أخبار عربي ودوليالكل

أمريكا تنسحب من اليونسكو كمقدمة للانسحاب من الأمم المتحدة

يشير ميخائيل زوبوف في صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” إلى أن واشنطن تخطط لتسوية القضايا العالمية من دون مشاركة المنظمات الدولية.

الولايات المتحدة تنسحب من اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة). وقد بررت الخارجية الأمريكية قرار الانسحاب بأن الولايات المتحدة تنفق على دعم هذه المنظمة أكثر من غيرها، ولكنها لا تحصل على أي شيء في المقابل.

غير أن الأمر في هذه الحالة أخطر بكثير هذه المرة. فالانسحاب من اليونسكو هو الخطوة الأولى للانسحاب من منظمة الأمم المتحدة، ومحاولة لإنشاء نظام جديد تماما لا مكان فيه للمجتمع الدولي، وحرمان 200 دولة من حق التصويت، لكي تصبح تسوية المسائل العالمية من حق مجموعة دول عظمى.

وللتعرف على أسباب وعواقب هذا القرار، طلبت الصحيفة من مدير معهد الولايات المتحدة وكندا التابع للأكاديمية الروسية للعلوم فاليري غاربوزوف توضيح الأمور.

إلام تسعى واشنطن؟

يأمل فاليري غاربوزوف ألا تنسحب الولايات المتحدة من الأمم المتحدة. إذ إن خطوة الانسحاب من اليونسكو والخطوات الأخرى المشابهة (مثل الانسحاب من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ) لا تجعل العالم أكثر استقرارا. وهذا ليس دليلا على أن ادارة ترامب تنتهج سياسية رشيدة. لأن هذا التطرف الطفولي والخطوات قصيرة النظر تحول الولايات المتحدة من دولة ضامنة للاستقرار العالمي إلى مسببة لعدم الاستقرار. وهذا أمر سيئ للولايات المتحدة، ولا سيما أن المساهمة في المنظمات الدولية وتسوية مختلف المشكلات مع الآخرين جعلت من أمريكا مقرا للمنظمة الدولية.

وبالطبع، تعاني الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها بما فيها اليونسكو مشكلاتٍ عديدةً، يجب حلها. لقد تحولت الأمم المتحدة إلى مكان بيروقراطي ضخم للكلام وإنفاق الأموال، ولكنها لا تعمل شيئا. وهنا ترامب على حق، ويجب اصلاح آليات بيروقراطية عديدة.

–      هل هدف هذه الخطوة هو إجبار المنظمة الدولية على إجراء إصلاحات؟

وما فائدة الانسحاب من المنظمة؟ بهذا لا يمكنك معالجة المشكلات التي تعانيها، لأنك خارجها. هذه الخطوة ليست إصلاحا. التطرف – عدو الإصلاح، ولا يمكن بالتطرف بلوغ الأهداف المنشودة، بل فقط زعزعة وتدمير البنية، التي ساهمت في إنشائها أجيال عديدة. خطورة ترامب هنا تكمن في أنه لا يدرك هذا الأمر، ويرتاح من هذه الحركات المتطرفة.

ما حاجة ترامب إلى المنظمة الدولية؟ وهل يعتقد بإمكان حل القضايا العالمية من البيت الأبيض أو مقر الناتو؟

ويحدونا الأمل بظهور أشخاص يمكنهم إقناعه بعكس ذلك، كما قال الخبير.

 

هذا، وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة الدولية ليست من صنع الولايات المتحدة، بل من صنع يد جميع دول التحالف المناهض لهتلر. لقد أنشئت هذه المنظمة من أجل منع نشوب حرب عالمية جديدة وتوحيد جهود اللاعبين الرئيسين في العالم. فمن دون الولايات المتحدة لن يبقى معنى لوجود المنظمة الدولية ومجلس الأمن التابع لها. ونتيجة لهذه الخطوة غير المسؤولة، لن تبقى هناك حواجز لمنافسة جيوسياسية بين روسيا والولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى