اخبار محليةالكل

صحيفة فرنسية: خطر انفصال اليمن بات وشيكاً و أزمة الجنوب توقف معركة الحديدة وهادي لا يمكنه العودة لعدن

ترجمة: شامية الحيدري

اتخذ اليمن في مدينة عدن الجنوبية يوم الخميس 4 مايو خطوة جادة وصريحة نحو الانفصال، فقد احتشد آلاف المتظاهرين في ساحة العروض تأييداً لمحافظ عدن المقال، الانفصالي الجنوبي عيد روس الزبيدي الذي تم تفويضه من قبل شخصيات بارزة في “الحراك الجنوبي” لتشكيل قيادة سياسية لجنوب اليمن من شأنها أن تتولى إدارة المنطقة وتقودها نحو الاستقلال.

لويس امبرت|صحيفة ” لوموند ” الفرنسية:

تعتبر مظاهرة ساحة العروض في عدن بمثابة تحدي لسلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي كان قد أقال محافظ عدن عيدروس الزبيدي بموجب قراره الذي اتخذه في 27 ابريل الماضي بالإضافة إلى إقالة الوزير هاني بن بريك- وهو من السلفيين الانفصاليين الجنوبيين. الجدير بالذكر أن الرئيس هادي مقيم حالياً في المملكة العربية السعودية ولا يمكننا تصور كيف بإمكانه العودة في وقت قصير إلى عدن وموازين القوى ليست في صالحه.

ومن الآن فصاعداً أصبح الأمر متروك للإمارات العربية المتحدة- الحامي الرئيسي لجنوب اليمن- لتتخذ قراراً بما إذا كان المحافظ الزبيدي الذي تولى زمام الأمور سيقوم بتحويل السلطة إلى حكومة بديلة ورفض سلطة الرئيس هادي.

تعتبر الإمارات العربية المتحدة أحد الأعضاء في التحالف العربي السني الذي تترأسه المملكة السعودية بغرض مواجهة الحركة الحوثية- على مقربة من إيران الشيعية- التي اتخذت من المناطق الشمالية مقراً لها. ذلك أن جماعة الحوثي لا تزال تبسط سيطرتها على العاصمة صنعاء حيث شكلت تحالفاً مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وفي المقابل، تقود الإمارات العربية المتحدة معظم معاركها البرية ضد الحوثيين من خلال اعتمادها على قوات محلية سلفية تابعة للحراك الجنوبي

توقف معارك استعادة ميناء الحديدة:

ومما  يجدر الإشارة إليه أن المحافظ الزبيدي والوزير بن بريك اللذين تجمعهما روابط قوية مع الإمارات العربية المتحدة كانا قد حافظا للتو على تحالفهما غير المستقر مع الرئيس هادي، إذ أن الأخير- الذي تعود أصوله إلى محافظة أبين جنوب اليمن- ضعيفاً للغاية ولكنه لا يزال يتولى السلطة الشرعية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة .

ويأتي هذا الاعتراف رسمياً بغرض دعم حكومته التي تنفذ قوات التحالف عملياتها لأجلها في اليمن. بيد أن هذه الحكومة تضم قوى متنوعة ذات مصالح متضاربة مثل انفصاليو الجنوب ,والإخوان المسلمين، الجماعة المشبوهة بالنسبة للإمارات العربية المتحدة،  والحليف السابق للرئيس صالح ولزعماء القبائل.

ففي الواقع أنه ومنذ يوليو 2015- تاريخ فشل حصار عدن من قبل الحوثيين الذين دفعتهم القوى الإماراتية للخروج من المدينة-  بات اليمن منقسم إلى جزأين، فقد قام جنوب اليمن- الذي لم يرتبط بشمال اليمن إلا في العام 1990 بعد قرن من الزمان ,وهو تحت الوصاية البريطانية و33 عام من الاستقلال- بدفع جنوده من أجل الحرب برعاية العين الساهرة للكفيل الإماراتي. لكن “الحراك الجنوبي” لا يزال منقسماً بشكل عميق بين مؤيدي الاتحادية (الفيدرالية) وبين مؤيدي الاستقلال.

أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة يوم الخميس 4 مايو عن تشكيل لجنة تنسيق جديدة مع حكومة هادي. بحيث تكون هذه الهيئة بمثابة مظلة وغطاء لهؤلاء القادة المتمردين من أجل تحاشي أي انزلاقات مستقبلية.

وتسببت الأزمة الأخيرة في عدن بإيقاف عملية استعادة ميناء الحديدة التي بدأت منذ ديسمبر 2016 بدون انقطاع حيث لا يزال الميناء يخضع لسيطرة الحوثيين، ولابد أن تكون هذه المعركة بقيادة الإمارات العربية المتحدة وأتباعها من “الحراك الجنوبي

ومن المنتظر أيضاً ردود الأفعال من مدينة حضرموت (جنوب شرق اليمن) فيما يتعلق بالأحداث الحاصلة في مدينة عدن، فمينائها الرئيسي المكلا, والمنطقة النفطية المجاورة التي تم تحريرها من جهادي تنظيم القاعدة في ابريل 2016 مندرجة تحت إدارة شخصيات سياسية وعسكرية محلية تابعة للرئيس هادي والحراك الجنوبي على حد سواء.

 

المصدر: المراسل نت 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى