أخبار عربي ودوليالكل

صحيفة لندنية: اليمن يضيع وسط تحالف أحمق ورهانات قوى دولية فاشلة

أفردت صحيفة ( القدس العربي ) الصادرة من لندن، أمس الأحد ، ملفاً خاصاً عن اليمن، متحدثة في مواضيع متعددة عن الجبهات العسكرية التي تشهد حالة من المدّ والجزر بين جماعات أنصار الله وقوات تحالف العدوان على اليمن وحكومة هادي  ، وحالة الانسداد التي وصل لها الحل السياسي، وانحراف تحالف العدوان على اليمن عن أهدافه المزمعة وظهور مطامع أبو ظبي جنوبي البلاد.

ومن جانبها عصفت الطبيعة بهذا البلد المنكوب، فضرب إعصار ميكونو جزيرة سقطرى.

وذكرت الكاتبة الأردنية “إحسان الفقيه”، في تقرير لها في ملف الصحفية، أن الصراع المحلي في اليمن ، تتعقد سبل الحل فيه مع كثرة اللاعبين غير المحليين في ساحته.

وأفادت: مع أن الصراع في اليمن يكاد يكون الأقل غموضا في شكل التحالفات وأهدافها، وتركيبة أطرافه قياسا إلى صراعات مماثلة في العراق وسوريا، لكن تبقى توقعات الخبراء لمستقبل الصراع مرهونة لسياقات تصاعد الحدث وتطوره على الأرض، وما يفرزه من تثبيت وقائع جديدة.

وأكدت الفقيه، أن عمليات التحالف في اليمن، شابها «أخطاء» في العمليات التي تنفذها طائراته باستهداف مواقع مدنية أدت إلى مقتل المئات من المدنيين الذين لم يكونوا في يوم ما طرفا في النزاع المسلح.

ولفتت إلى أنه نجم عن تدخل التحالف في اليمن عدد من الأزمات الإنسانية التي شكلت عاملا مضافا إلى عوامل تعقيد مسار التسوية الأممية؛.

وتشير تقارير لمنظمات دولية مهتمة بحقوق الإنسان وتعقب آثار النزاعات المحلية إلى ما يقرب من نصف مليون إصابة بوباء الكوليرا مع استمرار الحصار المفروض على اليمن وصعوبة وصول المنظمات الدولية إلى مواطن الوباء لاتخاذ التدابير لمنع تفشيه بشكل أوسع والحد من عدد الوفيات.

ووفقا للكاتبة عملت الإمارات على تشكيل دولة داخل الدولة اليمنية من خلال دعم كل من محافظ عدن المُقال عيدروس الزبيدي ومدير الأمن شلال شائع والوزير المقال هاني بن بريك الذين شكلوا قوة خاصة بهم بعيدا عن سلطات الحكومة الشرعية والرئاسة اليمنية ضمن توجهات دولة الإمارات في محاربة التجمع اليمني للإصلاح، بلغت ذروتها في أعقاب التفجير الذي راح ضحيته أكثر من 60 من المجندين في عدن في آب/اغسطس 2016.

من جانبه ذهب الصحفي الجزائري “سليمان حاج إبراهيم”، إلى أن الإمارات أطبقت بعد أزيد من 3 سنوات من إطلاق «عاصفة الحزم» التي تشنها السعودية وحلفاؤها، على اليمن، سطوتها شبه التامة على الوضع في الجنوب. ويتأتى النفوذ الإماراتي عبر عدد من الأدوات والكيانات والأذرع العسكرية التي أنشأتها وتديرها وفق مخططاتها.

ولفت إلى أن تغلغل الإمارات جنوب اليمن كان مخططا له من أول يوم وطئت فيه قواتها المناطق التي تم تحريرها وكانت رهانها الاستراتيجي قبل أي محافظة أخرى.

وبين إبراهيم أن السطوة الإماراتية على الوضع جنوب اليمن ترسخت مطلع 2016 بعد أسابيع قليلة من استعادة قوات التحالف للوضع ولم تكن هذه المرحلة سوى التأسيس لنفوذ يتوسع ويتطور.

وكتب الناقد والمترجم السوري “صبحي حديدي”، مقالات تحت عنوان “الحماقات لا تأتي فرادى في اليمن”، مشيرا إلى الطبيعة، متمثلة في إعصار ميكونو، أبت  إلا أن تشارك في مأساة اليمن المفتوحة، فضربت جزيرة سقطرى التي تعاني أصلاً من أهوال بني البشر، بعد أن أُدخلت في دوائر الصراع الدامية التي تجتاح اليمن للسنة الرابعة على التوالي.

ولفت الكاتب إلى أنه يوما بعد آخر تنكشف مظاهر إضافية لا تثبت فشل المغامرة العسكرية الحمقاء التي هندسها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولا تبرهن على وصولها إلى طريق مسدود، فحسب؛ بل كذلك على أنها تنقلب ضدها، وتنتج عواقب معاكسة تماماً، على أصعدة عسكرية وسياسية، في اليمن والمملكة ذاتها، وعلى صعيد إقليمي أيضاً.

وأضاف لأن الحماقات، لا تأتي على شاكلة النكسات العسكرية، لا تأتي فُرادى في مغامرة بن سلمان اليمنية؛ فإنّ المملكة هللت لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الغربي مع اليمن، واعتبرته هزيمة نكراء للخصم الإيراني.

وتابع: لقد تغافل ولي العهد، أو مَن يقوم بنصحه من عباقرة تحليل المشهد الجيو ـ سياسي في المنطقة، أنّ مدن المملكة ومطاراتها ومنشآتها النفطية قد تكون الضحية الإقليمية الأولى لقرار ترامب؛ ليس عن طريق إيران أو قواتها الرسمية الضاربة، مثل «الحرس الثوري» أو «فيلق القدس»، بل عن طريق صواريخ الحوثي المعتمدة على تكنولوجيا فقيرة متدنية، ولكن الكفيلة بإثارة الهلع والاضطراب حيثما سقطت.

 

القدس العربي بتصرف 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى