إبراهيم بن على الوزيرنافذة على كتاب

نفحات من كتاب كي لا نمضي في الظلام(الحلقة 11)

نفحات من كتاب كي لا نمضي في الظلام(الحلقة 11)

لابد من ثورة ضد الطغاة ولا يمكن لأي فرد أن يتحمل ذلك أو جماعة بل لابد من توعية الشعب والعمل بمنهجية واضحه تلبي طموحات الشعب مع الحرص الكبير واليقظة العالية من عملاء الطغاة لأنهم يقومون بتجميع وزارات ورئيس وزراء وذلك لتلميع وجوههم القبيحة هم والطغاة الذي يعملوا لصالحهم، تلك الوجوه التي تظل متمسكة بكل قدرات الشعب سواء السياسية أو الاقتصادية أو الشوروية فهم كل شيء في نظريتهم، ولكن ذلك لا يثنينا عن المضّي في النضال السلمي والتضحية من أجل ذلك وحتى يتحقق للشعب حكم نفسه بنفسه ويكون هو سيد القرار ويكون الحاكم أجيراً عند الأمة وليس الأمة أجيرة عند الحاكم، ذلك هو منبع للحرية. إن قداسة الإنسان كبيرة ولها معاني كثيرة في الأرض وفي السماء والله جعل ما في الكون في خدمة هذا الإنسان فإن بعد العسر يسر وبعد المذلة حرية يقودها المفكرين وينفذها الأبطال، تلك هي غاية من غايات الإنسان ولعل مفكرنا الكريم المجاهد إبراهيم بن علي الوزير والذي نقتبس من كتابه ( لكي لا نمضي في الظلام ) حيث العنوان في نفسه كافي من أجل الأمة لا تمضي في الظلام ويكون لديها حرية مطلقة وفق القانون الإلهي الذي أُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم القرآن الكريم والسنة. وبين أيدينا ذلك الكتاب الذي نقتبس منه ” خامساً: الاعتراف شكلاً بعدم قدرة الفرد بأن يكون بشخصه حكومة تجمع كل الوظائف التافهة والجليلة منه فكان من أثر ذلك تلك المحاولة الساذجة التي قصد منها خداع شعبنا عن الحقيقة في وزارة السيوف عقب فشل ثورة 1367هـ ( 1948م) تلك الوزارة التي لم تجتمع في تاريخ حياتها المظلم مرة واحدة والتي كان اسمية فقط، والوزارة الملفقة عقب فشل انتفاضة الجيش عام 1375هـ ( 1955م) حين صدر بيان للناس – إلى جانب احتفاظ الإمام بسلطته كحاكم مطلق ومرجع أول وأخير في كل كبيرة وصغيرة من الأمور طبعا – في تشكيل الوزارة أو المهزلة الجديدة – أو الاستجابة والنزول عند موجبات التطور على حد تعبير بيان الإمام، فكانت وزارة بلا رئاسة، أو الإمام نفسه احتفظ بحق الرئاسة على غرار ما يحدث في الجمهوريات الرئاسية (بعيداً طبعا عن المنحنى الشوروي !! ) على رأس وزارة أسمية، اذ لا تعدوا هذه الوزارات التي تضمنها هذه الوزارة (الاسم بلا مسمى) بكل ما في الكلمة من معاني، من معنى إذ لا مكاتب لهذه الوزارات ولا اختصاصات ولا كادر ولا عمل والوزارة الوحيدة الموجودة في اليمن هي وزارة الخارجية في الأونة الأخيرة على الرغم من هزالها المبين … هذه هي المهزلة أو الوزارة التي فصلتها الرجعية موهمة الشعب أنها خطوة إلى الأمام.. يتضح من ذلك الرجعية بدأت تغير اللون الذي تظهر به بدأت تشعر بقوة الشعب. “ انتهى الاقتباس. ونستكمل بقية الاقتباس من البند خامساً في الحلقة القادمة إن شاء الله.

كما اشار مفكرنا الكريم في تلك الكلمات المفعمة بالحرية للبشرية من جبروت طغاة العصر فإن للطغاة الأن وسائل عدة لإيهام الشعوب بأنها تمشي في مصالحهم وهي في الحقيقة عكس ذلك، وتعمد الأنظمة إلى استكشاف وتحديد مكامن القوة والضعف لدى الشعب، من خلال أجهزته الأمنية وعيونه المنتشرة في كل ركن. ويتم التعرف وحصر أسماء المثقفين والمفكرين والعلماء الذين يتبنون مشروعاً ديمقراطياً تنويريا، وتحديد القوى والشخصيات التي تسعى أو تفكر في التغيير، وكذلك تحديد أي شخص يحمل فكراً مخالفاً أو ناقداً. ثم يقوم النظام بالقضاء على مصادر قوة الشعب، أو إضعافها إن تعذر القضاء عليها لسبب أو لآخر. فيعمل على شل فاعلية الأحزاب والحركات والأفراد، ويلاحق المعارضين، ويفتح السجون بتهمة أو بدون تهمة، وتشويه الخطاب النقدي لبعض المفكرين والعلماء، حتى تشويه سمعتهم الشخصية، ويعمل على الإقصاء التام لكافة الأصوات المخالفة. ويعمد على فرض رقابة صارمة على حركات الناس وأفعالهم واقوالهم، حتى وأنفاسهم، ويعمل ما يستطيع لفرض رقابته ووصايته على مصادر العلم والمعرفة والمعلومات، ويحجب مواقع في الشبكة العنكبوتية يعتبرها خطرة على نظامه. ثم يسعى الحاكم ونظامه إلى إغراق الشعب بكل ما يلهيه عن مطالبه الرئيسية، وكل ما يشتت تركيز الناس ويمنعهم من التفكير بواقعهم، ليصبح تأمين القوت اليومي الشاغل الأساسي للناس. فيتحول الوطن إلى مناسبات لا تنتهي، ومهرجانات فنية وأدبية، وأيام وطنية، وكرنفالات رياضية، ومسابقات يشارك بها البشر تنظمها وسائل الإعلام بجوائز مالية مغرية. ويقوم الحاكم بمنح الامتيازات للجهلة والسفهاء الذين يتصدرون المشهد الإعلامي سياسياً وثقافياً واجتماعياً، وعلى الأصعدة الأخرى المتعددة، بينما صوت المثقفين والعلماء يتم طمسه أو اعتقاله. وتعمد الأنظمة إلى ضرب منظومة القيم والمُثل لدى المواطن، من خلال جعل الحياة ضنكة وغير ميسرة، مما يجعل معها الإنسان لا يعود يهتم بالقيم، وتصاب روحه المعنوية بمقتل، إذ يصبح عاجزاً وانهزامياً وتبريرياً يؤمن أن مصابه هو مصاب الجميع، وهذا تماماً ما تبتغي الأنظمة تحقيقه. لا يكتفي الحاكم مما سبق، بل يعمل على تشكيل معارضة مفبركة، حتى يظهر الجانب الديمقراطي من نظامه الاستبدادي. يعتمد سياسة شراء الذمم بالأموال أو المناصب، لتتشكل بطانة للنظام تسبح بحمده، وتملأ الفراغ الذي أحدثه الغياب القسري للمثقفين والمفكرين الحقيقيين، فيلتف حول السلطان بعض رجال الدين المدّعيين، والمثقفين السطحيين، والجهلة والمنافقين. وعند رصد اية حركة لفعل شيء ما من قبل الشعب، يعمد النظام إلى قوة الردع القاسية، ثم يعقبها بإطلاق الوعود المعسولة والتطمينات المختلقة، الهدف منها حقن الشعب بالشعارات المخدرة. هكذا يقوم -بعض-الحكام العرب وأنظمتهم باستغفال الشعوب وتليين طبائعهم لتطويعهم ثم إخضاعهم.

 shababunity@gmail.com

بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى