناطق وخاصة في جنوب اليمن، الذي يعتبره التحالف أنه تم تحريره من قبضة صنعاء كما وجد ابن سلمان ظهور واضطرابات داخلية نتيجة لهذا العدوان وفوضى بدأت بالمملكة نفسها.

 

خطط ابن سلمان بعد فشل الحل العسكري!؟؟

يرى غالبية المحللين السياسيين والمراقبين بأن التحالف بقيادة ابن سلمان فشل في تحقيق أهدافه عسكريا ومن هنا وجدوا بأنه تحول إلى طريقة أحكام الحصار الاقتصادي والتجويع لمحاولة تحقيق أهدافه ونتيجة لذلك دفعت السعودية غالب أموالها واحتياطاتها لهذا السبب في شراء الأسلحة من الامريكان ودول الغرب والسعودية تعمل على حصار ميناء الحديدة وهو الشريان الوحيد المتبقي لإدخال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني المحاصر وهو اليوم يستخدم تكتيك الأرض المحروقة في محيط مدينة الحديدة ومينائها البحري, ويقوم بضرب الأهداف الإنسانية المدنية وقتل النساء والأطفال لشن الرعب في قلوب المواطنين ومثال ذلك العملية التي قام بها العدوان بشن ضربة في 15 مارس 2017م على سوق شعبي أدى إلى قتل عشرين شخص وجرح 15 كما شن ضربات على الصيادين في ميناء الصليف في 19 مارس 2017م عند محاولتهم الفرار في اليمن والعودة إلى وطنهم. وتعمل السعودية على فرض عملية استلام ميناء الحديدة بعذر أن السلاح يصل إلى صنعاء عبر الميناء وهذا الكلام غير صحيح باتفاق جميع المحللين والمراقبين لأن ميناء الحديدة هو بالأساس تحت الحصار البحري لدول تحالف العدوان وان السفن التي تذهب إلى الحديدة تمر للتفتيش قبل ذلك من قبل التحالف والأمم المتحدة.

ومن هنا يظهر بأن دول العدوان تعمل على احتلال الموانئ والمطارات لإذلال الشعب اليمني ولا تثق بالشرعية التي تدعمها لذلك نجد بأن القوات الإماراتية هي اليوم تسيطر على ميناء عدن ومطار عدن والقوات السودانية سيطرت على الميناء ومطار حضرموت وكذلك سيطرت الامارات على جزيرة سقطرى وميون وغيرها من المناطق اليمنية.

 

أخيرا السعودية إلى أين!!؟

يرى غالبية المحللين والمراقبين السياسيين ان السعودية تورطت بالمستنقع اليمني ولم تحقق أهدافها حيث قتل خلال العامين من الجيش السعودي والخليجيين حوالي 4,300 ضابط وجندي، كما تم في الفترة الأخيرة في مارس وإبريل 2017م رصد مقتل 53 جندي سعودي في عمليات قنص في منطقت جيزان وعسير. كما تم تدمير 953 مدرعة وآلية عسكرية مختلفة في جبهة نهم.

وحسب المحللين والمراقبين العسكريين ان الروح المعنوية لدى الجيش السعودي أصبحت منخفضة إلى أبعد حد، حيث تم تسجيل فرار أكثر من 65 حالة من الجبهات العسكرية، خوفا من عمليات القنص كما تم تسجيل 2,000 حالة دخول لعسكريين سعوديين إلى المستشفيات يشكون من اضطرابات نفسية وصحية نتيجة الحرب.

لذلك يخشى المراقبون من أن تقوم السعودية باستخدام وسائل محرمة دوليا في حربها وعدوانها على اليمن، وخاصة الأسلحة الكيميائية، كما تم استخدامها في سوريا، وذلك نظرا للعجز في تحقيق أي انتصارات عسكرية من خلال عدوانها على اليمن وأن أي مزيد من التورط بالحرب اليمنية ستكون نتائجه الفشل وزيادة الخسائر ومزيد من الضحايا ولا يوجد أي أفق لتحقيق نصر عسكري والحل بالنسبة للأزمة اليمنية كما يراه غالبية المحللين لن يكون حلا من خلال الحوار السياسي والعودة للمفاوضات، ولذلك يجب على الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن أن تعمل على مزيد من الضغوط على جميع الأطراف المتصارعة ودول العدوان من أجل تسهيل الحل السياسي وعدم الانغماس بالوحل اليمني، لأنه سيعود بنتائج سلبية على المنطقة والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى