أخبار عربي ودولي

احتفى به “تويتر” لأنه ‘تنبأ’ بزلزال تركيا سوريا – ما رأي الخبراء؟

احتفى به “تويتر” لأنه ‘تنبأ’ بزلزال تركيا سوريا – ما رأي الخبراء؟

قبل يومين من وقوع أقوى #زلزال هز الكوكب منذ أكثر من عشر سنوات، حذر أحد “الخبراء” من أن هزة أرضية تبلغ قوتها 7.5 درجة سوف تضرب المنطقة التي وقعت فيها بعدها.

أشخاص يسيرون قرب جامع دمرته الهزة الأرضية في ملاطيا، تركيا (أ ب)

في الساعات الأولى من يوم الاثنين الماضي، ضرب بعنف زلزال تبلغ قوته 7.8 درجات تركيا وسوريا. وحولت الهزة الأرضية البنى التحتية على امتداد مئات الأميال إلى ركام سحب من تحته نحو 16 ألف شخص بحلول صباح الخميس.

تابع العالم الأحداث بذهول ورعب، فيما كان المنقذون ينقبون داخل تلال الركام بحثاً عن إشارات متضائلة لوجود أحياء.

وبينما أخذت القصص المرعبة تخرج من تحت الركام أكثر فأكثر، انتشرت تغريدة نشرها فرانك هوغربيتس كالنار في الهشيم، إذ كان قد حذر فيها من نشاط زلزالي وشيك وضخم.

وقال السيد هوغربيتس لمتابعيه في الثاني من فبراير (شباط) إن هزة ضخمة سوف تضرب وسط تركيا والأردن وسوريا ولبنان “عاجلاً أم آجلاً”.

وسارعت مواقع التواصل الاجتماعي للاحتفاء بالهولندي الذي “تنبأ” بالزلزال- لكن الخبراء يرون بشكل لا لبس فيه أنه “فيما قد تبدو هذه الكلمات تنبؤاً لا غبار عليه في البداية، فعبارة ’عاجلاً أو آجلاً‘ ليست تنبؤاً”.

وفي سلسلة تغريدات نشرها على “تويتر”، قلل عالم البراكين في مرصد إيتنا  بوريس بينكه، من أهمية توقعات السيد هوغربيتس، قائلاً إنه “من المعروف للجميع بأن زلازل كبرى سوف تضرب المناطق التي ضربتها زلازل كبرى في السابق، عاجلاً أم آجلاً”، مضيفاً “هذا كما لو أنك تقول إنه بعد المطر، سوف تشرق الشمس، عاجلاً أم آجلاً”.

وقال مارك آلن، رئيس قسم علوم الأرض في جامعة دورهام لـ”اندبندنت” إن تصريح السيد هوغربيتس لا يتضمن أي “قدرة تنبؤية”.

وشرح قائلاً “من قبيل الصدفة أن يكتب فرانك هوغربيتس تغريدته قبل فترة قصيرة من وقوع زلزال كبير. لو وقع الحدث الأساسي بعد مرور سنة أو 10 أو 100 على هذه التغريدة، فهو لا يزال تحت معيار ’عاجلاً أم آجلاً‘”.  

كما لفت السيد آلن إلى أن توقع السيد هوغربيتس لم “يشمل تحديد موقع الزلزال الرئيس”، لكنه سمى أربعة بلدان تمتد على مسافة مئات الأميال.

وأضاف “نعلم بأن هذه المنطقة تتأثر بشدة بالزلازل. تعد تغريدته توقعاً، كان من الممكن أن يصدر عن صف جامعي يدرس نشاط قشرة الأرض. ليس توقعاً ذا معنى. لكن من باب المصادفة أنه كتب التغريدة قبل وقوع الحدث بفترة قصيرة جداً”.

في يوم وقوع الزلزال المدمر، ألحق السيد هوغربيتس “تنبؤه” الأولي برسالة على “فيسبوك”، لخص فيها الطريقة التي يبدو أنه توصل بها إلى توقع هذه المأساة.

وقال “قلبي مع كل المتضررين من الزلزال الضخم الذي ضرب وسط تركيا. كما قلت سابقاً، سوف يحدث هذا عاجلاً أم آجلاً في هذه المنطقة كما حدث في العامين 115 و526. دائماً ما يسبق هذه الزلازل اصطفافاً هندسياً بالغ الأهمية للكواكب كما حصل يومي الرابع والخامس من فبراير”.  

وفقاً للمعلومات الواردة على موقعه الإلكتروني، يتوصل السيد هوغربيتس إلى توقعاته بشأن نشاط الزلازل باستخدام مؤشر هندسة النظام الشمسي   وهي طريقة طورها عبر “احتساب مجموعة بيانات تعتمد على تقديرات أُسندت إلى مواقع هندسية محددة للكواكب والقمر والشمس في إطار زمني محدد”.

وقال إنه بعد “سنوات عديدة من المراقبة والأبحاث، أصبح من الواضح بأن بعض أشكال الاصطفاف الهندسي للكواكب والقمر في المجموعة الشمسية يتسبب عادة، وبكل وضوح، بزيادة النشاط الزلزالي، خلافاً لأشكال اصطفاف أخرى”.

ويوضح السيد هوغربيتس أنه طور الخوارزمية بناء على هذا، وهو يستخدمها الآن “للتنبؤ” بالهزات الأرضية حول الكوكب.

واعترف السيد هوغربيتس بوجود “رفض شديد داخل المجتمع العلمي لتأثير الكواكب والقمر” في النشاط الزلزالي على الأرض. لكنه اعتبر هذه المقاومة “افتراضاً” – ودعم رأيه بصورة نشرها عن رسالة وصلت إلى المحررين في مجلة “نايتشور”  العلمية في العام 1959.

من جهته، عبر السيد آلن عن شكوكه الخاصة وقال لـ”اندبندنت”، “لم أر أي إثبات دامغ على وجود صلة ذات معنى، لم أر كيف يمكن لاصطفاف الكواكب أن يؤثر في مناطق محددة”.

وتابع بقوله “هذا لا يعني بأن القمر لا يمكنه أن يؤثر هو الآخر”، مشيراً إلى وجود بعض الدلائل على صلة حقيقية مثبتة بالإحصاءات بين تأثير المد والجزر من جهة وتوقيت حدوث الهزات الأرضية من جهة ثانية.

وأضاف “لكن عليكم أن تتذكروا بأن حركة المد والجزر تحدث يومياً. ويمكن أن يدفع الضغط الناجم عن المد والجزر الفوالق “إلى السقوط في هاوية” الزلزال، لكنه ليس المسؤول عن نشاط الفوالق ولا عن كونها عرضة للزلازل في المقام الأول”. 

لكنه لم يستخف بالتوقع لدرجة اعتباره بلا قيمة- طالما أنه “يقوم على حجج صلبة يمكن أن تكون في محلها”. إنما شدد في المقابل على ضرورة “المضي قدماً عبر الاستثمار في تخفيف آثار هذا الموضوع”.

يتفق الخبراء على أن التحضير والتخطيط والوقاية، مثل تطوير قوانين بناء مناسبة في المناطق المعرضة لخطر الزلازل أمور تستحق التركيز عليها من ناحية إنقاذ الأرواح.

وفي هذا الإطار، حث السيد بينكه متابعيه على “عدم التفكير في ’التحذيرات‘ التي تبدو كأنها حل مريح لمشكلة عمرها من عمر الإنسانية، لكن لا فائدة عملية منها للشعب والإدارات والدفاع المدني”.

وختم بقوله “إن الهزات الأرضية أكثر تعقيداً بكثير من تخيلات كثيرين في أكثر أحلامهم جموحاً”.

اندبندنت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى