الكلكتابات فكرية

تحية إجلال وإكبار لأم الشهيد البطل ..

إلى كل أم يمنية زفت ابنها إلى الفردوس الأعلى هنيئا لك هذا العرس البهيج، هنيئا لك ولقلبك النابض بالعطاء من أجل هذا الوطن ، أبعث إليك تحية إعزاز وإكبار ، تحية البذل السخي في سبيل يمننا الحبيب .

إليك يا من جلست متربعة على عرش الأمومة, إليك يا من جعلت من صبرك عنواناً لكل أم ثكلى آمنت بقضاء الله تعالى وزفت عريساً للوطن, إليك يا أم الشهيد أوجه رسالتي هذه لأعبر عما يجول في قلب كل أم وكل أخت وقد اعتصر قلبها ألم الفراق، بشراك اليوم يا أم البطل، بشراك وقد نُعتِّي منذ اليوم بأم الشهيد، أنه الشهيد ابنك وابن كل أم يمنية بكت اليوم، بل وزغردت اليوم لعرس الشهيد، وقد غاب عنا إلا أنه يتنعم الآن مع الشهداء والصديقين وارتقى عند ربه وهي غاية المنى.

هذا الوطن بعنفوانه وقف في يوم الشهادة كله ليؤدي تحية الوفاء إلى أهل الوفاء، وقفت النساء ووقف الرجال والأطفال جميعاً وبصف واحد ليحيوا أهل الرجولة والبطولة، حيث انصهرت كل الكلمات ولتخط  بأحرف من نور، المجد للشهيد المجد لك كيف يمكن أن نخط بالحبر كلمات تصف أولئك الذين سطروا أسماءهم في لوح المجد بدم الشهادة وبطولة الفرسان، فكل الكلام قليل، وكل الأوصاف متواضعة حين تطلق على هؤلاء الذين يحملون هم الوطن على أكتافهم، فهذا عهدهم مع الوطن، هم من أقسموا بالله الذي رفع السماء وبسط الأرض بأن يكون لهم مع الشهادة ملاحم تصنع الحياة، وبأن يمن العز كان أبداً موطناً للشهداء ومنطلقاً لأباة  يعرفون الموت درباً للحياة.

الكلام كل الكلام في حقك قليل وقليل جدا ،فماذا نقول فيك اليوم أيتها الماجدة يا من ربيت وزرعت مجد الوطن في قلب الشهيد الصغير ليكبر ويكبر الحب فيه. فالتحية لك ولميلاد الفجر في العيون المكحلة بلون الدم، والأسماء التي تشرق أبد الدهر مع نداء الواجب في وطن العلياء والرسالات,  أسماء غابت عنا إلا أن لها الكلام في صمت الأسى تعلنها ملبية كلما أقبل موعد شهيد مقبل غير مدبر سالكا درب التضحية.

هذا الدم الطاهر في حضرته تخجل الأرض ويخجل الحجر، وترتعش سماء الوطن خجلاً وفرحاً كلما صعدت أرواحهم آمنة مطمئنة لتستقبلها مواكب شهداء رفرفت أرواحهم عالياً مستبشرة بما جعل لها من مكانة.

مكانك هناك يا شهيدنا البطل هناك هو يا أم الشهيد ينظر إليك من أعلى يودعك ويدعوك للصبر، ويقول لك يا أمي ها أنا اليوم أخلد آمناً مطمئناً في جنات الفردوس وقد أبدلني الخالق عز وجل داراً خيرا من دار الدنيا، وانتظر يا أمي ذالك اليوم الذي سيجمعنا الله في جنات الخلد التي وعد الشهداء فأنت من ربيت، أنت من نذرتني  وأهديتني للوطن وكان لك ما أردت، فقد سطرت بعطائك وبصبرك أنموذجاً يشرف كل مسلم كل عربي أبي كل يمني. أقول لك عند قدميك تكون الجنة.

يا أم الشهيد ننحني نقبل بمعيتك تراب الدم المعطر بفوح نجيع الشهداء الأبرار، تنحني الكلمات إجلالاً وترتفع الجباه إلى أعلى الأعالي والقبضات على الصدور تقسم قسم الوفاء للوطن ولكل أم شهيد ثكلى فقدت مهجة قلبها نقسمها  بأننا معك.

فالسلام عليك يا أم الشهيد وقد زلزلت دموعك أرض الوطن بل والعالم قاطبة.. سلام على روح الشهيد الطاهرة وقد ودعتك وكلها ثقة بأنك اليمنية البطلة والتي تعي بأن الأبطال هم من سكبوا دمهم من دون حساب في عروق الوطن ليبقى الوطن.

 سلام على الدم الذي أثمر أبطالاً كتبت أسماؤهم في دفتر المجد شهداء.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى