كتابات فكرية

رحيل مثير للجدل

احمد سليم الوزير

رحل الشيخ عبدالمجيد الزنداني الشيخ المثير للجدل ، عن هذه الدنيا الفانية التي لا تساوي جناح بعوضة،  رحل عن  دنيانا بعد حياة طويلة مليئة بالتناقضات والصخب والجدل على العديد من المستويات السياسية والدينية والاجتماعية، وكان رحيله مثيرا للجدل كشخصيته المثيرة والجدلية

تقريبا لا يوجد سياسي في اليمن جمع كل التناقضات والجدل السياسي والديني والاجتماعي وووالخ كالشيخ الزنداني الذي كفر الكثير ودعاء الشعب اليمني إلى مواجهة الجنوبيين الشيوعيين الكفرة حسب ما قال في حرب صيف 94 عندما كان عضوا في مجلس الرئاسة.

من المواقف التي حدثت للصحفيين بسبب الشيخ الزنداني صدور حكم بسبب مقال كتب في صحيفة “الشورى” الأسبوعية  عن الشيخ الزنداني .

الكاتب المرحوم عبدالجبار سعد

 وقد تضمن الحكم عقوبات منها 80 جلدة لكل من رئيس التحرير السابق للصحيفة عبد الله سعد محمد المتوفي في أغسطس/ آب 1999 وشقيقه الكاتب الصحفي عبد الجبار سعد الذي توفي شهر يونيو 2022م بسبب مقالة نشرتها الصحيفة عام 1996 ضد رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح عبد المجيد الزنداني واتهمته.

 وقد بدأت شهرته في منتصف الثمانينات عندما شارك كحليف ديني للولايات المتحدة الأمريكية في اليمن، وبدعم أمريكي وخليجي بقيامه بتحشيد الآلاف من الشباب اليمنيين وترحيلهم إلى أفغانستان للمشاركة في ما اسماه الجهاد في سبيل الله ضد الشيوعية السوفيتية.

كما انه شخصية جدلية تعشق الظهور والشهرة، ويتبنى في سبيل ذلك طرح قضايا مثيرة ومختلفة قد لاتكون من صميم اختصاصه، فتجلب معارك جدلية وصاخبة تعود عليه بالمزيد من الشهرة في والخارج منها زواج فرند وعلاج الفقر والايدز وووالخ من القضايا المثيرة والجدلية.

 ومن المعروف أن الإنسان يولد بري لا يعلم شيئا في الحياة، ولكن بسبب عوامل كثير منها الأسرة والمجتمع الذي تترك إرثها في شخصيته وتحدد سماته الشريرة والخيرة، وبعد تكوين شخصيته تتضح مبادئه وما هي الأشياء التي يقدسها

ولكن مع الوقت في ممارسة السياسية قد تزداد مرونة هذا المبدأ والمقدسات عند معظم البشر وتصبح المصلحة هي المحرك الرئيسي عندهم…

عندما يكون الإنسان قائدا فإنه محاسب عن من يقودهم، هل إلى الخير أو إلى الشر، وعندما يكون الإنسان قائدا دينيا فمن المفترض منه عدم خلط المصلحة مع الدين، وأن تصبح تصرفاته ملتزمة بتعاليم هذا الدين، أي أن الدين هو مبادئه ومصلحته…

يبدأ هذا السياسي متأثرا بحسن البناء فيكون من المتمسكين المؤمنين بقضيته، فيندمج في الجماعة حتى يصبح احد أبرز قادتها في المنطقة، تأثر الآلاف به وبكلماته…

شكل هذا السياسي تحالفات مزدوجة فلا يوجد لاعب دولي لم يلعب معه، تحالف مع المتناقضين، وحارب وداهن الكل، حتى السلفية الذي لا يختلف كثيرا عنها كفرته ووصفته عبر فتوى للشيخ مقبل الوادعي بأنه كاذب ومدلس…

سعى هذا الرجل للوصول لحكم البلد بأي ثمن حتى وان كان الآلاف من جماجم المغرر بهم، وهذا من حقه ولو أنه كان يمتلك مشروع تحرري إصلاحي، لكنه للأسف كان بارع فقط في بيع الأوهام، كما باع وهم علاج الإيدز…

كان من ابرز المؤسسين لحزب الإصلاح وكذلك أسس جامعة الإيمان،فتأثر به الآلاف الذين أصبح هو مرجعيتهم، ورغم تناقضاته إلا أن لحمه مايزال مسموم عند أحبابه ومن يقدسونه، وبرغم ما اشتهر عنه من كذب ودجل وجدل.

كيف لا وهو الذي كذب في ١٩٩٤ وافتا بأن الجنوبيين الكفرة دمهم حلال، كذلك حارب الأنصار بفتوى تكفيرية خلال الحروب الست مع علي صالح…

الشيخ الزنداني في افغانستان

تحالف أيضا مع الأنصار خلال ثورة ٢٠١١ ضد علي صالح وافتا الشباب بجواز الخروج على الدولة وعلى علي عبدالله صالح وقابل علي صالح في نفس اليوم ووصفه بالرئيس، ثم ذهب للشباب وخطب فيهم خطبته المشهورة والجدلية أيضا “احرجتمونا”.

رغم اختلافي الشديد مع الزنداني إلا إن موقفه الأخير تجاه حرب غزة كان ايجابي،فقد دعا الجميع إلى الوحدة ونبذ الخلافات المذهبية والطائفية والتوحد في مواجهة هذا الكيان الغاصب، وان لم يزد عن الكلام شي، إلا أن الكلام موقف يحتسب له…

كما انه أدان العدوان الأمريكي البريطاني على صنعاء أو على من اسماهم بالحوثيين بسبب عمليات البحر التي أيدها.

مات الزنداني بعد أن ترك إرث كبير من فتوى القتل والتشريد…

مات الزنداني وهو الذي القائل انه اخترع علاج الإيدز والفقر…

مات الزنداني وترك أتباع يسهل التلاعب بهم…

مات الزنداني مؤسس ورئيس جامعة الأيمان التي خرجت الكثير من التكفيريين..

مات الزنداني دون آن يسلهم مبالغ المساهمين في شركته الوهمية الخاصة بالأسماك..

مات الزنداني الذي ترك إرثا كبيرا من العنف والتطرف والتكفير ..

مات الزنداني الذي راح بسبب خيرة أبناء وشباب اليمن..

مات الزنداني في البلد الذي نقل إليه كل ما استطاع جمعه من ثروات الشعب اليمني..

مات الزنداني ولن يستقبله سوى عمله..

 على الجميع أن يتعلم من تاريخ الزنداني، عليهم أن يعلموا أن عبدالمجيد الزنداني أجاد المراوغة كثيرا ، لكن في الأخير كان مصيره الموت ، رحل عن هذه الدنيا ، دون إيجابية سوى موقفه الأخير وهو على فراش الموت من غزة والقدس، وأتمنى أن يعتبر أتباعه في ذلك ويستفيدوا من أخطائه…

مات الزنداني وله ما له وعليه ما عليه ،وعند الله تجتمع الخصوم..

*أحمد_سليم_الوزير

أمين أمانة العلاقات باتحاد القوى الشعبية

اقرا أيضاللكاتب:لماذا لم يتدخل محور المقاومة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى