كتابات فكرية

المعلم…..وتحولات المستقبل

المعلم…..وتحولات المستقبل

يعتبر المعلم الأساس في المنظومة التعليمية وحجر الزاوية فيها ، ولا يمكن أن نتحدث عن تعليم بدون أن يأخذ المعلم حقوقه كاملة بدون نقصان، وفى الوقت الذي يشهد العالم صراع معرفي وتقنى وفى كافة المجالات وتتسابق الأمم من أجل النهوض ، تبقى الحالة العربية واليمنية على وجهة الخصوص  فى هذا الشأن قاتمة وتستدعى التحرك فورا ، وإذا ما نظرنا للتعليم  في بلادنا  فأنه يشهد تراجعا مهولا و تدنى مخيف، فيما يقدم من معارف ولا يلقى اى اهتمام من صناع القرار، في ظل التسارع الكبير  فيما يخص التعليم وتطوير ومناهجه بما يواكب العصر وتحولاته ، والتي تهدف إجمالا إلى  تحسين جودة التعليم.

كل ذلك بالطبع ينعكس إيجابا على قدرات التلاميذ وتكوين شخصيتهم المتفردة، الأمر الذي  يبقى كل ذلك  مرهونا بالمعلم والإيمان بدورة من كل أطياف المجتمع وتقديرهم للمهام الكبرى الذي يقومون بها  ، فى صقل هذه الشخصية السوية والتي من شأنها الانخراط مستقبلا في الحياة العملية وإسهامها  في عملية البناء والتطور ، قد لا يعلم الكثيرون أن ميزانية التعليم مثلا في فرنسا هي الأكبر مقارنة بالوزارات الأخرى،  حيث بلغت 58مليون يورو سنويا مقارنة بوزارة الدفاع إلى بلغت بنحو 18مليون يوروا ، وهذا أن دل على شيء فأنه يدل مدى الاهتمام الكبير بالمعلم والتعليم بشكل خاص ، فراتب المعلم على سبيل المثال في اليابان يفوق راتب الدبلوماسي والوزير  عشرات المرات ناهيك عن المميزات التي يحصل عليها فى هذا البلد الذي أصبح من أكبر اقتصاديات العالم ، ولعلل من الحري بنا أن نشير في هذه العجالة إلى المعلم بيدرو كاستيلو (51 عاما) الذي فاز برئاسة البيرو و هزم مرشحة الطغمة المالية كيلو فوجيموري (46 عاما) ابنة الرئيس السابق مرشحة اليمين الشعبوي ، صاحبة البرنامج النيوليبرالي الذي دمر البلاد وأفقر السكان، حيث يعد بيدور كاستيلو  “أول رئيس فقير للبيرو”، وتضمن برنامجه الانتخابي تم  تخصيص  10% من الناتج المحلي للتعليم  كما قام تخفيض فوري رواتب الوزراء والنواب إلى النصف والغاء الرواتب مدى الحياة ، وبدأ في عملية تطوير واسعة في بلدة الذي يعد من أفقر بلدان العالم، إلى أن استطاع اختراق  الخطوط الحمراء  وعكس المعادلة ، فى ظل مجتمع متفهم للدور الذي يقوم به المعلم والذي أوصله لسدة الحكم ويصبح  رئيسا، وما يحزن في النفس هنا أن يكون كل ذلك يجرى وتسابق الأمم الزمن من أجل التطور ومواكبة العلوم واثبات النفس ، يكون وضع المعلم  اليمنى  فى أدنى سلم الاهتمامات ،الأمر الذي أدى إلى ما نراة اليوم من تراجع على كافة المستويات ، ولن يكون هناك اي بصيص امل او وثوب  نحو المستقبل المنشود ، مالم يكون  التعليم والمعلم فى الطليعة وتحت دائرة الاهتمام وما دون ذلك سنظل نراوح اماكننا وسنشهد المزيد من التراجع والانكماش الحضارى والمعرفى على حدا سواء ..

أقرأ أيضا:التعليم في اليمن إلى أين؟

*عبدالرحمن الشيباني

صحفي وكاتب يمني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى