اخبار محلية

تباع محلياً وعالمياً..أثار أب تستغيث

تباع محلياً وعالمياً..أثار أب تستغيث

*عبدالغني اليوسفي

الاثنين 23يناير2023 تتعرض المواقع الأثرية في اليمن لعمليات نبش وحفر عشوائي واسع النطاق ،أحد هذه المواقع الأثرية مدينة ظفار الأثرية في محافظة أب ، حيث تعرضت لعمليات نبش خلال الفترة الماضية نتج عنها استخراج عدد من الآثار منها تمثال برونزي يزن (684) جراماً بطول يزيد عن 20 سم وعرض (6.5) سم ، وقد تكرم الباحث القدير الأستاذ غيث هاشم بتزويدي بصور هذا التمثال وكان الدكتور أحمد شمسان من هيئة الآثار قد قام مشكوراً قبل قليل بنشر فيديو عنه أيضاً وعن وجه الأسد البرونزي المستخرج من نفس الموقع.

إن النشر عن القطع الأثرية المعروضة للبيع ، يمثل بلاغاً يجعل المشتري الأجنبي والمحلي يحجم عن الشراء ويقلل فرص البيع في المزادات ، كما يحمل سلطات إنفاذ القانون المسئولية عن تتبع البائعين واستعادة القطع المنشور عنها.

ثانيا :- شاهدنا منشور اعلان بيع تمثال قتباني ضمن مناطق وسط اليمن. صورة رقم2

بيع بــ (1.27) مليون دولار !

من مجموعة غيدو سيتي ، إريتريا

تمثال لامرأة من قتبان، اليمن (ارتفاع 60 سنتيمتراً)، تقف على قاعدة مستطيلة عالية مع مد ساعديها ، يدها اليمنى مفتوحة ، بينما يدها اليسرى مشدودة ، ترتدي ثوبًا طويلًا ، ووجهها بيضاوي الشكل مع ذقن صغير مدور ، وشفتين ممتلئتين كأنهما وعدٌ بقبلة، وأنف طويل مستقيم ، وعينان مطعمتان بخطوط تجميلية بارزة. ، وحواجب مقوسة بدقة.

من مجموعة غيدو سيتي ، مصوع ، إريتريا ، حوالي عام 1925م، المكونة من تسعة تماثيل حصل عليها من اليمن أثناء ما كان يملك شركة أسماك في مستعمرة مصوع الإيطالية، وفقًا لرسالة أرسلها إبرام ليرنر في عام 1965م ، الذي كان حينها أمينًا لمجموعة هيرشورن في نيويورك ، قام برونو سيتي “وشقيقه” (على الأرجح جيدو) برحلات متكررة إلى جنوب الجزيرة العربية لشراء التوابل ؛ وفي رحلة واحدة ، أحضر برونو المجموعة بأكملها إلى مقرهم في مصوع، وقد تضمنت تسعة تماثيل واقفة من المرمر ما عدى تمثالاً واحداً.

بيع في دار سوذبي للمزادات، نيويورك في 5 ديسمبر 2007م بمبلغ وقدره مليون ومئتان وسبعون ألف دولارا أمريكي.

ثالثا:- شاهدنا كتابات لالم هروب اثار العود. عدد من الصور رقم (٤)

أثار جبل العود … دلالة الحضارة اليمنية القديمة .

نبذه عن جبل العود من خلال زيارة ميدانية للجبل قبل عدة أعوام مضت .

 جبل العود عبارة عن قمة شاهقة ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 2880متر تقريبا ، وهذا الجبل محاط بالصخور الحادة شاهقة الارتفاع من كل الاتجاهات .. بل إن بعض الصخور ميولها عكسي إلى الخارج بفعل النحت الطويل لطبقات من الصخور الضعيفة السفلية مما زاد من تحصين هذا الجبل ومنعته …. الجبل كان له بوابة رئيسية كبيرة في الجهة الشرقية تسمى ” باب النفر ” ومنحوته داخل الصخور ومازالت الفتحة موجوده حتى الأن ومتصله بطريق عريض مرصوف بالأحجار يربط الحصن بالعالم الخارجي .

عند التفكير بزيارة الحصن أولا يجب صعود سلسلة الجبال من مستوى قاع وادي بناء من جهة شرق  وصولا إلى قرية صناع ثم الصعود عبر طريق قديم مازالت أثار الرصف بالحجر موجود حتى اليوم …. عند الصعود فوق الجبل يشعر الإنسان وكأنه وصل إلى قمة العالم ليكتشف بأن ظهر الجبل يشبه سطح سفينة عائمة فوق السحاب  الجهة الغربية من الجبل كتلة مرتفعه من الصخور مقام فوقها بقايا المستعمرة البشرية القديمة وكأنها مكان السيطرة والتحكم بالسفينة … امتداد الجبل من الجهة الشرقية والجنوبية والشمالية اقل انخفاضا من الجهة الشرقية وفيها أراض زراعية وسجون قديمة وخزانات مياه …. الخ .

بقايا المباني عبارة عن سرادق لإقامة حامية الحصن الحربية مما يعني أن هذا الموقع كان في زمن معين ميناء بري لاستقبال وتوديع قوافل التجارة …. السرادق ملحق بها دار للقيادة ومعبد.

يعتبر جبل العود أحد أهم المواقع الأثرية المكتشف فيها الكثير من الآثار التي تثبت بأن اليمنيين القدامى كانت لهم علاقات تجارية  بحضارة الفراعنة والرومان والصين والهند وأن التماثيل المكتشفة بهذا الجبل هي نسخ قديمة نحتت وشكلت باليمن بأيادي يمنيين ووجدت لها نظائر في بلدان الحضارات الأخرى ربما تقليدا لها مثل تمثال أبو الهول المتوج وتمثال الملكة نادين صدقي …. التماثيل المكتشفة عكست مدى رقي حضارة اليمن القديم من خلال الثياب الراقي الذي حاكه اليمنيين ولبسوه ثم نقلوه مع تجارتهم إلى الأراضي البعيده … مثلا تمثال نادين صدقي يشبه الكثير من التماثيل اليونانية ويشبه أحد الهتهم ويتزين بثياب تشبه الثياب الرومانية .

 جوار جبل العود كان يمر أحد أهم طرق التجارة العالمية في ذلك الوقت انه “درب أسعد الكامل” … وكان حصن جبل العود تحت سيطرة القتبانيين وتمر القوافل تحت جنح هذا الحصن ثم تعبر أراضي الريدانيين القريبه منهم لتصل الى ساحل تهامة والعقبة ثم عكا في فلسطين .

 نظام التزود بالمياه بالجبل حيث المستعمرة البشرية كان حاضرا …. يوجد خزان مياه منحوت بالصخور فريد من نوعه عبارة عن قمع مقلوب إلى الأسفل منحوت بالصخور عرض قطر الخزان يزيد عن الخمسين المتر وعمقه يزيد عن العشرين مترا …. تم نحت الخزان بالصخر وبناء حلقات دائرية من الأحجار المهندمة من الأسفل للإعلاء كانت تستخدم كدرجات للنزول والصعود …. هذا الخزان الرئيسي لحصاد مياه الأمطار كان كافيا لتزويد المستعمرة البشرية بالمياه طوال العام إلى جانب عدد من الخزانات الصغيرة المتناثرة هنا وهناك واحدا منها داخل صرح المعبد.

أثار ساقية من القضاض تربط الخزان بالمستعمرة وعلى ما يبدو أن المياه كانت ترفع من الخزان بواسطة الثيران وتصب بالساقية المتصله بالمعبد والمساكن لتصب في بانيوهات نحتت من الصخور مازالت موجوده حتى اليوم .

يوجود فةق الجبل حبس يسمى ” حبس دكيم ” منحوت في الصخور الشرقية الشاهقة ذات الميول العكسي للداخل … هذا الحبس نحت بطن الجبل وله فتحه واسعة تطل على هاوية الجبل ربما عملت للتهوئة والاضاءة … فتحة الدخول العلوية عبارة عن فتحة دائرية نحتت بالصخور وتسد بقطعة صخر ضخمة من الاعلاء لا يمكن تحريكها إلا من الاعلاء لحاجة النزول او الصعود يحرسها شخص واحد فقط … إنزال المحكوم عليهم يتم عبرها إلى بهو الحبس المطل على الهاوية … جدران الحبس مزودة بحلقات نحتت بالصخور يبدو أنها استخدمت لربط المحكوم عليهم بالسلاسل.

طريق القوافل تمر أسفل قمة الجبل ولها مخنق واحد للعبور هو رأس “حده” اتيه من مدينة قعطبة والضالع من موانئ بحر العرب تستريح وتبيت وربما تدفع ضرائب على حدود مملكة قتبان مع ذي ريدان ثم تواصل مسيرها …. النقش الموجود على صخرة عند مدخل بوابة الجبل تحدث عن تلك الفترة التاريخية وحروب قتيان مع ذي ريدان .

أقرأ أيضا:أثار اليمن تباع في مختلف متاحف العالم

رأي اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى