نفحات من كتاب(الحلقة السادسة)
إن غاية الشعوب هي الانطلاق نحو التقدم والازدهار، ولعل مفكرنا الأستاذ المجاهد إبراهيم بن علي الوزير قد أشار في كتابه ( لكي لا نمضي في الظلام ) عن العزلة لعلها لم تكن المخرج من عفن الطغاة الذين يتداولون فوق الكرسي وكأن الله سبحانه وتعالى لم يخلق إلا هم، ولم يكن عفنهم صنعناه بأيدينا بل صنعه الاستعمار الذي مكنهم للتسلط فوق رقابنا وأيقنوا أن سيوفهم والسلاح الذي منحه لهم لأجل إرضاخ الشعوب تحت تسلطهم والعروض الرنانة لتوليهم الحكم بالجيوش التي صنعوها وصنعت من أجلهم، إنهم أصبحوا متعفنين والسيوف مسلطة على رقاب شعوبهم. إننا نسعى إلى التحرر من عفنهم والتحرر من الاستعمار الذي غطى على أفواهنا ليس بغلبة القوة وإنما بغلبة من مكّنوهم حتى يكون الحكم للاستعمار بشكل غير مباشر، إن أولئك الحكام أصبحوا من الماضي وعلينا أن نتحرر في الحاضر والمستقبل ونحقق حكماً شوروياً عادلاً مستمداً تعاليمه وأفكاره من القرآن والسنة وما طرحوه مفكرينا وأدباءنا من أجل تحرير الأمة. ولعل مفكرنا المرحوم قد أنار طريق الحرية والعزة والكرامة ومضى مجاهداً من أجل ذلك، من أجل استيقاظ الأمة نحو التحرر ونقتبس من كلامه في كتابه المذكور أنفاً ” (العزلة كانت الغذاء العفن لرجعية عادت بنا على أعقابنا التقهقري إلى ظلام عبودية مخيفة.) لقد كان علينا أن لا نتخذ العزلة سبيلاً لأنها ليست أكثر من قبر صنعناه بأيدينا : لقد كان يتعين علينا أن لا ندفن رؤوسنا في الرمال على طريقة النعام الساذج، إنه ليس في المدافن غير الدود والعفن !! بل نعمد إلى أخذ بأسباب الحضارة ونمضي في ركاب التاريخ نتعلم كيف نصنع حضارة لأمتنا، وكيف نكون ( أولوا قوة وأولوا بأس شديد ) أو كما قالها أباءنا من قبل، نتعلم كيف نساهم في تقدم الانسان وفي الطريق الذي سلكته اليابان في نهضتها الأولى وكانت في ظروف عالمية مشابهه للظروف التي اكتنفت بلادنا خير دليل على خطأ السبيل الذي سلكناه ( سبيل العزلة المميتة ) وسلامته الطريق الذي سلكته ” اليابان” طريق الحضارة المجيد المحيي. إن شعبنا اليوم لا يدرك أن العزلة ليست أكثر من سجن عاقه عن الانطلاق. ” انتهى الاقتباس.
إن المجد لا يأتي إلا بالتضحية، تضحية في الجهاد من أجل التحرر والاستقرار وإيجاد حكم عادل لكي يضمن للأمة كل حقوقها من الشورى والتعليم والأمن والعدل والسلام والصحة والتربية والملبس والمسكن وغيره، ذلك هو مطلب لك شعوب العالم. إن العالم لم يصل إلى ما وصل إليه في الحضارة إلا بعد تضحيات جسام وجهاد مرير من أجل إنارة العقول، إن الانسان هو المحور الأساسي في هذا الكون ولا بد من إيجاد تنمية حقيقية تبدأ للطفل من وقت مبكر حتى يحصل على الثانوية العامة ولديه ملف يحوي كل قدراته العقلية وميوله الفكري سواء كان بصري أو حسي أو سمعي ذلك هدف أساسي لابد منه حتى ننافس الأمم ونرفع هامة الأمة الإسلامية وشعبنا اليمني وتكون خفاقة بين الأمم. إننا نحمل راية سلام واطمئنان إلى شعوب العالم ولا نريد منهم إلا رفع أيديهم عن طغاة العصر الذين سلطوهم فوق رقابنا ليس من أجل الأمة وإنما من أجل مصالحهم التي هي في الأساس ليست مصالح الشعوب، إنها ثروة منحنا الله اياها ويجب أن نستغلها من أجل هذا الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى بقوله تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)وقوله تعالى (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) إن الإنسان محفوظة كرامته بحقوق إلاهيه لقول نبي الأمة صلى الله عليه وعلى آله وسلم (وقد صحح الألباني حديث ابن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة، ويقول: ما أطيبك، وأطيب ريحك! ما أعظمك، وأعظم حرمتك! والذي نفس محمد بيده، لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله، ودمه.)
بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد
