إبراهيم بن على الوزيرنافذة على كتاب

البحر الأحمر يدق الشاطئ بعنف ..كتاب للأستاذ المفكر الإسلامي إبراهيم بن علي الوزير

البحر الأحمر يدق الشاطئ بعنف ..كتاب للأستاذ المفكر الإسلامي إبراهيم بن علي الوزير

البحر الأحمر يدق الشاطئ بعنف ..كتاب للأستاذ المفكر الإسلامي إبراهيم بن علي الوزير

     «البحر الأحمر يدق الشاطئ بعنف»، كتاب للسياسي والمفكر الإسلامي الأستاذ إبراهيم بن علي الوزير -رحمه الله-. صدر عن دار المناهل، ويقع في 127 صفحة بالقطع المتوسط.

ومؤلف الكتاب هو الأستاذ إبراهيم بن علي الوزير أحد الرموز الثقافية والسياسية في اليمن الكبير.

ولد الأستاذ إبراهيم الوزير ونشأ في مدينة تعز عام 1932م. التحق بالمدرسة العلمية بمدينة صنعاء. غير أنه لم يكمل دراسته بسبب اعتقاله مع والده بعد فشل ثورة الدستور 1948م بقيادة السيد الإمام عبد الله بن أحمد الوزير، والتي عقبها قتل مجموعة من أسرته آل الوزير، ومنهم والده الأمير علي بن عبد الله الوزير.

اعتقل الأستاذ إبراهيم  في «قلعة القاهرة» بمدينة حجة. وهناك درس على ثلة من علماء اليمن الكبار، ثم أطلق من سجنه، ثم هاجر إلى مصر، وحصل هناك على دبلومي دراسات عليا، ثم عاد إلى اليمن، والصراع بين الملكيين والجمهوريين على أشده، فكون ما عرف بـ «القوة الثالثة» التي لم تنتمِ لأي منهما. ثم أسس بعدها حزب «اتحاد القوى الشعبية»، وتولى رئاسته، واستقر في مدينة واشنطن في الولايات المتحدة إلى أن توفاه الله بلندن في 28/ 6/ 2014م.

له كثير من المؤلفات منها:

1-  لكي لا نمضي في الظلام.

2-  بين يدي المآساة.

3-  بدلاً من التيه.

4-  الحصاد المر.

5-  الشرق الأوسط من العروبة إلى الإسلام.

6-  على مشارف القرن الخامس عشر الهجري.

7-  خيانة الانتهازية لليمن بالاشتراك مع الأستاذ محمد الرباعي.

8-  الميثاق في سبيل الله والمستضعفين.

9-  زيد بن علي جهاد حق دائم.

10-  الطائفية آخر ورقة للعالين في الأرض.

11-  وفي سبيل الله: المصرف السابع من الزكاة.

12- إحدى الحسنيين.

13-  الإمام الشافعي داعية ثورة ومؤسس علم وإمام مذهب.

14-  زهراء اليمن أم في غمار ثورة (سيرة لوالدته). مخطوط.

15-  البحر الأحمر يدق الشاطئ بعنف.

16-  الإنسان خليفة الله على الأرض.

17-  الإسلام منهج حياة أبدي.

18- قرآن الفجر تفسير لبعض السور القصار.

له قصائد كثيرة غير أنه لم يجمعها في ديوان، ومنها قصيدته التي حيا بها مصر عام 1952م:

لك يا مصر آية التمجيدِ* ملأت بالسنا سماء الخلودِ

وتغنت قيثارة الفجر نورًا* فهي سكرى صدحة التغريدِ

أملٌ ضاحكٌ يرف على الأفـ* ـق رفيف المنى بثغر الوليدِ

وله قصيدة في رثاء أبيه الأمير علي بن عبد الله الوزير -رحمه الله-:

يا لهف نفسي كم أُعذبُّ بالبكاء وبالقصيدِ

 نفسٌ تَقَطع بالاسى والحزن والألم المبيدِ

روحي تلاشت في دخان الهم والكمد الشديدِ

أواه لو أستطيع ان أشتف من ألمي نشيدي

وأذيب أنوار الأصيل قوافيًا ترثي وجودي

حزني تغلغل في دمي الظامي وفي قلبي العميدِ

هو في ضمير الكون إعوالٌ يصفد بالقيودِ

هو أنةٌ خرساء تشوي في حشا صدرٍ حريدِ

هو عبرةٌ وطفاء تبكي مصرع النور الشهيدِ

أودى وفي شفتيه بسمة مؤمنٍ حرٍّ جليدِ

وتحوم حول رفاته أعمال ماضيه المجيدِ

 يمشي وقد خلع الجلال عليه زاهية البرودِ

في موكب تصغي السما فيه لأغنية الخلودِ

الكتاب سيرة  مأساوية حزينة لما قاسته هذه الأسرة الكريمة بعد فشل ثورة 1948م، حيث نكل بكثير من رجالها، ولم يسلم حتى النساء من هذا الظلم والقسوة، بدءًا من الفتيان والصبية الصغار الذين زج بهم في السجون، والأم التي فارقت زوجها، وذاقت مرارة الترمل وفرقة الأولاد، ثم تلك الفتاة (أمة الخالق) التي لم تجاوز العشرين من ربيعها التي تضرب بعقب بندق أحد العساكر الأجلاف منتهكًا كل الأعراف والأخلاق والأديان.

قال أمير المؤمنين -علي رضي الله عنه-: “ولقد كنا نؤمر بالكف عنهن، وهن مشركات، وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالهراوة أو الحديد فيُعَّير بها عقبه من بعده”.  

هذه الفتاة المُنَغصَّة الشباب تصاب بمرض الرئة الذي بدوره يؤثر على كليتها، وحتى يتم إسعافها إلى الحديدة لامتصاص المياه بفعل الحرارة، يحتاج الطبيب الإيطالي فينروني إلى تحرير رسائل للإمام وبعد إحالتها لأخيه، يتم حملها برفقة أخيها زيد الذي لم يجاوز الخامس عشر من عمره على سيارة مثقلة بالأحمال على غير العادة؛ حتى لا تجد هذه الفتاة المسكينة وأخوها أي مكان ليجلسا عليه، مشيعين بدموع أمهما الحارة، ودعواتها الحزينة.

ما هذه القسوة التي تخجل منها الإنسانية؟

ما هذه الأخلاق التي تبرأ منها القيم والأديان السمحة.

تموت أمة الخالق -رحمها الله-  في مدينة الحديدة- تلك المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، ويُمنع الناس الذين قاموا بتشييعها عن الاجتماع في المسجد لتلاوة القرآن على روحها الطاهرة.

ومع كل ذلك، فلم تخل الحياة من ذوي الشهامة والمروءة أمثال القاضي محمد حسين العمري- أمير لواء الحديدة الذي غمرهم بكرمه ولطفه، وأنزلهم منزلاً طيبًا، وقام بما يحتاجون إليه، وتوفير العلاج الذي تحتاجه الفتاة المريضة، وعاملهم معاملة الأب البر الرحيم. وهكذا هي الحياة ملأى بما يسوء ويسر، ويجرح ويأسو، ويحزن ويفرح.

وكأني بالأستاذ إبراهيم، وهو يودع أخته الشابة أمة الخالق التي ماتت غريبة بعيدة في هذا الفصل الحزين، كان يردد أبيات دعبل الخزاعي:

سأبكيهمُ ما حج لله راكبُ* وما ناح قمريُ على الشجراتِ

سأبكيهمُ ما ذَرَّ في الأرض شارقٌ * ونادى منادي الخيرِ بالصلواتِ

وما طلعت شمسٌ وحان غروبُها * وبالليلِ أبكيهم وبالغَدَواتِ

فيا نفس طيبي ثم يانفس أبشري* فغير بعيدٍ كل ما هو آتِ

ولا تجزعي من مدة الجور إنني* كأني بها قد آذنت بشتاتِ

اقرأ أيضا:رسالة من على سرير الموت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى