أخبار عربي ودوليالكل

موقع “ذا إنتربريتر”: إصلاحات وهمية «للتجميل» تقود إلى الفشل في السعودية

توقّع أنتوني بوبالو -الباحث بمعهد «لوي» الأسترالي للأبحاث- فشل الإصلاحات التي تجريها القيادة السعودية، وأن المملكة تدخل عهداً من الاستبداد، من دون حدوث تغييرات حقيقية وجذرية.

وقال بوبالو -في مقال نشره موقع «ذا إنتربريتر» التابع لمعهد «لوي»- إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أعطى انطباعاً بأنه زعيم مختلف، وأنه أكثر ديناميكية وحسماً وأكثر تحولاً من أسلافه، بيد أنه في الآونة الأخيرة ظهرت بعض المؤشرات على أن الحملة الإصلاحية السعودية الكبيرة التي يقودها ستصل إلى مرحلة التوقف التام.

وأوضح أنه بناءً على هذه المؤشرات، سينتهي الحال بولي العهد إلى اتباع إجراءات كبعض أسلافه والحكام المستبدين الآخرين في الشرق الأوسط، وهي إجراءات تهدف «للتجميل»، بدلاً من إحداث تغيير عميق وحقيقي للمملكة.

وأضاف الكاتب أن إحدى هذه المؤشرات كانت الاعتقالات التي نفذتها السلطات السعودية على مدى الشهرين الماضيين لعدد من الناشطات الرائدات في مجال حقوق المرأة، وذلك قبل وقت قصير من رفع الحظر على قيادة النساء للسيارات.

وأشار إلى ظهور عدد من التكهنات بين مراقبي السياسة السعودية حول سبب هذه الخطوة المتناقضة، فقد جادل البعض أن هذا الإجراء يهدف لإرضاء المحافظين في المجتمع السعودي، الغاضب من قيادة المرأة للسيارات على الطرق السريعة في السعودية.

أما الرأي الآخر والذي يميل الكاتب إليه، هو أن اعتقال الناشطات يعكس رغبة القيادة السعودية في أن تظهر لهن وللبقية في المجتمع أنها فقط من تحدد شروط وعمق الإصلاح السعودي.

كما رأى أن القيادة السعودية لديها مخاوف من عواقب مثل هذه الإصلاحات، التي على سبيل المثال، قد تشجع سعوديين آخرين على المطالبة بحقوق أخرى غير مقبولة، أو أن هذه الخطوة الأولى في تمكين المرأة السعودية ستؤدي إلى تغييرات أخرى في المجتمع، لن تكون السلطات على استعداد للتعامل معها، أو على الأقل تحمل مسؤوليتها.

ويشير الكاتب إلى أن هناك كثيراً من الأمور التي تغيرت داخل المملكة منذ التسعينيات، وأن السعوديين باتوا أكثر رغبة في العمل في الوظائف غير التقليدية، لكن هذا الأمر أيضاً يظل صعباً على السلطات، وكذلك الشركات التي سيتحتم عليها بذل مزيد من الجهود لتوظيف أو تدريب السكان المحليين بدلاً من توظيف المغتربين.

ويرى الكاتب أن هناك مؤشراً أكبر لفشل الإصلاح، وهو الاحتمالات بأن خطة ولي العهد لبيع جزء صغير من شركة النفط المملوكة للدولة «أرامكو» قد توقفت، وربما لن تتم على الإطلاق.

وكما لاحظ مراقبون آخرون، فإن المجتمع السعودي لا يتغير بسبب إجراءات يقوم بها النظام، بل بسبب محاولة هذا النظام مواكبة وتلبية تطلعات متزايدة من قبل المواطنين السعوديين، الذين باتوا يطلبون الكثير من حكامهم، ليس فقط من الناحية الاقتصادية، بل من الناحية الاجتماعية وحتى السياسية.

وعلى عكس أسلافه، يواجه نظام بن سلمان خياراً أكثر وضوحاً: إما التفاعل مع هذه المطالب، أو ربما إهمالها جميعاً في نهاية المطاف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى