اخبار محليةالكل

جريمة ضحيان.. خذلان أممي.. وكتابات موجوعة.. وأقارب أولياء الدم: مبتغانا “القصاص” لسنا أهالي منهاتن لنقبل بالتعويضات

رصد ومتابعة: محمد علي المطاع

بشاعة ما ارتكبه تحالف العدوان السعودي المدعوم أمريكياً وبريطانياً واسرائيلياً، وفي ظل خذلان وتخاذل أميي، بحق اليمن واليمنيين منذ الـ26 من مارس عام 2015م ليس بالهين، على الأقل على اليمنيين أنفسهم، ليتم التغاضي عنه بدليل ما تشهده البلاد من تعبئة عامة ونفير لرفد الجبهات بالرجال والمال.

وتأتي في هذا السياق الجريمة المأساوية المرتكبة بحق أطفال ضحيان والتي أدمت قلوب الأباعد قبل الأقارب لتشعل وتؤجج النار في جوانح اليمنيين وغير اليمنيين..

في هذه المتابعة كان للمحرر أن التقى مع بعض من أقارب أولياء دم الأطفال في صنعاء واستمع منهم – رغم غصة الكلمات التي كانت تخرج من أفواههم حزناً على مأساة الجرم المرتكب – إلى أقوال ترفض أي حديث عن قبول تسويات أو تعويضات بعد أن سمعوا الناطق الرسمي لتحالف العدوان يتباهى ويتفاخر أنه تم استهداف الحافلة مع سبق إصرار وترصد، وبعد أن تراجع بعد ذلك ليعتبر أن الأطفال الذين استهدفوا من العدوان عنوة بالقول إنها (أضرار جانبيه).

أحد أقارب أولياء الضحايا قال إن مبتغاهم هو القصاص الشرعي لا سواه.. وآخر أكد بالقول نحن لن ننتظر (مجلس الخوف) و(الأمم المتواطئة) – يقصد مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة – لمطالبة (الجزار الذي ذبح أبناءنا) بالتحقيق (الشفاف) لأننا قد رأينا من خلال هذه الشفافية أشلاء اطفالنا التي تعامى الداعون للتحقيق عن رؤيتها، وأضاف: ماذا يعنوا بالتحقيق؟ أليست تصريحات الناطق الرسمي واضحة وشفافة ولا تقبل أي تأويل حينما أكد أنه تم استهداف الحافلة مع سبق اصرار وترصد؟!! فأي نتائج غير هذا الاعتراف يريد مجلس الخوف والأمم المتواطئة الوصول إليه غير هذه الحقيقة؟.

وأعتبر قريب آخر لأولياء الدم إن تراجع الناطق الرسمي لتحالف العدوان عن تصريحه السابق واعتبار ما حدث لأبنائنا (أضرار جانبيه) يراد منه التملص من المسؤولية القانونية والشرعية في جريمة القتل من أجل القتل ليتم الحديث بعد ذلك عن تعويضات للمتضررين.. واستطرد قائلاً: نحن لسنا من أهالي ضحايا منهاتن لنقبل بالتعويضات، نحن مبتغانا القصاص لا سواه.

فيما يلي ننشر ما تم رصده ومتابعته من تصريحات وكتابات نشرت في وسائل إعلام مختلفة:

 

قتل مع سبق الإصرار والترصد

فقد أورد موقع “المراسل نت” في تقرير له أنه على مدى الساعات التي أعقبت مجزرة طلاب ضحيان وراح ضحيتها أمس الخميس 130 شهيداً وجريحاً معظمهم أطفال، كان الناطق الرسمي للتحالف السعودي تركي المالكي يؤكد في أكثر من قناة فضائية سعودية وإماراتية أن الغارات التي شنها طيران التحالف استهدفت قيادات الحوثيين ومسؤولين عن إطلاق الصواريخ كانوا متجمعين داخل حافلة ركاب، لكنه تراجع اليوم  الجمعة، وأعلن أن  “التحالف يحقق في تعرض حافلة ركاب لأضرار جانبية من قصف”.

هذا التراجع من قبل التحالف، وفقاً لدبلوماسي عربي تحدث لـ المراسل نت، لم يكن إلا نتيجة تفاهم سعودي أمريكي أعقب دعوة السويد وهولندا وبوليفيا مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة بشأن اليمن، للحصول على ثغرة تمكن واشنطن من ممانعة صدور قرار من مجلس الأمن لتشكيل لجنة تحقيق دولي شفاف ومستقل في مجزرة طلاب ضحيان، والاكتفاء بإعلان التحالف التحقيق في الحادثة.

ويؤكد ذلك مراسل قناة فرانس 24 في الأمم المتحدة الذي أكد أنه حدث تباين داخل مجلس الامن بشان اليمن في الجلسة المغلقة التي دعت إليها دول أوروبية وبوليفيا.

مراسل القناة الفرنسية أشار إلى أنه كان “هناك اراء مختلفة مثل السويد وهولندا وغيرها الذي طالبت بإجراء تحقيق مستقل لكن جرى التوافق وخصوصا بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الحديث  على تحقيق موثوق وشفاف، ولكن غير مستقل، مضيفاً أنه كان “هناك نوع من الرضى في نهاية المطاف بين اعضاء المجلس على اعلان التحالف بقيادة السعودية نيته اجراء تحقيق سريع حول هذا الحادث”.

وخلافاً لما جرى في الجلسة المغلقة، دعا مجلس الأمن في بيان معلن  إلى إجراء تحقيق نزيه وشفاف يحظى بالثقة في الهجوم على حافلة تقل أطفالاً من مركز صيفي في منطقة ضحيان بصعدة.

وأعرب مجلس الأمن عن قلقه العميق إزاء هجوم صعدة وجميع الهجمات الأخيرة في اليمن.

وعقب الجلسة قالت كارين بيرس مندوبة بريطانيا التي تترأس مجلس الأمن إن المجلس سوف سيتخذ الإجراءات ويتشاور مع الأمم المتحدة لاتخاذ قرارات صائبة بشأن الهجوم على حافلة الأطفال في صعدة شمال اليمن.

 

تواطؤ بريطاني إجرامي

ونقلت ترجمة خاصة لـ(وكالة الصحافة اليمنية) أن صحيفة الغارديان البريطانية، نشرت مقالاً لكاتبها العمودي اون جونيس، تحت عنوان “المملكة العربية السعودية وإسرائيل تقتلان المدنيين – وبريطانيا متواطئة”،  قال فيه  إن القتل في اليمن والأراضي الفلسطينية ترتكب باستخدام  الأسلحة والدعم البريطاني – والصمت الإعلامي؛ متسائلاً في ختام مقاله، لو أن من ارتكب جريمة قتل اطفال ضحيان  هي ايران لكان هناك دعوات لتدخل عسكري ضد ايران لإيقاف هكذا جرائم.

وتساءل الكاتب في استغراب ، ألا يمكن لمذبحة اطفال صعدة في اليمن ان تنهي الصمت  على التواطؤ الاجرامي للحكومة البريطانية في الجرائم الحاصلة في هذا البلد؟

وأشار الكاتب عن تفاصيل الجريمة قائلاً بأن ضحايا غارة الخميس كانوا أطفالاً صغاراً في حافلة في طريق عودتهم من نزهة، وكانوا  يضحكون ويمرحون  بلا شك، حيث تميل مجموعات كبيرة من الأطفال لفعل هذا، ثم  فجأة يحترقون حتى الموت حيث ما لا يقل عن 29 طفلاً من بين 43 طفلاً قتلوا، وهي فظاعة ارتكبتها طائرات المملكة العربية السعودية وحلفائها الخليجيين.

وقال الكاتب: لقد توفي الآلاف ، معظمهم على أيدي القوات التي تقودها السعودية التي نقوم  بتسليحها. لقد تم تشريد الملايين وترك البلد على حافة المجاعة. ولكن أين الغضب الوطني؟ أين التغطية الإخبارية الموضوعية  حول هذه الأهوال المرتكبة باسمنا؟ إن الفشل الذي لا يغتفر للإعلام في محاسبة الحكومة البريطانية جعل معظم السكان غير مدركين أن هذه الفضائح  تحدث.

وأشار الكاتب “ماذا سيلقي الشعب من لائمه لو ارتكب الجريمة عدو  – مثل إيران – لكانت هناك دعوات للتدخل العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة لوقف المذبحة منذ فترة طويلة”. وأضاف،  لكن لان من اتركب هذه الجريمة هم أصدقائنا وحلفائنا الجيدين ، والديكتاتورية السعودية المتشددة والمصدرة للتطرف، وبالتالي يستمر الصمت والقتل.

 

إدعاء حماية من الشلل وعجز في مواجهة الإجرام

وجاء في تحليل خاص لـ”وكالة الصحافة اليمنية” تحت عنوان: (متى تستيقظ الأمم المتحدة.. ومتى تنتهي معركتها مع “شلل الأطفال” في اليمن؟!) الآتي:

لا تكف الأمم المتحدة عن محاولة إقناعنا بأنها تقف الى جانب الشعب اليمني وأنها تبذل قصارى جهدها لحماية أبنائه من الأمراض الخطيرة التي تهدد حياتهم مثل الكوليرا وشلل الأطفال والدفتيريا والكزاز والحصبة وغيرها.

مفارقة عجيبة أن تقف نفس المنظمة الأممية مكتوفة الأيدي تجاه الاجرام الذي يمارسه النظام السعودي والاماراتي بحق أطفال ونساء اليمن للعام الرابع على التوالي، تتفرج بصمت عجيب ومريب، ويمر موظفيها ويتنقلوا بين المدن اليمنية التي تقصف ليل نهار بحثاً عن “الكزاز أو الكوليرا” في مهمة يزعمون أنها للقضاء عليه، يمرون ولا تلفت أنظارهم جثث النساء والأطفال المتناثرة على طول البلاد وعرضها.

أكثر من مائة طفل بين شهيد وجريح في آخر مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف بحق اليمنيين في ضحيان محافظة صعدة، وجبة واحدة من وجبات المجرم السعودي الذي تلذذ بلحوم ودماء نساء وأطفال اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات، مجزرة لا يمكن لكل المنظمات العالمية أن تجمع أشلائهم التي تناثرت صباح الخميس في ضحيان، ودموع شعب لا يمكن لجبال الهمالايا أن تحجب لونها الأحمر القاني.

ترى هل تستيقظ الأمم المتحدة ولو لمرة من أجل اليمن من أجل الانسانية وتفتح عيونها ولو على مجزرة واحدة؟!، هل يصحو الضمير العالمي ولو لدقائق معدودة يقف فيها الى جوار الضحية؟!،.. أم أنه بعثاتها الطبية ستترك الجرحى بين يدي المجرم ليكمل فعلته لتكمل مشوارها في محاربة ومقارعة ومطاردة “شلل الأطفال”؟!.

 

شراكة أمريكية

ونقل موقع “يمني برس”أن السيناتور الأمريكي الديمقرطي المناهض للحرب “بيرني ساندرز” أكد ان الولايات المتحدة شريكة في الجريمة الأخيرة التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي في قتل الأطفال باليمن.

وطالب السيناتور “ساندرز” في تعليقه على الجريمة المروعة التي ارتكبها العدوان السعودي بقصفه حافلة للتلاميذ اليمنيين، بوقف الادارة الأمريكية دعمها للغارات الجوية السعودية على اليمن.

وكتب ساندرز تدوينة على موقع فيسبوك حول مقتل وإصابة عشرات الأطفال اليمنيين في الغارة التي نفذها التحالف السعودي بمديرية ضحيان بمحافظة صعدة، اعتبر فيها ان الولايات المتحدة بدعمها للحرب التي يشنها التحالف السعودي في اليمن عن طريق تجهيزه بالأسلحة وتزويده بوقود المقاتلات جوا والمساعدة في ضرب الأهداف، فانها تعد شريكا في هذه الجريمة الوحشية.

ويعد ساندرز ضمن قلة من أعضاء الكونغرس الأمريكي المناهضين للحرب، وكان قد عارض سابقا التدخل الأمريكي العسكري في غرب آسيا، مضيفا: انه لا أحد يمكنه الادعاء ان دعمنا لهذه الحرب سيعزز أمننا، في الحقيقة فان العكس صحيح، فهذه الحرب لا تثير الكراهية للولايات المتحدة فحسب، وانما حسب التقارير الجديدة التي وصلتنا، فان التحالف السعودي عقد صفقة مع تنظيم القاعدة في اليمن، أي أخطر الفروع في هذا التنظيم الإرهابي والذي أعلن أن هدفه مهاجمة الولايات المتحدة.

واختتم السيناتور الأمريكي قائلا: لقد حان الوقت لوضع حد لهذه الحرب وتركيز جهودنا على وقف اطلاق النار مع وساطة الأمم المتحدة والحل الدبلوماسي.

 

تخاذل إعلامي

ونشر موقع “صوت الشورى أونلاين” عن وكالات خبراً عن صحيفة “ذا غارديان” بعنوان: (تواطؤ الحكومة البريطانية وتخاذل الإعلام يشجعان تحالف العدوان ارتكاب المجازر باليمن).. جاء فيه:

استنكرت صحيفة «ذا غارديان» مجزرة صعدة الأخيرة، المرتكبة على أيدي قوات تحالف العدوان، الذي تقوده السعودية في اليمن، مستغربة استمرار دعم حكومة لندن لـ«التحالف» المذكور، مع تشديدها على وجود تشابه بين السلوكيات الإجرامية لكل من «إسرائيل» في فلسطين، والمملكة العربية السعودية في اليمن.

وطرحت الصحيفة البريطانية تساؤلاً أساسياً مفاده: «ألا تضع، حتى هذه المجزرة بحق أطفال اليمن، حداً للصمت إزاء التواطؤ الإجرامي للحكومة البريطانية؟».

وتطرقت «ذا غارديان» إلى إسهام حكومة المملكة المتحدة في تزويد الرياض بأسلحة ومعدات عسكرية، بقيمة 4.7 مليار جنيه إسترليني، منذ بدء الحرب في اليمن، مشيرة إلى أنه «من المحتمل إلى حد كبير، أن تكون القنابل، والصواريخ، الموردة بريطانياً، قد أسقطت على رؤوس الأطفال»، الذين قضوا في المجزرة.

وأردفت «ذا غارديان» أن «بريطانيا رحّبت بالدكتاتور السعودي محمد بن سلمان قبل أشهر»، غداة كشفها عن صفقة ثنائية بين لندن، والرياض بقيمة 100 مليون دولار، إلى جانب صفقة لتوريد 48 طائرة «تايفون» إلى المملكة العربية السعودية، على نحو أفضى إلى منح الأمير «الطاغية» رصيداً إنسانياً، وإعلامياً، وفق ما ذهبت إليه الصحيفة.

وأكملت الصحيفة أن «مسألة (تورط لندن في حرب اليمن)، تصبح أكثر سوءاً»، على وقع التقارير المتداولة حول وجود «عسكريين بريطانيين متورطين بشكل مباشر، في رفد المجهود الحربي السعودي» في اليمن، لافتة إلى وجود غموض «مقصود» حيال تلك التقارير.

واستعرضت «ذا غارديان» حصيلة ضحايا الحرب في اليمن، حيث سقط الآلاف منهم على يد «التحالف»، فضلاً عن تشرد ملايين اليمنيين. ومن ثم عادت وطرحت جملة تساؤلات: «أين مشاعر السخط الشعبي البريطاني (تجاه حرب اليمن)؟ أين التغطية الإخبارية عن كثب من كل تلك الأهوال المرتكبة باسمنا».

وفي هذا المجال، شددت الصحيفة على أن «إخفاق وسائل الإعلام، الذي لا يغتفر، على صعيد محاسبة الحكومة البريطانية، ترك معظم الناس غير مدركين» لحقيقة الصراع في ذلك البلد. كما تهكمت من خلال الإشارة إلى أنه في حال كان الأمر يتعلق بدولة أخرى «معادية للغرب»، لتكاثرت الدعوات من أجل «تدخل عسكري أمريكي (ضد السعودية) لوقف المذبحة القائمة هناك منذ فترة طويلة».

ومع الإشارة إلى الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، أوضحت «ذا غارديان»، في مقال بعنوان: «المملكة العربية السعودية وإسرائيل تقتلان المدنيين، وبريطانيا متورطة»، أن كلاً من الرياض، وتل أبيب، «تعتقدان أن في استطاعتهما الإفلات من (جرائم) قتلهما للأبرياء، بمن فيهم الأطفال»، وذلك لأن الطرفين «يتمتعان بدعم عسكري، وديبلوماسي من الغرب».

وختمت الصحيفة بقولها «طالما أن بريطانيا، وحلفاءها متورطون» في مثل تلك الانتهاكات، إلى جانب «فشل إعلامنا في إنجاز مهمته المتعلقة بإعلام الجمهور بما يتم ارتكابه باسمه»، فإن «هذه الفظاعات سوف تستمر».

 

أمريكية بامتياز

كما نقل موقع “يمني برس” في تقرير خاص بعنوان: (مجزرة طلاب ضحيان أمريكية بامتياز وتمت بعد ساعات من قرارات صدرت عن خارجية أمريكا)، أن وزيرة حقوق الانسان أكدت في مؤتمر صحفي عصر اليوم السبت ان الصاروخ الذي اطلق على الحافلة التي كانت تحمل طلاب ضحيان هو نفس نوع الصاروخ التي ارتكبت به مجزرة القاعة الكبرى في صنعاء أمريكي الصنع في دليل جديد على أن المجزرة أمريكية بامتياز.

ارتكاب طيران العدوان السعودي الامريكي صباح الخميس مجزرة بشعة باستهداف باص نقل يحمل طلاب احدى المدارس العلمية في ضحيان كانوا في طريقهم نحو مدينة صعدة في رحلة ترفيهية، مما أدى الى استشهاد 51 طفلاً واصابة 77 آخرين بينهم عدد من المعلمين وعدد من المتسوقين، جاءت بعد ساعات من تصريحات وزارة الخارجية الامريكية يوم الاربعاء 8 أغسطس 2018، والتي أعلنت أمريكا بصراحة أنها تدعم كافة الاعمال القتالية للسعودية في اليمن بما فيها الجرائم.

فقد منحت الولايات المتحدة الامريكية يوم الاربعاء الماضي أي قبل يوم من مجزرة طلاب ضحيان الضوء الاخضر للسعودية والامارات بشن هجوم عسكري كبير على صعدة والحديدة في إشارة الى أن أن أمريكا هي من تقود العمليات في اليمن.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الامريكية هيذر نويرت ”للمملكة العربية السعودية بالتأكيد الحق في محاولة القضاء على بعض اللاعبين السيئين. لقد رأينا ما حدث في ميناء الحديدة، وعدم القدرة على التدفق الحر للبضائع القادمة”.

واكدت هيذر نويرت ”أن لدى الولايات المتحدة مخاوف بشأن ما يفعله من أسمتهم “المتمردون الحوثيون” غير آبهة بتدمير اليمن وارتكاب المجازر البشعة وتدمير ميناء الحديدة الذي يعد الشريان الرئيسي لليمن”.

وقبل وقوع المجزرة حذر خبراء عسكريون من هذا الإعلان كونه اعلان حماية مسبوقة وهو ما كشفت عنه مجزرة طلاب ضحيان التي هي واحدة من أفظع المجازر التي ارتكبها العدوان بحق اليمنيين، ولعل المواقف الدولية التي لا تتخطى الاوراق والمواقف الضعيفة يكشف أن المجزرة أمريكية وجاءت بعد الاعلان الصريح عن رفع وتيرة استهداف المدنيين في اليمن.

الاعلان الامريكي والغطاء الكبير الذي تقوم به عالمياً ليس بجديد فأمريكا تشارك في العدوان على اليمن بل وتقود كافة الأعمال التدميرية الأمر الذي يجعل الشعب اليمني يستمر في المواجهة بشكل كبير لمواجهة من يريد خنقه وقتل الملايين جوعاً.

 

خبط عشواء

وكتب موقع “يمن برس” تحليلاً تحت عنوان: (السعودية باحثةً عن إنجاز.. أطفال صعدة «هدف مشروع»!) الآتي:

يضرب تحالف العدوان على اليمن عرض الحائط بكل الجهود الأممية المبذولة لإنهاء الحرب. رغم تحديد موعد لإطلاق مشاورات السلام مجدداً، يواصل «التحالف» هجماته الدموية، التي حصدت أمس أرواح عشرات الأطفال في صعدة. مذبحة مُروِّعة تؤكد سلطات صنعاء أنها لن تمرّ من دون ردّ يوازي حجم فظاعتها، وهو ما سيفتح على السعودية أبواب مزيد من الفشل والاستنزاف

يضرب تحالف العدوان على اليمن خبط عشواء. لا يدري من أيّ باب يمكنه الولوج إلى انتصار. محاولات التقدم المتواصلة على جبهة الساحل الغربي لا تسفر عن شيء يُذكر. والسعي المستمرّ إلى «قطع رأس الأفعى» في صعدة بات أشبه ما يكون بعرض هزلي. أما صنعاء، فقد انتهى أمر الرهان على إمكان إسقاطها منذ زمن.

ما العمل إذاً؟

توقف السعودية عبور شحناتها النفطية عبر باب المندب، مُستدعِيةً العالم إلى تدخل فوري وعاجل لحماية الملاحة الدولية، فتكاد لا تلقى مجيباً. ترفع صوتها بالمطالبة بتعميق الشراكة الأميركية – الغربية في الجريمة، تحت ستار ضرورة «تحرير» الحديدة لوقف تهريب السلاح، فلا يفيدها «الحلفاء» بأكثر مما أفادوها به إلى الآن، على فداحته.

واقعٌ لا تجد الرياض طريقة للتعامل معه سوى بمزيد من الأخطاء والمجازر، التي ستستدعي «حتماً» رداً يمنياً يوازي حجم المأساة، مع ما سيعنيه ذلك من إغراق إضافي للمملكة الطائشة – التي يقودها محمد بن سلمان – في وحول صعبة، لم تعد تعرف طريقاً للخروج منها بماء الوجه.

يوم أمس، كانت محافظة صعدة، التي نالت كفايتها من آثار العدوان منذ اندلاعه في آذار/ مارس 2015، على موعد مُتجدد مع المذبحة. أكثر من مئة يمني، معظمهم أطفال، كانوا في طريقهم إلى مقرّ دورة صيفية في مدينة ضحيان، سقطوا ما بين قتيل وجريح بغارات لطيران «التحالف» على سوق ضحيان. آخر حصيلة حتى مساء أمس أشارت إلى 50 قتيلاً ما يزيد على نصفهم من الأطفال الذين لا يفوق عمر أكبرهم 13 سنة، و77 جريحاً. لم تنكر السعودية مسؤوليتها عن الغارات التي وقعت لحظة توقف السائق لابتياع ما يروي به عطشه، لكنها تجرّأت على وصف الضحايا بأنهم «هدف عسكري مشروع».

منطق مقلوب ليس مستغرباً على «التحالف» الذي كان الناطق السابق باسمه، أحمد عسيري، برّر استهداف المدارس بأن «ميليشيات الحوثي» تستخدمها لتجنيد الأطفال. وها هو خَلَف عسيري، تركي المالكي، يدافع عن مذبحة ضحيان بالقول إن «الميليشيات الحوثية تتخذ الأطفال أدوات وغطاءً لأعمالها الإرهابية»، وإن من كانوا على متن الحافلة التي استهدفها القصف هم من «المخططين والمشغلين لإطلاق الصواريخ» على السعودية.

ومن أجل إضفاء صدقية على تلك الادعاءات، عمدت القنوات الإعلامية السعودية إلى الترويج لأسماء «قادة ميدانيين» زعمت أنهم قُتلوا في الغارات، وهم «المسؤول عن التجنيد والمتهم بتدريب صغار السن وإرسالهم لجبهات القتال علي صالح فايع، وأحد أبرز المدربين على الأسلحة والرماية محمد عبدالله ستين، ومدرب القناصة أبو العز المراني».

نفت مصادر في صنعاء سقوط أيّ من قيادات «أنصار الله» في الغارات

لكن مصادر مطلعة في صنعاء نفت، في حديث إلى «الأخبار»، أن يكون أي من قيادات «أنصار الله» العسكرية أو المدنية قد قُتل أو جُرح بفعل هجوم صعدة، موضحة أن من سقطوا من الراشدين هم إما من أصحاب المحال التجارية والباعة في سوق ضحيان، وإما من المعلمين والكوادر التربوية الذي كانوا برفقة الأطفال، واصفةً ادعاءات «التحالف» في هذا الإطار بأنها جزء من «عمليات التضليل» التي اعتادتها السعودية والإمارات، والتي كانت آخر تجلياتها (قبل مذبحة ضحيان) الادعاء بمسؤولية «أنصار الله» عن مجزرة مستشفى الثورة وسوق السمك في الحديدة أواخر الأسبوع الماضي.

تضليل لم يدفع، هذه المرة، «ثلث البشرية» الذي قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس إنه وقف مع بلاده ضد كندا، أو ما يزيد أو ينقص، إلى التغطية على الجريمة السعودية الجديدة. إذ أجمعت المنظمات الدولية الإنسانية، وفي مقدمها «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» و«منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف) و«منظمة الصحة العالمية» و«المجلس النرويجي للاجئين» و«أنقذوا الأطفال» و«أطباء بلا حدود»، على إدانة المجزرة «الغريبة والمخزية والمعبّرة عن استخفاف صارخ بقواعد الحرب»، وتحميل «التحالف» المسؤولية عنها، والدعوة إلى تحقيق «كامل وفوري ومستقل» فيها.

حتى الولايات المتحدة، الشريك الغربي الأول للسعودية في عدوانها على اليمن، لم تستطع إيجاد مسرب يمكن من خلاله الدفاع عن الرياض، وحقها في «محاولة القضاء على بعض اللاعبين السيئين» كما كانت تقول قبيل ساعات من جريمة صعدة، فدعت على لسان الناطقة باسم وزارة خارجيتها هيذر نويرت، «التحالف»، وحكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، إلى التحقيق في الهجوم.

دعوة لا تهزّ الاعتقاد الراسخ لدى «أنصار الله» بأن «أميركا وبريطانيا تتحمّلان مسؤولية هذه الجريمة وسابقاتها من الجرائم التي تُرتكب بسلاحهما» وفق ما أكد رئيس «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي، الذي اعتبر مذبحة ضحيان دليلاً على أن «قيادة تحالف العدوان ترفض السلام»، جازماً أن «جرائم العدوان لن تزيد الشعب اليمني إلا تماسكاً وصموداً». وهو ما شدّد عليه أيضاً الناطق باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، بعد وصفه تبريرات «التحالف» لمجزرة صعدة بأنها «قمة السخف والسقوط… وقبح يُضاف فوق الجريمة».

على أن أكثر ما بدا لافتاً من بين ردود صنعاء على الجريمة، والتي سُجّل ضمنها أيضاً بيان المكتب السياسي لـ«أنصار الله» الذي توعّد «التحالف» بـ«ردّ قاس»، إصدار وزارة الدفاع في حكومة الإنقاذ هي الأخرى بياناً دانت فيه المجزرة، مؤكدة أن «وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة لن تترك مثل هذه الأعمال الجبانة والمدانة تمرّ من دون عقاب مضاعف في الزمان والمكان اللذين تراهما مناسبين»، ما يعني أن الرد العسكري على هجوم صعدة «آتٍ حتماً» وفق ما تقرأ مصادر في صنعاء في بيان «الدفاع».

 

اهتمام وتنديد

ورصد موقع “متابعات” بعض التناولات على مواقع التواصل الاجتماعي نشر تحت عنوان: (مجزرة اطفال ضحيان تهز مواقع التواصل الاجتماعي: ادانات لشخصيات سياسية وإعلامية).. وقال الموقعحظيت مجزرة ضحيان باهتمام واسع وغير مسبوق على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في المواقع العربية، حيث تداول الآلاف هاشتاغ مجزرة ضحيان.

وشاركت شخصيات سياسية واعلامية وصحافية في التنديد بالمجزرة. فيما أكد السيناتور الأميركي بيرني ساندرز أن ادارة ترامب شريكة في هذه الجريمة لصمتها حيال ما يجري، ودعمها لنظام الحكم في السعودية.

مجزرة ضحيان شمالي اليمن، فرضت نفسها علی مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية وحظيت بتفاعل واسع بجسامة الجريمة التي راح ضحيتها اطفال ابرياء.

النائب في مجلس الأمة الكويتي صالح أحمد عاشور، هاجم قوى تحالف على اليمن في تغريدة له على تويتر ووصف المجزرة في ضحيان بالهجوم البربري والحرب القذرة؛ متسائلاً عن الفائدة التي تجنيها السعودية من استمرارها في حربها على اليمن.

الاعلامية العمانية بثينة البلوشي تساءلت عن الذنب الذي اقترفه هؤلاء الاطفال، حتى يقتلوا بهذه الطريقة؛ مضيفة انهم لم يحملوا الاسلحة ولم يشاركوا في حزب او تيار سياسي معين. وخاطبت من يحاولون تبرير هذه المجزرة بأن مصيرهم لن يختلف عما وجده هؤلاء الاطفال.

الناشطة السياسية اليمنية توكل كرمان ايضاً وصفت تحالف العدوان على اليمن بتحالف الشر الاماراتي السعودي، وتوعدته بالعقاب على ما اقترفه بحق اطفال ضحيان.

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني شاكر زلوم شن هجوماً عنيفاً على حكام السعودية، واصفاً اياهم بالصهاينة وان ما يقومون به في اليمن لم يفعله النازيون. وقال زلوم انه يجب ان تختلف اساليبب الرد ليتحقق الردع.

السيناتور الأمريكي الديمقرطي بيرني ساندرز اعتبر ان الولايات المتحدة شريكة في هذه الجريمة عن طريقه دعمه بالاسلحة. مطالباً الادارة الامريكية بوقف دعمها للغارات السعودية على اليمن.

أما على المستوى الشعبي، فقد غصت مواقع التواصل الاجتماعي بمواقف الاستنكار وكيل الشتائم لمرتكبي هذه المجزرة، ليتصدر في اكثر الدول العربية هاشتاغ مجزرة اطفال ضحيان.

النشطاء تساءلوا عن سر الصمت وغياب المنظمات الاممية والمحاكم الدولية، محملينها مسؤولية هذه المجازر، كما اكدوا على ان قتل الابرياء ليس من الشريعة في شيء، وترفضه جميع الشرائع السماوية.

 

انتفاضة تضامن

ونقل موقع “العهد” خبراً بعنوان: (لأول مره.. انتفاضة شعبية في السعودية تضامناً مع اليمن) جاء فيه:

أقام ناشطون، ليل الجمعة، وقفة تضامنية في منطقة القطيف شرق السعودية تنديداً بجريمة العدوان السعودي الأمريكي بحق طلاب ضحيان التي راح ضحيتها 131 شهيداً وجريحاً بينهم 96 طفلا.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للمشاركين في الوقفة وهم يرفعون لافتات تستنكر صمت الأمة الإسلامية والعربية والمجتمع الدولي أمام مجازر قتل الأطفال في اليمن.

ورفع المشاركون في الوقفة لافتات كتب عليها “مجزرة ضحيان ستكون وصمة عار على كل المسلمين المتخاذلين بسكوتهم”، و”يقتلون أطفال العرب بلا رحمة وبلا مروءة ولا إنسانية، آل سعود عار على الإسلام”، و”لن نصمت على ظلمكم وقتلكم الأطفال الأبرياء يا آل سعود المجرمين، فصمتنا يعني تخاذلنا”.

ورفع آخر لافتة كتب عليها “الأمة الإسلامية التي تلتزم الصمت تجاه ما يفعله الإرهاب السعودي في نساء وأطفال وشيوخ اليمن هذه الأمة عار على الإسلام”.

 

صناعة أمريكية.. وجرائم تغطية

وفي خبر خاص لموقع “يمني برس” تحت عنوان: (مصدر عسكري يكشف تفاصيل القنبلة التي استهدفت الأطفال في سوق ضحيان)، جاء الآتي:

كشفت مصدر عسكري بوزارة الدفاع اليمنية مساء اليوم السبت تفاصيل القنبلة التي استهدفت بها طائرات تحالف العدوان حافلة تقل عشرات الأطفال من الطلاب في سوق مدينة ضحيان بمحافظة صعدة أمس الأول وخلفت 51 شهيد و79 جريح, بينها 15 جثة  لا تزال مجهولة الهوية حتى الآن كحصيلة غير نهائية.

وأكد المصدر أن القنبلة التي استهدفت الأطفال في سوق ضحيان صناعة أمريكية من نوع MK82  الموجهة بالليزر, مشيراً إلى أن العدوان استخدم هذا النوع من القنابل الأمريكية في قصف القاعة الكبرى وقصف مناسبة عرس حجة وسجن الزيدية وغيرها من المنازل والمنشآت.

ووفق مصدر في جهاز الاستخبارات فقد أكد وصول معلومات جديدة بأن تحالف العدوان أوعز لمرتزقته بقصف المناطق السكنية في #تعز و #مارب و #الجوف للتغطية على جريمة #صعدة واتهام الجيش واللجان بارتكاب الجرائم, في محاولة للتغطية على هذه الجريمة المروعة بحق الطلاب في محافظة صعدة وصرف أنظار العالم عنها.

 

أكثر إجراماً ووقاحة وانحطاطاً

الصحافي محمد عايش كتب مقالاً تحت عنوان: (الانحطاط والوقاحة.. تبرير أبشع المجازر التي يشهدها تاريخ الإنسان المعاصر) ونشره موقع “يمنات”.. جاء فيه:

ودائماً عليك أن تترقب ما بعد الجريمة الوقحة لتشاهد سلسلةً من ردود الفعل بشأنها ذات طابع أكثر إجراماً و وقاحة وانحطاطاً.

قال بعضٌ من معاقي الضمير: منذ متى كان في صعدة حافلات لنقل الطلاب؟

وقالت بعض حيواناتٍ ترتدي ثياب الآدمية: منذ متى كانت هناك مدارس في أغسطس؟!

وقالوا وقالوا، ولا يزالون يقولون ويتقولون.. والغرض معروف: تبرير مجزرة من أبشع المجازر التي يشهدها تاريخ الإنسان المعاصر: أكثر من خمسين طفلاً ما بين قتيل وجريح بضربة واحدة من قاتل متوحش لا يميز بين محارب ومدني ولا رجل وامرأة ولا طفل ومسن.

يا أسوأ من القتلة؛ حتى لو كان عبد الملك الحوثي، بنفسه وشخصه، على متن تلك الحافلة، وسط أو لئك الأطفال، أو حتى لو كان قد اتخذ من خمسين طفلاً درعاً بشرياً صريحاً وفجاً؛ فإن قصفه مع الأطفال يعد جريمة بشعة لا يبررها أعوج منطقٍ في الكون كله.

حتى التحالف المجرم صرح اليوم مسؤول فيه، ولو بذر الرماد على العيون؛ إنهم بصدد إحالة القضية إلى التحقيق..

لقد أرهقت الجريمة النكراء حتى مرتكبها المجرم نفسه، بينما اليمنيون المنحطون، والمنغمسون في الانحطاط على مدى ثلاث سنوات وأكثر؛ منهمكون في التبرير للجريمة!

يا الله لماذا كل هذا الوباء؟!

وَيَا الله لماذا على أطفالنا أن يدفعوا ثمن كل هذا الوباء؟

 

ذبح على مائدة المجتمع الدولي

الكاتب اسماعيل المحاقري كتب مقالاً بعنوان: (التحالف “العبري” يذبح الطفولة في اليمن على مائدة المجتمع الدولي..!) ونقله موقع “يمني برس” عن موقع “العهد”.. جاء فيه:

مرةً أخرى لا يجدُ تحالفُ العدوانِ السعودي الأمريكي من فريسةٍ سهلة ومتاحة للانقضاضِ عليها والتعبيرِ عن حالةِ اليأسِ والإحباطِ التي يعيشُها نتيجةَ فشلهِ العسكريِّ في تركيعِ الشعبِ اليمنيِّ وإخضاعِه على مدى ثلاثة أعوام ونصف إلّا الأطفال.. مجزرةُ ضحيان صعدة بحقِّ العشراتِ من البراعم شاهدٌ جديدٌ على أنَّ الطفولةَ في اليمن تُذبحُ من الوريد  إلى الوريد على مائدةِ المجتمعِ الدوليِّ الصامتِ والمتواطئ.

صباح يوم الخميس التاسع من شهر آب/ أغسطس … كان العشرات من طلاب المراكز الصيفية لتعليم القرآن الكريم وعلومه على موعد مع رحلة ترفيهية.. رحلة اللاعودة.

 وهم يستقلون الحافلة والفرحة تغمرهم بعد ليل طويل سلب نومهم، أتى دواعش الجو ليخطفوا فرحة هؤلاء الأطفال وأرواحهم معاً لتنتهي الرحلة قبل أن تبدأ.

الفاجعة وقعت، والأشلاء تناثرت وامتزجت معها دماء الطلاب مع المعلمين بفعل قنابل أمريكية بريطانية انقشع غبارها على مشهد مأساوي اختلطت فيه مشاعر الحزن والأسى بالرجاء والتمني.

والناس يهرعون إلى مسرح الجريمة أنفاسهم محبوسة وأرواحهم مقبوضة وقلوبهم تخفق ألما وقهرا سبق الأجل الآمل فاتجه الأب لاحتضان طفله الشهيد بين ذراعيه والأم هناك أغمي عليها من هول الصدمة وثمة من كان يقلب بين الضحايا بحثا عن قريب أو جريح يتلوى من شدة الألم والمصاب ليسعفه.

المشهد كان قاسيا والصور مؤلمة تختزل مآساة شعب لا ينظر العالم المنافق لمظلوميته ولا يبدي أي تحرك للمجازر اليومية بحقه رغم اكتمال أركانها ومعرفة فاعليها وداعميها.

وقد بلغت الصفاقة والوحشية منتهاها لم يجد ناطق العدوان السعودي الأمريكي من دعوى لتبرير واحدة من أبشع جرائم حربهم المرتكبة بحق الشعب اليمني إلا إدعاءه الفج بأن الهدف عسكريا ومشروعا ما ينم عن حقد دفين لدى مسوخ العصر واستهتار واضح بأرواح الأطفال والمدنيين.

وهكذا ومع سبق الإصرار والترصد أقر المجرم بجريمته البشعة بحق عشرات الأطفال وبكل تبجح واستكبار تباهى بمنظومة استخباراته وتجسسه الأمريكية التي رصدت حافلة الطلاب قبل استهدافها بشكل مباشر دون مراعاة لتواجدها وسط سوق شعبي مكتظ بالناس وهو ما ضاعف من حصيلة الضحايا في صفوف المدنيين وأثبت بحق قبح المجتمع الدولي وعار الأمم المتحدة رهينة المال السعودي والهيمنة الأمريكية.

وطالما والسعودية والإمارات تخدمان المصالح الأمريكية فجميع الأعيان المدنية والمدارس والمستشفيات والأسواق الشعبية وحتى المساجد ودور العبادة أهدافا عسكرية مشروعة، كذلك فإن قتل وتشويه الأطفال في اليمن يتناسب كليا مع القانون الدولي والإنساني بحسب تعليق ناطق العدوان وهو يلوك في حق الضحايا مزاعم تعكس حجم الهزيمة الأخلاقية لمعسكر العدوان.

المسؤولون عن إطلاق الصواريخ والمشغلين لها والمخططين الذين استهدفتهم الطائرات المعادية في صعدة بحسب ادعاءات العدو كانوا أطفالا في عمر الزهور لا يملكون شيئا بأيديهم سوى ما حمله بعضهم من غذاء وشراب زهيد في حقائب مختومة بشعار اليونيسف منظمة الطفولة المذبوحة لجهلهم بدورها المشبوه وتآمرها بصمتها الدائم ومواقفها الخجولة في قتلهم وقتل 3000 آلاف طفل آخرين قبلهم.

أطفال لاذنب لهم ولا حول لهم ولا قوة يخافون من إبرة الطبيب ويبكيهم مرارة الدواء والحديث عن المستشفيات أمامهم يرعبهم ويقلقهم حتى وهم جرحى بين الموت والحياة يحسبون لهذا لكن وبقدرة الإعلام السعودي تحولوا  فجأة  إلى خبراء صواريخ.

ومع كل ذلك التضليل والتآمر، الحقيقة تبقى ثابتة وراسخة فثقافة القتل من أجل القتل ان كانت سائدة لدى “داعش” فكيف إذن بـ”أم الدواعش”.. ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ).

م.م

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى