أخبار عربي ودولي

أكثر من ستة ألاف وفيات زلزال سوريا وتركيا والجرحى عشرات الآلاف وأحياء بأكملها تتساوى بالأرض

أكثر من ستة ألاف وفيات زلزال سوريا وتركيا والجرحى عشرات الآلاف أحياء بأكملها تتساوى بالأرض

الثلاثاء7فبراير2023 ارتفع عدد وفيات الزلزال في سوريا إلى أكثر من 1700 ، فيما أُصيب ما يزيد على 3700 شخصاً، في عموم المحافظات التي ضربها الزلزال.

وأكّد مدير العمليات في مكتب أطباء بلا حدود، أحمد عبد الرحمن، للميادين، أنّ أرقام ضحايا الزلزال المدمر في تركيا وسوريا مرشحة للزيادة.

وأشار عبد الرحمن للميادين إلى أنّ “التحديات كبيرة بفعل انقطاع الطرقات وتهدم مراكز طبية وصعوبة الظروف المناخية”، مضيفاً أنّ مكتب أطباء بلا حدود يتواصل مع السلطات السورية للوقوف على حجم الأضرار.

وبالتزامن، أفاد مراسل الميادين في اللاذقية إلى أنّ رئيس الحكومة حسين عرنوس “يجول على الأماكن المتضررة في اللاذقية برفقة وزيري الصحة والشؤون الاجتماعية”.

خريطة توضح مواقع الهزات الارتدادية

وأكّد مراسل الميادين”استمرار عمليات البحث عن ناجين تحت ركام مبنى مؤلف من 10 طوابق في اللاذقية”، مشيراً إلى “افتتاح 17 مركزاً في مناطق سورية عدة لإيواء المتضررين والمهجرين”.

وفي محافظة حلب، صرّح مدير الأمانة السورية في حلب جان مغامز للميادين بأنّ كوادر الأمانة السورية “وضعت نفسها في تصرف السلطات السورية بالكامل”.

وقال مغامز للميادين إنّ “عدد الضحايا في ازدياد مع سقوط عدد جديد من المباني اليوم”، إذ سُجّل “انهيار 52 مبنى في حلب وحدها يوم أمس، فيما ستصدر إحصائية جديدة مساء اليوم”، وفق مغامز. 

وأشار مدير الأمانة السورية في حلب إلى إطلاق حملة تبرعات داخلية حظيت باستجابة كبيرة جداً، مشدداً على أنّ “ما حصل في حلب وحدها كارثة كبيرة”، ومناشداً برفع العقوبات الدولية عن سوريا.

وفي السياق، أفاد مراسل الميادين في حلب بانهيار مبنيين سكنيّين منذ قليل في حلب”، مؤكّداً أنّ “عمليات البحث عن ناجين بين الانقاض في حلب تتواصل”. ويأتي ذلك فيما تفقّد وزير الدفاع السوري عمليات البحث والإنقاذ في المحافظة.

 ولفت إلى أنّ “البحث جارٍ منذ الصباح عن شابين عالقين تحت الأنقاض تواصلا مع أقاربهما عبر الهاتف”، مفيداً بإنقاذ حياة 4 أشخاص بينهم طفل يفضل هذا الاتصال الذي أجراه الشابان العالقان تحت الركام”.

وتابع أنّ “إنقاذ الطفل أعطى أملاً بإمكانية العثور على عائلة مفقودة، ما استدعى وقف العمل بالآليات الثقيلة”.

وأشار مراسل الميادين إلى “إنشاء 20 مركز إيواء في حلب، لكنّها غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المتضررين”.

وشدّد على أنّ “الإمكانات قليلة جداً”، مضيفاً أنّ “ثمة صعوبة في رصد المباني الآيلة للسقوطـ، إذ إنّ 1500 مبنًى في حلب كان آيلاً للسقوط قبل الزلزال، والعدد اليوم بات مضاعفاً”.

وأضاف مراسل الميادين في حلب أنّ “التوتر يسود المنطقة المتضررة في المحافظة مع اقتراب ساعات الليل”، موضحاً أنّ “الوضع كارثي للغاية في مدينتي سرمدا وجنديرس، التين تشهدا غياباً للمراكز الإغاثية”.

وأفاد بأنّه “يتم تداول صور لإقامة مقابر جماعية لضحايا الزلزال في مدينتيْ سرمدا وجنديرس الحدوديتين مع تركيا”.

استمرار وصول شاحنات الإغاثة إلى سوريا

وفيما يخصّ المساعدات التي وصلت حتى الآن إلى سوريا، أفادت مراسلة الميادين في دمشق بوصول طائرة إيرانية ثانية إلى مطار اللاذقية محملة بمساعدات إنسانية لمتضرري الزلزال، بعد أن وصلت مساء أمس طائرة إلى مطار دمشق محملة بالمساعدات.

كما أفادت مراسلة الميادين في دمشق إلى وصول فريق من الصليب الأحمر اللبناني إلى مدينة جبلة بريف اللاذقية.

وبحسب مراسلتنا، فقد وصلت كذلك طائرة جزائرية إلى مطار حلب تحمل مواد غذائية وطبية وإغاثية للمساهمة في إغاثة أهالي المناطق المتضررة.

وأكّدت مراسلتنا استمرار وصول شاحنات الإغاثة إلى دمشق، وآخرها طائرة من الإمارات تحمل مساعدات إغاثية للمتضررين، مشيرة إلى استعدادات لوصول طائرة من أرمينيا.

وذكرت أنّ “المساعدات التي وصلت إلى دمشق ما زالت في طريقها إلى حماة واللاذقية وحلب”.

في غضون ذلك، أعلنت شركة أجنحة الشام للطيران عن مبادرتها واستعدادها التام لشحن هذه التبرعات على رحلاتها المباشرة، من قبل المتبرعين الراغبين بإرسالها إلى سورية من المحطات التالية: الشارقة، أبو ظبي، الكويت، بغداد، النجف، أربيل، طهران، مسقط، موسكو، وذلك بشكل مجاني.

وأكّدت أنّ هذه الخطوة تأتي “تضامناً مع الأهل في سوريا ومساهمةً من أجنحة الشام للطيران في سرعة إيصال المواد الإغاثية والتبرعات، ودعماً لكل من يرغب في تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين وأسر ضحايا الزلزال في المدن السّوريّة المنكوبة”.

الحكومة السورية تخصص 50 مليار ليرة لمعالجة آثار الزلزال

وبالتوازي، أعلنت الحكومة السورية، اليوم الثلاثاء، تخصيص 50 مليار ليرة كمبلغ أولي لتمويل العمليات الإسعافية المتخذة لمعالجة آثار الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاء من البلاد.

وقالت الحكومة السورية، في بيان نشرته على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، إنّ “مجلس الوزراء خصص 50 مليار ليرة سورية، أي نحو 7.5 مليون دولار بحسب سعر الصرف، كمبلغ أولي لتمويل العمليات الإسعافية المتخذة لمعالجة آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد”.

وذكر البيان أنّ “مجلس الوزراء اعتمد خطة عمل تنفيذية لإدارة وتنظيم عمليات الإغاثة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس، وذلك في ضوء التوجيهات التي صدرت عن جلسة مجلس الوزراء المنعقدة يوم أمس برئاسة الرئيس السوري بشار الأسد لمتابعة آثار الزلزال”.

وقرر المجلس، بحسب البيان، حصر توزيع المساعدات المقدمة للمناطق المنكوبة، جراء الزلزال في جهة واحدة وتوزيعها وفق احتياجات كل منها.

كما شدّد على “المتابعة المستمرة في رصد وإحصاء أعداد الضحايا والمتضررين، والإسراع في عمليات الكشف الفني على البنى التحتية والأبنية والمدارس، إضافة إلى تكليف كل وزارة بحصر الأضرار ضمن قطاعها”.

وأوضح رئيس المجلس أنّ الخطة تتضمن التقييم الأولي لتداعيات الزلزال وإعداد قواعد بيانات مبدئية حول عدد الأبنية التي سقطت والبنى التحتية المتضررة في سياق التخطيط للتعامل مع هذه الأضرار وفق الأولويات والإمكانات المتاحة”.

وقرر المجلس، بحسب البيان، “تكليف المحافظين بمتابعة عمل لجان السلامة الإنشائية وتحديد المباني الآيلة للسقوط في كل محافظة، وعدم إعادة الأهالي إلى هذه المباني قبل الكشف عليها مع تأمين مراكز الإيواء المناسبة وتقديم المساعدات اللازمة لهم، ومتابعة الملف الإغاثي، سواء على المستوى المركزي أو على مستوى اللجان الفرعية للإغاثة في المحافظات.

كما قرر إعداد تقرير يحدّث باستمرار، حول الأضرار الناجمة عن الزلزال في كل القطاعات بالمحافظات المتضررة، ومتابعة تقديم كل المستلزمات والمساعدات اللازمة للمصابين والمتضررين من الزلزال من مواد غذائية ومراكز إيواء وغيرها بالسرعة القصوى، ووفق الأولويات وبأقصى الإمكانيات المتاحة.

وشدّد على “تقديم كل التسهيلات اللازمة في المرافئ والمطارات لأي مساعدات مقدمة للمناطق المنكوبة لضمان سرعة وصول هذه المساعدات إلى المناطق المتضررة بشكل منهجي ومخطط ومدروس وحسب الحاجة في كل منطقة”.

يذكر أنّه في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، ضرب زلزال بلغت قوته 7.8 درجة جنوب تركيا وشمال سوريا، أدّى إلى وقوع مئات الضحايا وآلاف المصابين.

ارتفاع عدد الوفيات والجرحى بتركيا

إلى ذلك أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة وفيات الزلازل الذي ضرب جنوبي البلاد، فجر الاثنين، إلى أكثر من 4500 ، فيما تجاوز عدد الإصابات 26 ألف، وفق تصريحات لأورهان تتار، المدير العام لإدارة الزلازل والحدّ من المخاطر التابعة لـ “آفاد”.

وأوضح تتار أنّ عدد الجرحى المصابين، تجاوز الـ26 ألفاً، وأنّ منطقة تأثير الزلازل غطّت مساحة تقارب 110 آلاف كيلو متر مربع، مؤكداً أنّ “عمليات البحث والإنقاذ مستمرة في مناطق الزلازل بكل الإمكانات المتوفرة”.

وحذّر المسؤول التركي المواطنين إلى ضرورة الابتعاد عن المباني المتضررة، بسبب احتمالية حدوث هزات ارتدادية بقوة تصل إلى 5 درجات، مشيراً إلى أنّ عدد المباني المنهارة بلغ 5 آلاف و775 مبنى، وأنّ الإدارة تلقت بلاغات بانهيار 11 ألفاً و302 مبنى لم يتم تأكيدها.

وأشار إلى مشاركة 24 ألفاً و443 عنصراً في الخدمة بالمناطق المتضررة من الزلازل، لافتاً إلى تخصيص 10 سفن لنقل الجرحى من المناطق المتضررة، فيما يتم إيصال الاحتياجات الضرورية من مأوى وغذاء إلى المتضررين.

وأوضح المدير العام لإدارة الزلازل أنّ وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية تقدم الدعم النفسي والاجتماعي للمحتاجين عبر 1322 خبيراً ومتخصصاً.

عدد الهزات الارتدادية بلغ 312 هزة

وأعلن فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، اليوم الثلاثاء، أنّ عدد الأبنية المهدّمة جراء الزلازل الذي ضرب جنوب البلاد أمس بلغ 5 آلاف و775.

وقال في تصريح لـ”آفاد” إنّ عدد الهزات الارتدادية بلغ 312 هزة بينها 3 فاقت شدتها 6 درجات، و24 هزة راوحت شدتها بين 5 إلى 6 درجات.

وأضاف أوقطاي: “وصل إلينا 3294 عنصر بحث وإنقاذ من دول أخرى، وهناك أكثر من 70 دولة عرضت المساهمة في أعمال البحث والإنقاذ”، مشيراً إلى إنقاذ أكثر من 8 آلاف شخص من تحت الأنقاض حتى الآن.

كما أوضح أنّ 24 ألفاً و443 عنصر بحث وإنقاذ يعملون حالياً على انتشال من بقوا تحت الأنقاض، في كافة المناطق التي تضررت جراء الزلزال.

نائب الرئيس التركي ذكر أيضاً، أنّ مطار ولاية أضنة بات بمثابة مركز لوجستي، وأنّ الطائرات التي تنقل المساعدات وفرق الإنقاذ تهبط في هذا المطار.

كما شدد أوقطاي، على ضرورة إبقاء الطرقات العامة والفرعية مفتوحة في كافة المناطق، داعياً كافة المواطنين إلى عدم استخدام سياراتهم إلا للضرورة القصوى.

وأشار إلى أنّ الجهات المختصة تعمل ليل نهار لإصلاح خطوط نقل الغاز الطبيعي، متوقعاً إمداد ولايات قهرمان مرعش، وغازي عنتاب، وشانلي أورفة في أقرب وقت.

وشكر نائب الرئيس التركي كافة الدول الأجنبية التي ساهمت في أعمال البحث والإنقاذ.

إردوغان: تركيا أمام “كارثة هي الأكبر” في تاريخ الجمهورية

من جهتها، أعلنت شركة الخطوط الجوية التركية، أنها نقلت 12 ألفاً و839 عنصراً من فرق البحث والإنقاذ، إلى المناطق المتضررة من الزلازل جنوبي تركيا.

جاء ذلك في تغريدة نشرها المستشار الإعلامي للشركة يحيى أوستون، على “تويتر”، قال فيها إنّ “أسطول الشركة نقل أيضاً 850 طن مساعدات إنسانية”. وأكد في التغريدة أيضاً أنّ “الشركة تنظم أنشطتها لإيصال الفرق والمساعدات بالتنسيق مع إدارة الطوارئ والكوارث- آفاد”.

وفي وقت سابق اليوم، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إنّ بلاده أمام “كارثة هي الأكبر” في تاريخ الجمهورية وفي المنطقة، مشيراً إلى إنشاء “54 ألف مخيم أرسلت إلى المناطق المنكوبة”. وأعلن حالة الطوارئ لمدة ثلاث شهور في المناطق المنكوبة.

وكان إردوغان، قد أعلن أمس الإثنين، حداداً وطنياً لـ 7 أيام في البلاد، بعد الزلزالين اللذين ضربا البلاد.

ودعا البرلمان العراقي في بيان، اليوم الثلاثاء، حكومة البلاد بتشكيل غرفة عمليات مشتركة لفتح الحدود، واستقبال مصابي الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، وأسفر عن سقوط أكثر من 4 آلاف شخص، وإصابة نحو 23 ألفاً آخرين.

وأرسل الهلال الأحمر العراقي مساعدات إغاثية عاجلة وصلت إلى تركيا اليوم.

وفجر الاثنين، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات وعشرات الهزات الارتدادية مخلفة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.​​​​​​​

وأعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، فتح بلاده جسراً جوياً مع كل من سوريا وتركيا، من أجل إرسال المساعدات الإغاثية العاجلة، والتي تتضمن موادَّ طبية طارئة، وإسعافات أولية، ومستلزمات للإيواء والإغاثة، وكميات من الدواء والوقود.

وفي ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين، ضرب زلزال بلغت قوته 7.8 درجات جنوبي تركيا وسوريا. وارتفعت حصيلة الضحايا في عموم سوريا إلى 1559 ضحية و3648 مصاباً، جراء الزلزال.

أقرأ أيضا:لماذا لا نرى جُسورًا عربيّةً لإنقاذ ضحايا الزّلزال في سورية المُحاصَرة أُسوَةً بتركيا؟

الميادين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى