اخبار محليةالكل

نفحات من كتاب( الحلقة الـ 7 )

إننا نعيش مع انطلاقة كتاب ينطق عن حضارة وعن صراع مرير خاضه مفكرنا الكبير والمجاهد إبراهيم بن علي الوزير حيث إنه عنواناً للفداء والتضحية هو وإخوانه وأسرته الذين قدموا قوافل من الشهداء في ثورة 1948م الذي نوثق لحظات منه، ذلك الكتاب العظيم ( لكي لا نمضي في الظلام ). إن التضحية والفداء هي سمتان لكل مواطن عربي غيور على شعبه وعلى أمته وشعبنا العظيم شعب الحضارة والإباء والتاريخ أبى إلا أن يكون  حراً طليقاً مهما تجبر وتكبر أولئك الطغاة طغاة العصر وطغاة التاريخ فالتضحية هي إباء وشرف لكل أسرة سواء كانت ضد الطغاة أو ضد الاستعمار في الماضي والحاضر والمستقبل، وقد أشاد مفكرنا الكريم في ذلك الكتاب الذي نقتبس منه قوله ” إن الشعب الذي صنع حضارة، وله تاريخ، والدنيا من حواليه، ولو بعيداً وتزخرف بالحياة، كان يصحو من غفوته، ويدرك أنه واقع فريسة لعصابة من اللصوص بعد أن طهر بلاده من حور الغاصب الباغي ولقد عملت عصابة الشر والطغيان على تحويله إلى مجموعة من العبيد تعمل في مزرعة كبرى لحساب المستغلين، مصاصي دماء الشعب فكان لهذا الشعب قضية.. قضيته مع سارقي انتصاره وسعادته وحريته .. مع المنحرفين في نهج الله الذي رسم للبشرية صراط عدل يفضي بها إلى أسعد وأهنأ وأنقى وأمجد حياة على الأرض حقق ذاته يوم في التاريخ نموذجاً حياً لذلك النهج في واقع الحياة ليكون قدوة حياة خالدة الإشراق للعام.” انتهى الاقتباس.

إن مفكرنا الكريم عندما يكتب عن طغاة مصاصي دماء هو يكتب عن ذلك الحكم الذي أبى إلا أن يكون من العالين في الأرض وحوّل اليمن إلى سجن واستعبد الإنسان اليمني، ولكن أبناء اليمن أبوا إلا أن يكونوا أحراراً، أحراراً في الأرض وأحراراً في السماء وأحراراً في الحياة والممات، إن التاريخ يكتب لأولئك الابطال الذين قدّموا أرواحهم في سبيل الحرية ضد مصاصي الدماء والحكم الفردي البغيض. إننا نكتب عن شعب ونكتب اسم المفكر ليس من أجل شيء وإنما من أجل شعب ومن أجل حضارة ومن أجل أن ترتفع هامات اليمن بين الأمم المتقدمة، إن مفكرنا أبى المناصب وأبى المال والحياة الرغيدة ليس من أجل نفسه وإنما من أجل شعب عريق ظل يكابد الحياة ومرارة الغربة من أجل شعب عريق. إن الشعب اليمني لابد أن ينتصر لقضيته ولابد أن ينتصر لعزته، إن العزة لا تأتي إلا بتضحيات والكرامة لا تأتي إلا بتضحيات، إن عزتنا في نهجنا الذي أُنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ذلك النهج الذي حُفظ من التحريف، إنه كتاب الله الذي حوى كل تاريخ الأمم في الماضي وحدد لنا المسار في المستقبل، حدد لنا مبادئ تنير لنا منهج أمة وفيه كل معالم الحياة للبشرية من الشورى والعدل وتحديد المواريث والقصاص، ذلك منهج رباني وإذا كنا نريد الحياة في الحاضر والمستقبل فعلينا التمسك به ونعلنها للعالم قاطبة أننا حققنا عدلاً وشورى وحققنا ديمقراطية وفق منهجنا وليس وفق منهجهم العفن، إن منهجنا يساوي بين الكبير والصغير والفقير والغني أمام العدل وذلك ما أمر به المنهج المقدس الذي أُنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفيه توضيحاً وملحق باسم سنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، هذان المنهجان هما قدوتنا وهما مرجعانا وهو ما عبر عنه مفكرنا الكريم الذي جعل القرآن نوراً له وسنة الرسول فرحة لصدره وكلاهما مرجعان اساسيان لجميع أفكاره. وعلينا الأن أن نخرج الى واقع الامة العربية والإسلامية لأن القضية واحدة ونقول: على الصعيد البشري يتم توليد الكثير من المخاوف بذات الأسلوب خاصة لدى الأطفال والشباب، من خلال ربط المخاوف المشترطة بمثير معين مع التكرار. فإن تم وضع سجين في غرفة مقفلة وتم تعذيبه بصدمات كهربائية على فترات متتالية مسبوقة بصوت ما، أياً كان هذا الصوت، فلنقل إنه صوت الحاكم أو الرئيس، فما يحصل أنه بعد عدد من المرات سوف يستجيب السجين لصوت الحاكم بنفس الطريقة من الخوف والفزع التي كان يستجيب بها للصدمة الكهربائية، حتى لو لم يتعرض لها بالفعل، بعبارة ثانية، إن السجين قد أشرط للاستجابة لمثير محايد. إن الكثير من المخاوف البشرية يتم توليدها بذات الطريقة السابقة، وهذا ما يفعله -بعض-الحكام والأنظمة العربية لتدجين الشعوب وإخضاعها، وربط سلوكها وموقفها من السلطة باشتراطات تجعل الشعوب ترتعد خوفاً كلما رأت صورة القائد أو سمعت صوته، وترسيخ ارتباط الزعيم بالوطن، ارتباط قيام الأنظمة بالتضييق على الحريات والمصلحة العليا للوطن والمجتمع، وهكذا دواليك يتم دفع المواطن العربي نحو دوّامة من الخوف والهواجس والقلق والاضطراب. كل هذا يجري التخطيط له بعناية في غرف سوداء مغلقة ومعتمه، من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للحاكم، حيث يتم توظيف علم النفس السلوكي لترويض البشر من قبل متخصصين نفسانيين واجتماعيين وأمنيين.

 

 shababunity@gmail.com

 

بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى