الكلكتابات فكرية

لماذا ينهب المال العام ؟!

 

     إن ما قامت به حكومة الفار هادي من نهب أموال الشعب يندى له الجبين وهذا ما تريده الحكومات المستكبرة في الأرض وتعمل على دعمه مضاف إليه التخلف والمرض والجهل والفقر وووإلخ في هذا العصر الحديث وتريد أن تبقى الأمة مقلب للنفايات لكل منتجاتها الغير صالحة لهم ولا لشعوبهم، وتجعلنا حقل تجارب لعقاقيرها وأسلحتها الفتاكة وقياس مدى قدرتها في القريب العاجل والبعيد وتأثيرها على البيئة والإنسان.

    إننا بحاجة إلى شخصية عربية أو إسلامية تتلقى بركتها من مدبر الكون بدلاً عن نظريات الشرق أو الغرب من أجل إخراج الأمة من التيه الذي تعيشه، فما تقوم بها المنظمات العالمية والحكومات المتحكمة في العالم مادياً وعسكرياً وتكنلوجياً هو من أجل أن تُخضع الأمة الإسلامية لكل ما تمليه على الحكام لهذه الدويلات الإسلامية من السياسات الغير إنسانية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنلوجيا والعقاقير الطبية لأجل تجربتها على الأمة الإسلامية وغيرها من الدول بما سُمي بالعالم الثالث في مختلف المجالات، وكل هذا من أجل أن تفر الأمة من دينها وعقيدتها الإسلامية وتتجه للنصرانية أو اليهودية أو غيرها من الديانات الغير سماوية.

     إن ما قامت به الحكومة المعترف بها عالمياَ وهي في المنفى من سرقة مدخرات اليمنيين واحتياطي العملة الصعبة من البنك المركزي في عدن جريمة يندى لها الجبين وهي مضافه إلى خبيت الأمل وعدم التوفيق في هادي وحكومته البائسة التي نعتبرها من الماضي في نظر كل يمني، ألا يعلم هادي وعصابته إن ما يعانيه الألاف من موظفي الدولة اليمنية وأسرهم والمتقاعدين وأسرهم من الفقر والجوع والمرض نتيجة انقطاع مرتباتهم مُنذ شهور وسنوات، كما يُعاني طلابنا المبتعثين للدراسة في الخارج شظف العيش والفقر والعوز الأمر الذي دفع بالبعض منهم إلى الانتحار بعد أن ضاقت بهم الأحوال وانقطعت بهم السبل في حين تُنهب إحتياطيّات الوطن من العملة الصعبة دون حسيب أو رقيب وتطبع المليارات من العملة الوطنية ليتسبب ذلك في تفاقم الأزمة الإقتصادية وتدهور العملة الوطنية أمام الدولار والعملات الأجنبية، ونحن ندعوا المنظمات الإنسانية في العالم المعنية إلى سرعة التحقيق وكشف الحقيقة أمام الشعب اليمني والعالم دون مماطلة أو تأخير وتحميل الرئيس هادي وحكومته المسئولية في ذلك. ألا يعلم هادي وحكومة فنادق الرياض وتركيا ومصر أن الفساد إذا وجد في المجتمعات يتسبب في فسادها وضلالها وهي الكبر من الطاغوت في هذا العصر وتسبب الضلال والطغيان في الميزان؟ إن دعوة حافظ معياد لفريق خبراء لجنة العقوبات بأنه مستعد لتقديم نفسه لهم للمسائلة أمام لجنة العقوبات الدولية عن فترة عمله كمحافظ للبنك المركزي اليمني في عدن خلال العام 2019م اكتسبت تعاطفنا الكبير معه ظناً منا بأن دعوته لا يمكن أن تنطلق إلا من ثقة بالنفس وإعتزاز بنظافة يده هذه المرة، رغم تلطخها في الفترات السابقة تحديداً حين تقلد مسئولية بنك التسليف الزراعي إبان مرحلة حكم عفاش، ولم تتأخر لجنة العقوبات في الرد عليه بتقريرها الذي صدر عن فريق الخبراء الدوليين وأوضح التقرير أن عام 2019م وهو العام الذي قضى (معياد) معظمه محافظاً للبنك المركزي قد شهد فساداً وعمليات غسيل أموال مستغلاً المال اليمني المخصص لمساعدة الشعب اليمني في تلبية حاجاته من السلع الغذائية الأساسية، لكنها وللأمانة شهدت على مقدرته الجبارة في إبتكار  طرق معقدة لغسيل الأموال التي لايمكن لأحد التكهن بها، وهذا ذات الوصف الذي ورد في التقرير الذي قدمه أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي لهادي يطالبون فيه إقالة (حافظ معياد) من منصبه كمحافظ للبنك بعد أن تجاوزت فضائح فساده حدود لم يعد للبنك المركزي إحتمالها، وبموجبها لم يتردد هادي بإقالته عن منصبه.وتضمن تقرير أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي، الذي تسرب مؤخراً بياناً لعمليات فساد وغسيل أموال كبيرة قام بها (ميعاد) لصالح تجار مقربين، مستغلاً نفوذه المطلق (على كاك بنك) الذي يستخدمه في توسيط حسابه لدى البنك المركزي في عمليات تهريب وغسيل الأموال في عمليات المصارفة في الأسواق، معرضاً البنك المركزي لأكبر الخسائر والمتاجرة برواتب وحقوق الغلابا من الموظفين وغيرهم لأن فساده وصل إلى كل يمني  والمضاربة بها في سوق العملة وتأخر سدادها لهم مما تسبب في نزع الثقة من المواطن اليمني والعربي والإسلامي  في البنك المركزي وإحالة العديد من الضباط للتحقيق لإرتباطهم بمنظومة فساد (ميعاد)، وتفيد مصادر في البنك المركزي بأن عدداً من موظفي البنك سيكاشفون فريق لجنة العقوبات بمعلومات عن طرق ومكامن الفساد الذي استشرى خلال فترة حافظ معياد وحقق منها مكاسب كبيرة غير مشروعة.

     ونحن نطالب بتحقيق نزيه وشفاف فهو المخرج للجميع لكي يعرف الناس حقيقة الفساد الذي حرم الموظفين من حقوقهم والمواطن في لقمة عيشه الذي يأكل الأن من مخلفات العالم وظل تحت رحمة العالم ليتسول لقمة عيشه فالمنظمات العالمية لم تدخل في أي شعب إلا أوقعته في فقر مدقع وهذه حصيلة الفساد الذي اظهره قبل أيام تقرير خبراء فريق العقوبات بمجلس الأمن الخاص باليمن وبأن الفساد مكّن مجموعة قليلة من كبار المسئولين في البنك المركزي والحكومة مع كبار رجال المال والأعمال غسلوا 423 مليون دولار وبقيمة ملياري دولار خلال سنتين.

     هكذا يعيشون ما يسمون بحكومة الفنادق في الرياض ومصر وتركيا، أخي المواطن والموظف والأطفال ونساء اليمن لا تبتئسوا بما يفعله الظالمون، فأيامهم معدودة ونهايتهم التعيسة مضمونه قال تعالى(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ) (إبراهيم : 42-43).

 

shababunity@gmail.com

بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد اليمن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى