كتابات فكرية

أستاذة الحقوق تموت وهي تبحث عن الحقوق

أستاذة الحقوق تموت وهي تبحث عن الحقوق

ا.د/ هدى علي العماد

إن القلب ليحزن والعين لتدمع وإنا لفراقك لمحزنون.الهام المتوكل يا من لم تلد النساء كمثلها ..رحمها الله رحمة الأبرار واسكنها فسيح جناته

الهام المتوكل أستاذة الحقوق تموت وهي تبحث عن الحقوق….اللهم انك عزيز جبار منتقم أرنا فيهم قوتك وجبروتك ….

قد تضيع حروفي وتتبعثر كلاماتي وتفقد عبارتي ترتيبها ..وتفقد أناملي توازنها..وتتشتت مداركي عندما أقول رحم الله د. الهام محمد المتوكل …ولا أدري هل أعزي نفسي أولاً ..أم أشاطر الحزن أولادها وأقاربها.. أم أتحسر على جامعتي التي فقدت من أنبل وأصدق وأخلص كوادرها الأكاديمية….  صاحبة القلب الطيب والوجه البشوش والابتسامة الصادقة بالحكمة الواعية.عرفت بدماثة الأخلاق جمعت بين الإباء والتواضع.. بين الحب والعقل.   هل هي مدرسة القانون ..أم القانون هي ..

الأكاديمية الفذة الأستاذة المبدعة ….والأم التي صبرت على فقدان ابن في مقتبل العمر..بخطأ طبي بعيداً عن حضن أبويه.ولم ينصفها القانون في حق ابنها.. تنتظر تخرج ابنها وتعد الأيام بالسنوات سنوات. فهل جاء الخريج بكفنه ??…

 أم أقول عنها  البنت البارة لوالديها  الخادمة لأمها العاجزة حتى فارقت الحياة .. أم الذي تكبدت قتل أبيها بوحشية وغدر وظلت باحثة عن قاتل أبيها  بكل ما اعطاه الله من قوة..فهل قيدت الجريمة ضد مجهول??   وتموت قبل أن تنصفها المسماه عدالة..  أستاذة القانون عجزت عن إنصاف أبيها ورد اعتبار أسرته والأخذ بحقه..

أم أقول عنها الزوجة الوفية الذي ناطحت الجبال والهضاب لتحرير زوجها المخطوف، بحثت أستاذة الحقوق عن حق زوجها الإنساني في الحرية،قيدت حريته دون أي ذنب أرتكبه ، وزج به في غياهب السجون الظالمة….وعجزت وصبرت وتكبدت ظلماً وقهراً الماً وحزنا.  ..

أم أقول أنها أم العروس محمد وهي تتنفس أنفاسها الأخيرة وتقول لي في زيارتي لها  لن أقبل بعملية قبل زفاف ابني محمد الدكتور الصيدلاني محمد..وهو أحد طلابي عرفت فيه الهمة والمثابرة كأخواته الطبيبة والمهندسة ..وهاهي تفارق الحياة بعد أن ظلمها الجميع ولم ينصفها القانون ولم ترى وجه العدالة ..تكالبت عليها  الأمراض وتلاحقت عليها الهموم نتيجة وأثر لحزن عميق  وألم وقهر لن تتحمله الجبااااال .. وهاهي تفارق الحياة أستاذة الحقوق ولم تلمس الحقوق….والله خير العادلين ياعزيز يا جبار يا منتقم ..اللهم أرنا فيهم قوتك وجبروتك ..

فلله درك يا الهام من امرأة صابرة ورعة تقية…وليست كل النساء الهام المتوكل..

أقرأ أيضا:الدكتورة الهام المتوكل..قصة حزن لا تنتهي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى