الكلكتابات فكرية

مشاورات السويد محطة تتبعها انتصارات

لست ممن يتفاءل كثيرا بأية مشاورات أو مفاوضات تديرها أو تشرف عليها أو ترعاها منظمه الأمم المتحدة في أية قضيه في العالم بشكل عام كونها لا تفضي في الأخير إلا إلى تفاهمات تخديرية تنتج واقعا في مجمله لا يحقق حتى لطرفي النزاع أو القضية أي تقدم ايجابي يصب في نزع فتيل الصراع أو الاختلاف من جذوره وهناك مشاهدات حيه عشناها ولا زلنا نعيشها إلى اللحظة تثبت جميعها واقعيه ما ذهبنا إليه ..

يرجع هذا الواقع المرير لعوامل بعضها يعود إلى ظروف نشأت هذه المنظمة والمتحكمين في توجهاتها والبعض الآخر إلى تطورات الحالة العالمية في الوقت الراهن والتي اتضحت لدى الجميع الرؤية الواقعية للنشاط المشبوه لهذه المنظمة التي لا تخدم إلا دول بعينها لتحافظ على مصالحها الدولية فحسب ..

اليوم الشارع اليمني ينظر باهتمام إلى مشاورات استكهولم بعين الغريق الذي يبحث عن قشة تنفذه من ويلات عدوان شارف على إكمال الأربعة أعوام وهو يدمر ويقتل ويحاصر شعبا بأكمله بذرائع لا ترقى أن تكون وهما فما بالك بأن تستدعي كل هذه الحالة من الإجرام والوحشية ..

ربما وهذا يعود إلى عوامل الصراعات التي أنتجها صراع الفرقاء من أقطاب النظام السابق والناتج عن خلافات توزيع مغانم السلطة في الثلاثة العقود الأخيرة وما خلفته من أزمات اقتصاديه وإنسانية حادة وضعت البلاد في القائمة الدنيا زمن الدول الفاشلة والأكثر فسادا والأشد فقرا بسبب سياسات النظام الحاكم آنذاك وأنتجت كذلك هذا العدوان الإثم علينا ربما دفع الشارع إلى هذه الحالة من الترقب والانتظار لما قد تسفر عنه مشاورات السويد وزاد من ذلك أنها حملت عناوين إنسانية بحته يتمنى هذا الشعب لو أنها تترجم واقعيا على الأرض ..

قلت الشارع يترقب ويراقب وربما غالبيته يتفاءل ويبني عليها أحلامه وتطلعاته إلا إنني وكما بدأت غير متفائل بالمرة بهذه الجولة من المشاورات التي سبقتها مثيلاتها في الكويت وجنيف وغيرها كونها لم تبنى على واقعية النتائج على الأرض والتطورات الميدانية التي تصب في صالح السيادة والاستقلال اليمني وهو الذي لازالت قوى العدوان ومن يقف من ورائها من دول الاستكبار العالمي ترى فيها خروجا من مقتضى الهيمنة التي تحافظ على مصالحها في منطقتنا وهذا لا يحتاج إلى تدليل والشواهد عليه أكثر من أن تعد لذلك فإن ما يحدث في السويد اليوم هو محطة لاستعادة الأنفاس لدى دول العدوان ومحاوله أيضا لتحقيق نقاط ايجابيه تحافظ على عوده الحكم في اليمن إلى ما كان قبل ثورة 21 سبتمبر 2014 م …

وبمعنى آخر فإن المشاورات اليوم التي لا نعول عليها ولسنا في وارد الحديث عن إمكانية نجاحها لا تتعدى لعبة أممية خبيثة ومتمرسة في الخبث والخداع تمضي فيها أمريكا والدول الغربية وتحت يافطة الأمم المتحدة التي تعد اليوم وأكثر من ذي قبل إحدى أدوات دول الاستعمار في الإبقاء على هيمنتها على العالم بدون حدوث أي اختراقات أو تراجع مهما كانت الخسائر التي تتكبدها الشعوب المستضعفة ومنها اليمن ..

إلا أننا ومن خلال قراءتنا للواقع الميداني الحاصل في تطورات المعركة ننظر إلى المشاورات اليوم من زاوية وطنيه بحته تدفع هذه الزاوية إلى التفاؤل والإيجابية أولا من حيث التوقيت فاختيار الوقت جاء بعد إخفاقات التحالف في معركة الساحل وتطورات المعركة في العمق السعودي فكلها عززت من قوة الجانب المتصدي للتحالف وتعزيز قناعاته انه لن يحدث أي اختراقات في صالحه بعد اليوم إلا عبر وسيله الخداع السياسي والعدوان الاقتصادي ثانيا من حيث العناوين فالجولة اليوم تحمل عنوان المشاورات لا المفاوضات والبنود تحمل بعدا إنسانيا لا سياسيا بالدرجة الأولى وكلها تخدم التوجه الوطني الذي حملة الوفد اليمني إلى ستوكهولم والثالث أنها عززت من شروط وقوة الوفد الوطني الذي أرغم العدوان على تلبيه اشتراطاته وان كانت في حدها الأدنى اليوم إلا أنها تعبر عن تغير في الواقع وستدفع إلى مزيد من التقدم والنجاح في المستقبل كذلك حملت العناوين بعدا وطنيا كذلك عندما ركزت في غالبيتها على مصالح الداخل فقط دون مراعاة لأجندات المعتدي ومصالحه التي بسببها قام بالعدوان على بلادنا لذلك كله وغيرها من الايجابيات التي منها الاعتراف بالقوة الناشئة في البلد والتي تحمل مشروعا تحرريا مستقلا عن مشروع الهيمنة والقرار الخارجي ما عزز من التفاف شرائح عريضة من الشعب اليمني حوله بعدما تساقطت أقنعة التحالف ومن يدور في فكلهم من القوى الداخلية لذلك نقول إننا متفائلون من هذه الزاوية فقط ..

وفي الأخير لازال الصراع محتدم وعلى أشده في جميع الجبهات فتصعيد العدو في الجبهات العسكرية قوبل بتصعيد أكبر وصراع الإرادات السياسية في محطة السويد يتعامل معها وفدنا الوطني بثقة وخبرة ومراس متطور وناجع اكتسبه من المحطات السابقة التي خبر فيها نفسيات العدوان وأدواته لهذا فهي محطة تثبت مضينا قدما لفرض الإرادة الجماهيرية في الانتصار وهذا هو المتوقع بإذن الله طالما ومشاورات السويد والتي رغم أنها برعاية أممية التي تحرص دائما على ترسيخ الهيمنة الاستعمارية لم تعنون ولم تلتفت إليها فإنها تجربه تستحق أن يتعلم منها العالم بأسره معاني وثمرات الصبر والتضحية والإرادة الحرة للشعوب في الانعتاق والاستقلال وستنجح في ذلك والقادم أعظم …

لطف لطف قشاشة

عميد معهد التدريب الإعلامي

صنعاء

2018/12/10

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى