كتابات فكرية

مؤشرات التفاؤل حول المفاوضات والمرتبات

مؤشرات التفاؤل حول المفاوضات والمرتبات

خالد العراسي

بالأمس تناول رواد وسائل التواصل الاجتماعي منشورات وأخبار بشأن المرتبات وفيها تحدثوا عن وصول أول شحنة من الأموال المتفق عليها على متن طائرة بل وحددوا المبلغ المتفق عليه كمرتبات ومبلغ الدفعة التي وصلت وفي الأخير اتضح أن جميع تلك الأخبار منقولة من المرتزق “أنيس منصور” وعاد البعض فعل لها بهارات وحوج وتعاملوا مع الموضوع كمن كانوا يسترقون السمع وللعلم والإحاطة من نقلتم عنه الأخبار كان ولا يزال يقصد في كل إخباره ومنشوراته اغاضة حكومة الفنادق التي قطعت عنه المخصصات وبنفس الوقت يشككنا في قيادتنا ويبث اليأس والإحباط عند اتضاح الحقيقة لكنكم للأسف كنتم أول من ابتلعتم الطعم .

رغم ذلك فان التفاؤل والاطمئنان موجود وله أسبابه وهي المؤشرات الجيدة التي تناولها حتى الرئيس مهدي المشاط في تصريحاته بعد عودة الوفد العماني وكذا تصريحات الناطق الرسمي أما ما يجب ان يجعلنا اكثر اطمئنانا هو ان  المفاوضات يتابعها ويشرف عليها قائدنا الهمام

شخصيا وتعلمون جيدا ما معنى ذلك ونحن مفوضين وموكلين لأي قرار يتخذه أو أي اتفاق بمعيته وموافقته هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا تنسوا أن عمليات نهب النفط متوقفة وهذه أهم نقطة حيث كنا في السابق نتألم جدا عندما نرى ثروتنا تنهب ونحن بلا مرتبات وخزينة الدولة عاجزة عن إقامة كثير من المشاريع الخدمية لان عائدات الصادرات النفطية هي التي كانت تغطي صرف المرتبات ومنها أيضا يتم تغطية تكاليف المشاريع الخدمية .

والاهم من هذا كله هو أننا بفضل الله عز وجل ثم بفضل قيادتنا الحكيمة وكل المخلصين وصلنا إلى مرحلة إركاع وإخضاع العدو ولو كان تحالف الشر والظلام قادرا على إخضاعنا لما تورع عن فعل ذلك للحظة واحدة لكننا قلبنا الموازين وعودة المواجهات باتت كابوس يؤرق الطغاة وقد يقول البعض بهذا الشأن فلماذا لا نستخدم هذه القوة وندمر المنشات السعودية والإماراتية لنخرج مما نحن فيه ولهؤلاء أقول أن قرارات القائد تختلف عن قرارات المواطن وهناك إدارة تقود الدفة وقد حققت المعجزات في مواجهة كل قوى الشر والظلام العالمي ويدرك جيدا كل المتابعين والمحللين السياسيين أن القيادة اليمنية التي أدارت مواجهة العدوان الكوني تغلبت على غرف عمليات واستخبارات ومراكز بحوث عالمية وهذا صحيح وأكده الواقع فقد فشلت كل مخططاتهم رغم التكالب المهول والصمت والتواطؤ الدولي والسبب هو التأييد الإلهي  والإخلاص وصدق القضية والإيمان والثقة المطلقة بالله عز وجل .

وبالعودة إلى موضوع المفاوضات نعم لقد وصلت المفاوضات الى مراحل متقدمة جدا وباتت في مراحلها النهائية وهذا ما سمعته من احد القياديين المعنيين والمشاركين في هذه المفاوضات  لكن لا صحة لخبر وصول الطائرة المحملة بالأموال وقبل ذلك سيتم التوقع فكيف ستصل الأموال قبل التوقيع النهائي أيضا أتوقع وصول الأسرى قبل صرف المرتبات باعتباره اتفاق قديم وانتهت الخطوات المتعلقة بمطابقة الأسماء منذ شهور وعموما لا يزال العدو يستخدم سياستي المماطلة والمقايضة حيث إن الشوط المقطوع في المفاوضات خلال أكثر من ثلاثة أشهر (منذ انتهاء الهدنة) كان بالإمكان انجازه خلال شهر كحد أعلى لكنهم يراهنون على خلخلة الداخل واستهداف المجتمع وإثارة السخط الشعبي بالتوازي مع البحث الدءوب عن منظومة دفاع جوي تجنبهم نكال طائراتنا المسيرة وصواريخنا الباليستية والمجنحة بعد ان فشلت احدث ترسانات الدفاعات الجوية في تحقيق ذلك ، أيضا هناك عملية لملمة للصفوف وترتيب سياسي عسكري لحكومة المرتزقة يتم بوتيرة عالية .

وبشأن المقايضة فقد كان ذلك متوقعا لان القضايا الإنسانية صنعها وأوجدها العدو فمن الطبيعي أن يطلب تحقيق مكسب سياسي أو عسكري مقابل حل قضية إنسانية لكن هيهات فقد وصل العدو إلى مرحلة اليأس من انتزاع أي هدف يمس سيادتنا الوطنية مهما كان حجم الترغيب والترهيب .

وبات مطلبه الأخير هو إقامة منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي بعمق عشرين كيلو متر وهذا أيضا طلب مرفوض ولعبة مكشوفة يراد منها أولا قضم وابتلاع اكبر مساحة ممكنه من أراضي اليمن (بعد الابتلاعات السابقة) وثانيا نهب ثرواتنا في تلك المناطق وثالثا منعنا من استخراج ثرواتنا في كل المناطق الحدودية .

ويعلم آل سعود وأسيادهم تماما ان الضمان الوحيد هو السلام العادل والشامل ويعلمون كيف بدأ العدوان وكيف انتهى فلم تمنعنا شحة السلاح وقلة المجاهدين في بادئ الأمر عن مقاومة أبشع عدوان كوني شهدته البشرية كما إننا بتنا بفضل الله نملك ما يمكننا من ضرب أهداف على بعد الفان وخمسمائة كيلو (إلى ما بعد الكيان الصهيوني المحتل) ويعلمون أيضا أن كلمة من قائد الأنصار جنبتهم الضرب وكلمته شرف لم ولن تخترق وليست كهدنهم المخترقة منذ ساعاتها الأولى (عمدا أو عند ظهور تمرد للمرتزقة)

وبالتالي لن ينجيكم من بأس اليمانيين إلا الاتفاق مع القيادة ولا تزال الفرصة سانحة للخروج بما تبقى من ماء وجوهكم فاقتنصوها قبل ان ندخلكم مرحلة الجحيم . ملحوظة :- يزداد التساؤل بشان المرتبات السابقة وهل دخلت ضمن المفاوضات أم أننا نفاوض على انتظام صرف المرتبات فقط وأبشركم بأن المرتبات السابقة على رأس قائمة المطالب واعتقد في أسوأ الأحوال سيتم جدولتها سواء من باب امتصاص التضخم أم تسهيل الوصول إلى اتفاق وننتظر النتائج عندما تعلن رسميا ولن ننجر وراء الكمائن التي مصدرها اعلام تحالف العدوان لزعزعة الثقة أو لإحداث صدمة والتشكيك بالقيادة عند إعلان النتائج أن كانت بخلاف ما تم الترويج له

*خالد العراسي

كاتب يمني

أقرأ أيضا للكاتب: العراسي يفند أسباب عدم اقتناع صنعاء بتمديد الهدنة بنفس الشروط السابقة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى