الكلكتابات فكرية

ضيق العيش والخوف وجهان لعملة واحدة !!

يذكرنا ما هو حاصل وما نحن فيه هذه الأيام في يمن الإيمان والحكمة بما كان في نظام علي عبدالله صالح قبل الوحدة في الثمانينيات من القرن الماضي – وبفترة حكم صدام حسين للعراق – لا أحد يجرؤ ويتلفظ على صدام حسين بكلمة واحدة ولا على حزب البعث آنذاك.

ولا ننسى حزب البعث السوري فترة حافظ الأسد وابنه بشار الأسد – الجميع تحت شعار إن لم تكن معي فأنت ضدي أو عدوي بالاصح – إلا أننا في هذه الأيام في يمننا الحبيب نراها تختلف كل الاختلاف، ففي عهد علي عبدالله صالح فترة حكم الحزب الواحد – حزب المؤتمر – كنا أيامها نتجرع قراءات من الميثاق الوطني قبل نشرات الأخبار وعمري حينها لا يتجاوز الـ15 عاماً، إلا أننا مع كل هذا كنت أتغنى بنشيد للحزب الاشتراكي اليمني “أنا للحزب، للحزب ولائي، أنا للحزب، للحزب انتمائي” ولي ابن عم كبرنا سوياً منذ الصغر وذات مرة سمعني وأنا أردد الانشودة السابقة، وقال لي بلغة التهديد والوعيد: تمام.. تمام.. ولو كنت أكبر مني سناً وأكثر ذكاءً – ما شاء الله – فكان يعي بإن معناها الحبس، أو الموت أو الاختفاء قسراً… إلخ مصطلحات كثيرة كان يعرفها الجميع إلا أنا.

وعلى الرغم من عدم الحرية في الآراء أو التعبير حيث كان لا أحزاب ولا صحف معارضة ولا غيرها ومع هذا كنا نأكل ونشرب ما لذ وطاب من فواكه وغيرها، كنا أيضاً نسافر بأسعار زهيدة ورخيصة ونتعالج إذا مرض أحدنا، وإن كان كل شيء أو أغلب الأشياء مستوردة من الخارج، لكن “معليش” كانت موجودة وباستطاعتنا شراءها وبأقل التكاليف.. وأيضاً في عهد صدام حسين في العراق، كان العراقيون يلاقون من رغد العيش ما يكفي حاجاتهم ويلبي ويشبع رغباتهم ومتطلباتهم ويزيد، رغم عدم وجود الحرية في الرأي والتعبير – كما يقال – ونفس الشيء بالنسبة لحافظ الأسد وابنه بشار الاسد.. بالطبع مع وجود الفارق فيما وفره السابقون لشعوبهم أو رعاياهم (يختلف من دولة إلى دولة) المهم ما نود طرحه هنا أننا هذه الأيام نعيش الرعب والخوف ذاته، فلا حرية ولا صحف معارضة تتكلم، ولا يجرؤ أحد منا أن يتفوه بكلمة واحدة إلا إذا كان ذلك سراً في قرارة نفسه أو مع من يثق بهم من اصدقاء أو اقرباء، زيادة على ذلك نقاسي ونعاني ضيق وشغف العيش – الفقر – والهم والخوف وعدم الأمان زيادة على (الجوع) وإن كانت الفاكهة موجودة وكذا اللحمة موجودة إلا أننا لا نستطيع شراءها ووسائل الترفيه والعيش الرغيد موجودة إلا أننا لا نرى أنفسنا بحاجة إليها.

أصبح كل همنا وشغلنا الشاغل هو توفير القوت الضروري لأولادنا ومن نعول.. اللهم لا تحوجنا وجميع اليمنيين إلى أحدٍ غيرك.. وأهلك اللهم وانتقم ودمر المعتدين الظالمين يارب العالمين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى