اخبار محليةالكل

تقرير: 11 أكتوبر 1976 اليوم الأسود لليمنيين، ذكرى إجهاض حلم وطن وشعب

تُعد جريمة اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي في11 أكتوبر 1977م إحدى أبرز المحطات التاريخية العدوانية السعودية تجاه اليمن سبقتها ثلاث محاولات اغتيال فاشلة، وضغوط مارستها المملكة السعودية على الحمدي فيما يتعلق بالخبراء السوفيات، وتزامنت عملية الاغتيال الناجحة عشية زيارة مرتقبة للحمدي إلى عدن ولقاء رئيس جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية سالمين للتباحث حول إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وحول أمن البحر الأحمر والتهديدات الصهيونية..

لم تقتصر العملية على اغتيال شخص بل كانت جزءاً من عملية سعودية أمريكية للانقلاب على النظام السياسي في اليمن الذي كان يسعى لانتزاع الاستقلال السياسي بعيداً عن التدخلات السعودية التي بدأت مع انقلاب 68م وبناء الدولة الوطنية اليمنية الحديثة.

ورغم غموض جريمة مقتل الرئيس الشهيد الحمدي, إلا أن التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع اليمنية العام المنصرم أصدر تقريراً يعد الأول رسمياً الذي تحدث عن خفايا وتفاصيل الجريمة البشعة التي استهدفت إجهاض حلم اليمنيين قبل أن يكتمل.

ويعد هذا التقرير هو الأول الذي يصدر عن الجريمة منذ ارتكابها نظراً للأسباب التالية:

كون الضالعين الرئيسيين في ارتكاب الجريمة هم من تولوا السلطة طوال العقود الماضية. واستمرار الوصاية والهيمنة السعودية على اليمن.

كما أن إجراءات القتلة وممارساتهم ومن خلفهم السعودية ضد كل من يحاول الاقتراب من هذه القضية لدرجة أن البعض تعرض للإخفاء القسري وكذلك للاغتيال على خلفية الحديث عن بعض تفاصيل الجريمة.

 وتكشف بعض الوثائق مدى خشية النظام السعودي من تبعات هذه الجريمة وتداعياتها لدرجة حرصه على تصعيد أحد الضالعين الرئيسيين في الجريمة وفي مباشرة القتل لرئاسة الدولة اليمنية من أجل حماية بقية القتلة وتنفيذ الأجندة السعودية في اليمن.

لقد كانت السعودية هي رأس الحربة لإجهاض المشروع النهضوي المتمثل بالرئيس إبراهيم الحمدي.. وحركت عملاءها والذين كانوا في مفاصل الحكم لينفذوا الجريمة التي استهدفت كل اليمنيين بمخطط وأموال ملك النفط السعودي..

ورغم سيطرة القتلة على هرم السلطة تم طمس كل ما يتعلق بالرئيس الشهيد- مواقفه- تطلعه لنهضة شعبية طيلة أربعة عقود من الزمن- لتخرج بعدها الوثائق السرية التي تكشف القتلة الذين نفذوا المهمة السعودية لإعادة اليمن إلى تحت الوصاية السعودية.

وتمكنت السعودية من تمكين أدواتها للسيطرة على القرار اليمني..

ستظل جريمة اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي جريمة استهدفت حلم وطن وشعباً يطمح لأن يواكب المستقبل دون التدخل في شؤونه وقراره واستقلاله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى