اخبار محليةالكل

الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة ترامب لا تريد إيقاف الحرب في اليمن.. لماذا !!

تشير العديد من التقارير والتوقعات الصادرة عن مراكز السياسات والاستراتيجيات العالمية وكذلك ما يؤكده غالبية المحللين السياسيين والمتابعين لشئون السياسة الدولية بأن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب تسعى إلى إطالة مدة الحرب في اليمن ولا تريد إيقاف الحرب الدائرة بها وذلك استمرارا لسياسة سلفة أوباما الذي شن الحرب على اليمن. 

وقال هؤلاء المحللون السياسيون والمتابعون بأن هذه الحرب تخدم أمريكا من حيث بيع الأسلحة للدول المشاركة في العدوان على اليمن وخاصة المملكة العربية السعودية التي تقود الحرب وكذلك الدول الخليجية المشاركة.

 

إدارة أوباما ومشاركتها بالحرب على اليمن!!

أوباما وخلال الثمان سنوات التي تربع بها على الحكم في أمريكا تم بيع أسلحة للسعودية بمبلغ 115 مليار دولار كما أشارت التقارير بأنه خلال السنتين التي شنت فيها السعودية الحرب فأن الولايات المتحدة الامريكية قد باعت للسعودية أسلحة بما قيمته 20 مليار دولار ومن خلاله فإن أمريكا تستفيد من استمرار العدوان على اليمن وخاصة في ظل الازمة الاقتصادية والبطالة ولذلك فهي تعتمد على شن الحروب لحل ازماتها الداخلية وتحريك حركة التصنيع الحربي الامريكي.

 

لماذا مبادرة كيري لإحلال السلام باليمن إذن؟!

هنا يرى المراقبون والمتابعون للشأن اليمني وشئون الشرق الأوسط وغالبية المحللين السياسيين بأن أمريكا وحليفتها بريطانيا ودول بالتحالف السعودي قد ارتكبت جرائم حرب باليمن أدت إلى قتل الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين من خلال قصفها المنشآت المدنية وتدميرها للبنية التحتية الأساسية في اليمن من مدارس ومستشفيات وقاعات اعراس ومصانع وطرق وجسور ومطارات مدنية وموانئ بحرية واستخدمت أسلحة محرمة دوليا وقد رصدت ذلك العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية.

ومن هنا فإن أمريكا وبريطانيا شعرتا بالحرج امام المجتمع الدولي، لذلك جاءت مبادرة كيري لكي تبعد الأنظار عن هذه الجرائم ولكي تجمّل صورتها امام المجتمع الدولي. رغم انها تضع العراقيل امام المبادرة وتنفيذها! وكذلك رأينا زيارة عضو البرلمان البريطاني ميشيل إلى اليمن لهذا الغرض نفسه. ومع كل ذلك فإن المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية ترصد الجرائم التي يقوم بها العدوان ضد اليمن وهي جرائم ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية.

 

استمرار ترامب بشن الحرب على اليمن!!؟

ان استمرار إدارة ترامب بشن الحرب على اليمن رغم الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها دول الخليج العربي نتيجة للسياسات الامريكية والخليجية الخاطئة بالمنطقة في شن الحروب واشعال الاضطرابات بالمنطقة وما نتج عنه من فشل لهذه السياسات التي أدت إلى نشر الفوضى والاضطرابات الأمنية وتوسيع رقعة الإرهاب في المنطقة. وهنا نرى بعد مرور عامين على العدوان على اليمن بأن السعودية وصلت الى قناعة بانها لن تستطيع تحقيق أهدافها عبر العمل العسكري وإخضاع اليمن وإعادة السلم والاستقرار في المنطقة. ومن هنا نجد بأن السعودية تعتقد أنه بإمكانها أن تحقيق أهدافها بمساعدة الولايات المتحدة المباشر لها وهنا يرى المراقبون بأن ترامب لا يهمه تحقيق كل تلك الأهداف وكل ما يهمه هو تحقيق الأرباح المادية لامريكا من خلال استمرار بيع الأسلحة للسعودية ودول الخليج وقد جاء ذلك عبر زيادة ميزانية الدفاع للمملكة السعودية لسنة 2017 بنسبة 6,7% حيث ارتفعت لتصبح 51 مليار دولار لهذا العام. رغم ان السعودية تعاني من مشاكل حقيقية في الجانب الاقتصادي بسبب انخفاض أسعار النفط عالميا وقد يؤدي هذا إلى اضطرابات اجتماعية في وقت لاحق إذا استمرت الحرب ولم تحقق أهدافها.

 

ترامب وبدايته الفاشلة في شن الحرب على اليمن!!!

من خلال التقارير الاستخباراتية للعملية السرية الأولى للقوات الخاصة الامريكية في اليمن فقد تبين فشل هذه العملية حيث أدت إلى قتل المدنيين من الأطفال والشيوخ والنساء كما نتج عن ذلك تدمير طائرتين لتلك القوات الأمريكية وخسائر وسط المهاجمين إضافة للعديد من الجرحى والأسرى كما كشفت عنه تلك التقارير. وهذا الفشل ليس جديدا على الولايات الامريكية المتحدة بل هو استمرار لفشل الإدارات الامريكية السابقة في شن مثل هذه العمليات السرية كما كان في عهد كل من أوباما وجورج دبليو بوش وكلينتون. وبهذا الفشل الذريع لهذه الإدارة الجديدة وخلال الأيام القليلة من بداية حكم ترامب يتأكد لدينا استمرار التراجع الأمريكي والاخفاق المستمر في نهجهم السياسي في المنطقة وفي العالم اجمع كما يجدر الإشارة هنا الى آخر التقارير الامريكية بشأن تنامي قوة تنظيم القاعدة في اليمن إلى أربعة اضعاف في فترة السنتين الذي شنت السعودية بها عدوانها على اليمن. حيث قامت بعرقلة الحل السياسي للازمة اليمنية بين الأطراف والمكونات السياسية برعاية الأمم المتحدة ومبعوثها جمال بن عمر في لحظاته الاخيرة واوعزت الى أحزاب اللقاء المشترك والإصلاح رفض التوقيع على الاتفاق والذي سبق ووافقوا عليه بحسب التقرير الأخير لجمال بن عمر الى مجلس الامن واصرت على شن الحرب والعدوان على اليمن وفشلت بتحقيق أهدافها.

 

إلى أين ستذهب أمريكا في عهد الرئيس ترامب؟!!

يرى العديد من المراقبين والاستراتيجيين والمتابعين لشئون السياسة الدولية إن أمريكا ستخسر الكثير في عهد هذا الرئيس الاحمق كما يسمونه لأنه كشف عن وجه أمريكا السياسي الحقيقي أمام المجتمع الأمريكي والعالم. وأزال القناع الذي كان اسلافه يرتدونه وكشف عن العنصرية والهيمنة والاستعباد والاستغلال ونهب ثروات العالم ومقدراتها والاحتقار الأمريكي لبقية شعوب العالم وان ما تتشدق به أمريكا من الحرية والعيش المشترك والتسامح والديمقراطية وحقوق الانسان ما هي إلا أقنعة لتحسين صورتها أمام العالم والمجتمع الدولي. ولذلك فإن هذا الرئيس سوف يدمر كل المنجزات التي تتباهى بها أمريكا أمام العالم. حيث نرى اليوم المعارضة لهذا الرئيس وسياساته الخرقاء من قبل المجتمع الأمريكي والمجتمعات في مختلف دول العالم والتخوف من القادم المجهول للأمن والسلم الدولي واحتمال اشتعال الصراعات والحروب بشكل أوسع وانتشار التطرف والإرهاب الدولي نتيجة لهذه السياسات كما يعتقد الكثير من المحللين والمتابعين للشأن الدولي بأن استمرار إدارة ترامب قد لا تستمر وقد يتم التخلص منه خلال فترة رئاسته اذا لم يتراجع عن هذه السياسات الفاشلة ويسعى إلى تفاهمات جديدة في إرساء توافقات جديدة لعالم جديد ومنظمات عالمية جديدة والسعي المشترك لاحلال السلم والامن الدولي واحترام حقوق الانسان ومكافحة التطرف والإرهاب والتسامح بين المكونات الإنسانية المختلفة واحترام سيادة واستقلال الدول وعدم التدخل بشئونها الداخلية وتحقيق العدالة الاجتماعية والتعاون المشترك والنمو الاقتصادي الذي تتطلع إليه شعوب العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى