اخبار محليةالكل

تقرير : ماذا حدث للشهيد مبخوت صالح مبخوت النعيمي قبل وبعد اختطافه وتصفيته

بعد دخول قوى العدوان والإرهاب (وادي ملح والنعيمات) في أغسطس 2016م  كان الشهيد مبخوت صالح النعيمي مستقراً في بيته وفوق ممتلكاته مع زوجته فقط بعد إخراج أطفاله، كحال بعض أبناء قريته الذين بقوا في بيوتهم وفوق ممتلكاتهم وغيرهم ممن اضطروا للبقاء إلى جانب مرضاهم أو كبار السن والعجزة  أو المعاقين، في حين أن أغلب أبناء القرى في وادي ملح قد تركوا منازلهم وكل ممتلكاتهم خلفهم ونزحوا عبر الجبال الوعرة حفاظاً على أنفسهم وأطفالهم ونسائهم بعد أن استهدف طيران العدوان منازل العديد منهم، وقُتل عشرات الأطفال والنساء ناهيك عن قنص العديد من الأطفال والنساء والرجال وقصف المزارع والممتلكات والبيوت بالمدفعية الثقيلة، كان في حسبان الشهيد أن القادمين هم يمنيون يتحلون بالأخلاق والقيم وتمنعهم تعاليم  ديننا الحنيف من أن يمسوا أي إنسان مستقر آمن في بيته وفوق أملاكه، وأن للمساكن حرمةً لديهم كما قال رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وآله وسلم: “كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه”، وكل القوانين والمواثيق الدولية تجرم ذلك، لكن ما إن وصلوا حتى قاموا باستباحة قرى النعيمات خاصة في وادي ملح، وسلب كل ما في منازلها، واعتقال كل أبنائها، بما فيهم الشهيد، وللمرة الثالثة تم اعتقاله وأخذه إلى ما يسمى مركز المنطقة العسكرية السابعة بفرضة نهم.

حينها جاء أخوه غير الشقيق أحمد المغرر به في صفوف المرتزقة إلى البيت ولم يجده ، فذهب إلى ما يسمى المنطقة السابعة مكان احتجازه مراجعاً عليه، ومكث خارج مكان التحقيق إلى جانب أخيه المعتقل لديهم لمدة أربعة أيام تحت التحقيق، ولأنهم لم يجدوا عليه شيء، تم الإفراج عنه وأعطوه تصريحاً ليعود ويبقى في بيته بمعرفة أخيه، وعاد الاثنان إلى المنزل مطمئنين بأنه لن يتعرض له أحد.

وخلال مدة غياب أخيه لأكثر من 18 يوماً تعرض لمضايقات عدة وتخويف وتهديد وتم فرض الإقامة الجبرية عليه في بيته، وحين قدم أخوه لزيارته وجده في حالة مخيفة لكثر ما تعرض له من تهديدات ومضايقات وتخويف وإقامة إجبارية ومنعه حتى من توفير أبسط احتياجاته الضرورية من أكل وماء، ناهيك عما شاهده بأم عينيه من ممارسات لا تنم عن أخلاق مسلم من اعتقالات ونهب ما في البيوت وتكسير مزارع القات، وسحب السيارات، واقتحامات وغيرها،  حينها أدركا أن البقاء في القرية أمرٌ فيه خطر على حياته وزوجته، فقررا في تاريخ 1/10/2016  اصطحابه مع زوجته فوق سيارته وإخراجهما إلى مأرب، وما إن وصلوا إلى نهاية وادي ملح، وبالتحديد نقطة الشرطة في المشجح التي تبعد عن معسكر الفرضة 2 كيلومترتقريباً قام أفرادها باختطافه من جانب أخيه وزوجته وسحبه من السيارة مباشرةً دون أي تفاهم أو إيضاح، بحجة أنه ضمن قائمة المُبَلغ بهم، وعاد أخوه بزوجته إلى المنزل بعد أن اتفق معهم أن يقوموا بالتحقيق معه حتى عودته وفك احتجازه، وحال رجوعه إليهم لم يجده وأفادوه أنه قد تم تسليمه لاستخبارات ما يسمى المنطقة العسكرية السابعة بالفرضة، وذهب إلى هناك ولم يجد من يفيده بشيء وظل هناك لعدة أيام ولم يحصل على أي معلومة تفيد عن مصير أخيه.

وبين مدينة مأرب والفرضة ظل يتابع ويراجع على أمل أن يجد أحداً يطمئنه عن مصير أخيه، واستنجد بأصدقائه من أبناء نهم المنظوين في صفوف العدوان وغيرهم، وتحركوا في إطار البحث ومراجعة مسئولي المنطقة والاستخبارات، ولم يصلوا إلى نتيجة، وكان المؤكد أنه في سجن استخبارات ما يسمى المنطقة السابعة بالفرضة، وبعد فترة من المراجعة أفاد مسئولو استخبارات ما يسمى المنطقة السابعة أنه قد تم إرساله إلى الاستخبارات العامة بمدنية مأرب وظل البحث جارياً حتى جاء موضوع التبادل عن طريق أحد قادة ما يسمى مقاومة صنعاء وهو الدكتور/ عبد الحميد عرامان من أجل إجراء عملية التبادل بأحد أقاربه السجين في صنعاء، وبعد جهد كبير تم الاتفاق على تبادل الشهيد وآخر من أبناء قرية النعيمات الموجود في أحد سجون مأرب  مقابل إطلاق سراح عدنان قايد عرامان  السجين بصنعاء، وبعد تنسيق طال أمدة تم إخراج السجين عدنان عرامان وتسلميه إلى أحد الوجهاء من أبناء النعيمات تحت إشراف لجنة التبادل، وظل ثلاثة أيام لديه مع تمكين جميع أهله وأسرته من زيارته  والجلوس معه حتى يتم الإبلاغ من مأرب بالتحرك إلى نقطة إجراء عمليات التبادل، واتفقوا على تحديدها في طريق (رداع مأرب) واستمر الانتظار على أمل نجاح العملية  حتى آخر لحظة، وتم إعلان الطرف الآخر عبر ممثلهم الدكتور/ عبد الحميد عرامان، عن فشله في مساعي إخراج الشهيد ورفيقه، وأن ذلك يحتاج إلى وقت، ثم قاموا بإبلاغ المنسق بإرجاع السجين عدنان عرامان، وعلى أثر ذلك تم إعادة السجين عدنان عرامان واستلامه من قبل اللجنة وإعادته السجن، وبحسب إفادة الدكتور عبدالحميد عرامان أنه استدعى مجموعة فاعلة من أبناء نهم لمساندته والوقوف معه، كانت أولى تحركاتهم اللقاء بما يسمى قائد المنطقة السابعة المدعو إسماعيل الزحزوح الذي أبلغهم أن المختطف الشهيد قد قُتل أثناء اعتقاله بعد نقله إلى زنزانة في مقر ما يسمى استخبارات المنطقة السابعة بفرضة نهم،  وبحسب رواية الزحزوح أن أحد السجناء الذي كان سجيناً بتهمة السرقة وهو أحد أفراد اللواء 314 بالفرضة، من أبناء محافظة إب الدمنة، قد قام بعد وصول الشهيد إلى الزنزانة بساعات بالاعتداء عليه وخنقه حتى فارق الحياة حسب روايتهم، برغم تواجد سجين آخر فيها دون أن يتدخل، وفي الصباح جاء المحققون لإخراج السجناء وجدوا الشهيد ميتاً، كما تدعي الرواية الهزلية والمظللة وتقول أن السجينين تمكنا ليلاً من فك فتحة في سقف الزنزانة وهربا منها وحسب ما ذكر في الرواية بعد البحث والتحري تم إلقاء القبص على السجين الآخر الذي أكد أن العسكري التابع للواء 314 هو الجاني الذي قام بخنق الشهيد، وبعد مدة شهر ونصف تم إلقاء القبض على الجاني حسب روايتهم في سيئون وتم إحالته إلى ما يسمى بالنيابة” انتهت الرواية المظللة للحق والحقيقة .

 لقد كان إبلاغنا بفاجعة مقتل وتصفية أخينا الشهيد يوم الأحد 26 مارس 2017م من قبل الدكتور/ عبدالحميد عرامان بعد فشله ومن معه في مساعي إنجاح عملية التبادل لإخراج أحد أقربائه عدنان عرامان مقابل الشهيد وآخر من النعيمات.

 

خلاصة لأهم الجرائم المرتكبة في حق الشهيد التي برزت حتى الان :

1-   الاختطاف من فوق سيارته ومن جوار عائلته التي كانت معه فوق السيارة .

2-   كان الغاية من الاعتقال هو تصفية الشهيد حسب السيناريو الزمني الذي تمت فيه التصفية .

3-   الإخفاء من تاريخ اعتقاله وتصفيته 1 / 10 / 2016 م حتى 26 / 3 /  2017 م حسب روايتهم لمدة ما يقارب ستة أشهر.

4-   . مخطط الاغتيال المسبق للاعتقال .

5-   عدم الكشف عن مصير الجثة من تاريخ بلاغنا 26 / 3 / 2017 م حتى الان.

6-   تحويل أسرة الشهيد إلى ضحية لروايات المتعددة والمتضاربة والمدروسة من قبل العدوان ومنفذي الجريمة حول مصير الشهيد بين تصفيته في سجن ما يسمى المنطقة السابعة، أو تصفيته في مقر الاستخبارات العسكرية في مارب وبين رواية اخرى تقول بانه سلم الى السعودية وتم تصفيته نتيجة للتعذيب في سجونها ، واحيانا يقال بانه لا زال حياً لديها.

 

  وتظل الحقيقة في علم من قام بالتخطيط واعطاء الاوامر باختطاف الشهيد مبخوت وتنفيذ الجريمة بعيداً عن أعين الناس، لكنها لم تكن خافية عن أعين الخالق، وما تلك الرواية الأو المسرحية التي نسجتها استخبارات ما يسمى المنطقة العسكرية السابعة بالفرضة ، والتي لا يقبلها عقل ولا منطق إلا دليل كامل على أن الجناة الفعليين هم قادة السلب والنهب والارتزاق ممن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء والمظلومين، ومن يدعمهم من قيادة دول العدوان، وسيحيط الله بهم عاجلاً أم آجلاً إحاطة عزيز مقتدر، إنه على كل شيء قدير . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى