الكلكتابات فكرية

وداعا” يا كل الأصدقاء

صديقي العزيز الدكتور/ أحمد صالح النهمي ..سلامي وأشواقي إلى روحك الطاهرة الزكية في رحابك الطاهر إلى جوار رب العالمين    …..   وبعد

 

لم أضع في حسباني يا صديقي  أنني يوما ما سأودعك.. أو أنعيك نفسي وأرثيها برحيلك… أو أنني يوما ما سأفتقدك في مساراتي …في مسافات أشواقي ونبضاتي… أو أن لحظات حياتي الباقية قد فارقت كل أتراحي وأفراحي 

 

لا أدري من أين أبدا ! ولا كيف أنتهي؟ لقد تزاحمت في مكنون أفكاري و نبضات قلبي كل الكلمات والمفردات والمترادفات وحتى العبارات والجمل والعناوين البارزة والقصص الحزينة، وامتزجت دون وعي بنبض مشاعري وأحاسيسي يحركها أسى الوجد وصدمة الفقد ووحشة الرحيل والحرمان .

 

لم أكن شاعرا” كما أنت حتى أرثيك بما يليق بك،  ولم أكن أديبا” مثلك حتى أنعيك نفسي ووجداني، ولم أكن قد أشبعت ذاكرتي وفكري ومعارفي كما أنت بما جادت به أمهات الكتب وسير التاريخ والأدب والمعرفة لأسمع العالم وأخبره عنك بصدق قولك وفعلك و صفاتك و مكنون سريرتك .

 

لا أملك المعرفة التي استقيتها عشقا” ودرستها حبا” وكتبتها نصحا” وكلمات حق قلتها  و….و….   حتى تتدفق الأفكار مرصوصة مكتملة المعنى في أطروحة نقد بناء أو مقالة إثراء أو رؤية متجددة في البناء أو معزوفة شعر صارخة ضد الغازي والمعتدي في ملحمة تاريخية لا خيار فيها سوى النصر أو النصر أو الانتصار .

 

غدا رحيلك يا أحمد جائحة أكثر فتكا” وخطورة” علينا وعلى وطننا” أسقيته كل دواة أقلامك ممزوجة بدم يغلي و ينزف من شرايين بركان أفكارك  – أشعارك – كلماتك وصرخات خطاباتك من على منابر وملاحم المواجهة والقول الصادق في الدفاع عن وطنك  فارسا، مقداما، صادق القول والفعل، مخلصا، شجاعا،  عاشقا للحرية، وقول الحق معتزا شامخا شموخ اليمن ..

 

لقد أفنيت جل عمرك في سبيل وطنك ومجتمعك والدفاع عنهما في كل محفل ومنبر بقلمك وصرخات كلماتك وملاحم أشعارك المدوية في وجه أعداء الأمة وفي كل قضايا الوطن وأثريت الحياة السياسية من موقعك السياسي، بل أثريت الحياة بكل محاورها الفكرية والأدبية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية بما تملكه من غزارة المعرفة ونضوج الفكر والرؤية .

 

لقد خطفك عنا وعن أهلك ومحبيك الموت ..والموت حق لا اعتراض عليه ..لكنه اتى مبكرا” ليأخذك منا، ويحرمنا نبل أخلاقك وتواضعك الفذ و وفاءك و جزالة صبرك و تسامحك وإخلاصك وعطائك وحنكتك وأفق رؤاك وأفكارك وتفانيك، أخذ منا روحك الصافية الزكية بكل معاني النقاء والصفاء. 

 

لا أخفيك وأنت في رحاب الله عز وجل والعالم كله من بعد رحيلك يسمع ..أنني موجوع.. موجوع .. منكسر الخاطر والإرادة ..منهك القوى ..حتى استضعفني المرض وداهمتني أسراب داء وهجمات أعداء الحياة لولا مدد الرحمن سبحانه وتعالى… أدركني لإحياء حتى قدر محسوب وقضاء مكتوب يجمعنا الله من بعده في موعد الحق فرحين بحياة هانئة في رياض الجنة خالدين فيها أبدا…

إن دعائي إلى روحك الزكية الطاهرة قرآن كريم من رب كريم ..

 

فهل؟ ستجود علينا بواقي الأيام بصديق مثلك، أم أن ذكراك في وجداننا هي كل الاصدقاء …

فوداعا” يا كل الاصدقاء …

رحمة ربي تغشاك .. ( وانا لفراقك يا أحمد لمحزونون )…إنا لله وإنا إليه راجعون ..

 

صديقك المكلوم / شايف صالح النعيمي …صنعاء في 20 يونيو 2020م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى