اخبار محلية

النعيمي لـ 26سبتمبر: الرؤية الوطنية واجهت إرث سلبي في المفاهيم المنهجية وعشوائية التخطيط والتنفيذ ،واليوم تم ارسا أسس العمل المؤسسي والتقييم والمتابعة وإزالة الاختلالات والعشوائية

صنعاء/ صوت الشورى

ثورة ٢١ سبتمبر جسدت أهدافها في مواجهة العدوان وتحرير اليمن من الهيمنة والتبعية

أكد الأستاذ محمد صالح النعيمي عضو المجلس السياسي الأعلى أن الرؤية الوطنية أحدثت العديد من التحولات، وذلك من خلال استنهاض مؤسسات الدولة والتحول من العشوائية في إدارة الدولة إلى منهجية التخطيط الاستراتيجي القومي، واعتماد نماذج المتابعة والتقييم في تنفيذ الخطط وتحديد مؤشرات الانجاز.

وقال عضو السياسي الأعلى في حوار مع صحيفة 26سبتمبر أمس بأن ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيد حدثاً تاريخياً مهماً في تاريخ اليمن التحرر من الهيمنة والتبعية والوصاية.

مضيفا بأن بلادنا استعادت من خلال هذه الثورة الخالدة مكانتها الحضارية والقيادية في المنطقة ،وامتلاك قرارها السيادي والسياسي تجاه العديد من قضايا الأمة المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومقاومة كل مشاريع الهيمنة والاستكبار العالمي.

حول ذلك وغيره كان حوار الأستاذ محمد صالح النعيمي عضو المجلس السياسي الأعلى ومسؤول ملف الرؤية الوطنية بالمجلس فإلى الحوار..

* بمناسبة ذكرى الثورة المجيدة ثورة الـ 21 من  سبتمبر.. ماهي قراءتكم لمضامين وأهداف الثورة، في ظل المتغيرات المحلية الإقليمية والدولية؟

** عادة ما تقاس الثورات بنصوص ومضامين أهدافها والقيم التي تحملها وتمارسها قيادة الثورات، والمقارنة بين أهدافها ومدى تجسيدها في أرض الواقع من خلال مؤسسات الدولة، إضافة إلى المقارنة بين الواقع الذي ثارت عليه وبين الواقع الذي تمارسه وتدعيه حتى لا تظل أهداف الثورات مجرد شعارات تردد والواقع على النقيض.

وإذا قارنا بين أهداف وغاية ثورة ٢١ سبتمبر نجدها قد جسدت أهم أهدافها في مواجهة العدوان لتحرير اليمن من الهيمنة والتبعية لدول الاستكبار العالمي السعودية وأمريكا، ومن أجل دافعت عن السيادة الوطنية وعملت على صد ذلك التدخل الخارجي بكل قوة وحزم.

من هذا المنطلق واجه شعبنا العدوان بصبر وثبات واقتدار،على الرغم أن قيادة الثورة انطلقت من موقع الصفر في إمكانيات المواجهة العسكرية والاقتصادية، وها هي اليوم تحقق الانتصارات والانجازات على مدار ثماني سنوات، ومن هنا تميزت ثورة ٢١ سبتمبر وقيادتها في مواجهة العدوان وقيادة الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية التي أصبحت اليوم جزءاً من الجيش اليمني الواحد والموحد، وحققت الانتصارات بذلك الصمود والثبات الذي يعد معجزة تاريخية أنجزها الشعب اليمني بقيادة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله.

كما حافظت الثورة أيضاً على مسار الشراكة السياسية ومواصلة العمل على تحقيق المصالحة الوطنية وتجسيدها من خلال العفو العام وتأمين عودة المغرر بهم من صفوف المرتزقة إلى صف الوطن.. وفي جانب البناء وإصلاح مؤسسات الدولة اتخذت الثورة نهجاً علمياً وعملياً ومؤسسياً، تجسد في اعتماد الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة كمسار لبناء الدولة، وهذا سيأخذ وقته الزمني اللازم لذلك.

إستراتيجية جديدة للتحرر

* يعد العدوان الصهيوني الأمريكي السعودي والإماراتي، من أهم التهديدات التي واجهت الثورة الفتية عقب قيامها.. ألا يعكس ذلك حجم العداء الإقليمي والدولي لهذه الثورة؟

** اعتمدت إستراتيجية الاستعمار والاستكبار العالمي والاحتلال الصهيوني على السيطرة  على القرار السياسي والتنموي والثقافي لدول المنطقة لاستغلال ثرواتها، والتحكم في حاضرها ومستقبلها، ومنع أي توجه أو سياسة لهذه الدول تعمل على تحقيق عوامل التحرر السياسي والتنموي والعلمي والصناعي ، وعلى هذا الأساس ظلت الشعوب تواقة للتحرر والاستقرار السياسي والتنموي، وكذلك تواقة إلى تحرير  فلسطين من الاحتلال الصهيوني.. وقيمت هذه الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية الغربية بان توجه ومنطلقات ثورة ٢١ سبتمبر ستؤسس لإستراتيجية جديدة للتحرر من هذه التبعية والارتهان، وعلى ضوء ذلك اعتمدت قرار العدوان على هذه الثورة الفتية لإخضاعها وإفشالها حتى لا تكون نموذجاً للتحرر في المنطقة.

المنهج القرآني

* برأيكم ماهي العوامل التي مكنت أبناء اليمن من الصمود والمحافظة على استمرارية ثورة 21 سبتمبر؟

** من أهم العوامل التي حققت الصمود والثبات والانتصارات العسكرية والسياسية، نموذج القيادة الربانية وقدرتها وصلابة إرادتها ورقي إيمانها بالمنهج القرآني الذي وحد الأمة العربية والإسلامية كمنهج حمله رسول الرحمة المهداة للعالمين عليه وعلى آله أزكى الصلاة وأتم التسليم.

ونظراً لأهمية المنهج القرآني الذي حرر القبائل العربية من التيه وعبادة الأصنام، ووحدها وحررها من هيمنة الفرس والروم آنداك لتصبح خير أمة أخرجت للناس، ونتيجة لذلك أدركت دول الاستكبار العالمي الصهيوني الحديثة هذه الأهمية والخطورة التي قد تتشكل ضدها عند العودة إلى استنهاض الأمة بهذا المنهج الرباني الكفيل بتحرر الشعوب ودولها من هيمنة صنمية أمريكا والصهيونية، والتيه الذي يتحكم في حاضر الأمة وشعوبها، ولذلك شنت عدواناً بربرياً غاشماً بكل إمكانياتها وقدراتها العسكرية وهيمنتها السياسية والاقتصادية.

ولهذا تحققت للشعب اليمني عوامل تطلعاته التحررية وتوافرت عواملها في نموذج القيادة والمنهج القرآني الذي يجب حماية نقائه من اي استهداف أو تشويه.

تجسيد للنماذج  القرآنية

* ثورة 21 سبتمبر ثورة جماهيرية بامتياز.. ما دلالة الالتفاف الشعبي والمشاركة الواسعة من كل فئات المجتمع ومكوناته السياسية والاجتماعية في قيام الثورة والدفاع عنها؟

** أهم العوامل التي أدت إلى الالتفاف الشعبي للدفاع عن أهداف الثورة هي:

• نموذج القيادة الثورية والقيم التي جسدتها كقيم ربانية.

• المنهج القرآني الذي يعتبره اليمنيون منهجهم الذي آمنت به الأمة الإسلامية لشموليته للدنيا والآخرة.

• العدوان العسكري والسياسي والاقتصادي الذي شنه دول تحالف الشر والاستكبار، بكل وحشيه وطغيان وتسبب في دمار واستباحة كل شيء في اليمن أرضاً وإنسانا.

• الدفاع عن اليمن والعمل على تحقيق مبدأ التحرر من الارتهان والهيمنة لدول التحالف.

• سياسة الطغيان والاحتلال التي تمارسه أمريكا والدول الغربية ورعايتها للاحتلال الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية وبعض الأراضي العربية، ودعم الإرهاب الداعشي في المنطقة وحماية الأنظمة المرتهنة لها.

كل هذه العوامل استنهضت الشعب اليمني لحماية الثورة والدفاع عن السيادة ومواجهة العدوان، فانطلق عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من المتطوعين إلى الجبهات لمواجهة العدوان.

وفي نفس الوقت صمد الشعب اليمني أمام آفة الغارات الجوية التي تجاوزت أرقامها حسب ما تنشره بعض المراكز المختصة نص مليون غارة جوية، وصمد أمام الحصار الشامل الذي أعتمده العدوان لإخضاع الشعب اليمني.

إضافة إلى صمود موظفي الدولة الذين يعملون في مؤسساتهم على مدى ثماني سنوات بدون رواتب.. هذا النموذج الذي قدمه الشعب اليمني في الصمود والثبات فريد من نوعه في تاريخ الأمم والشعوب بل أقول أن ما قدمه الشعب اليمني يجسد تلك القيم والمُثل للنماذج القرآنية.

امتلاك المعادلة العسكرية

* عكست العروض العسكرية المستوى المتطور الذي وصل إليه الجيش اليمني وقدرته على حماية السيادة اليمنية.. هل نستطيع القول أن الثورة أصبحت اليوم تمتلك القوة لتحقيق كامل أهدافها؟

** بالتأكيد.. إن العوامل والسياسات والقرارات التي حققت الصمود والثبات للشعب اليمني أمام عدوان استمر ثماني سنوات لجديرة بان تحقق كل أهداف الثورة وغاياتها وقيمها.

فالجيش الذي يواجه بسلاح بدائي وشخصي أحدث ما أنتجه العقل البشري والمصانع العسكرية في العالم، قادر بأن يحقق الانتصارات بإيمانه وثباته وصموده وتضحياته، وبهذه العوامل واجه الجيش اليمني تلك الأسلحة المتطورة وجيوش دول التحالف ومرتزقة الشركات الأمنية والعسكرية الغربية، إضافة إلى مرتزقة العدوان المحليين،  وانتصر عليهم جميعاً في مختلف الجبهات العسكرية، بل تمكن جيشنا بحمد الله وتوفيقه من صنع المعجزات وتطوير بنيته العسكرية حتى أصبح يمتلك المعادلة العسكرية الإستراتيجية بتصنيع الصواريخ والمسيرات والاكتفاء الذاتي من الأسلحة والذخائر.

أليس ذلك كله بجدير بتحقيق أهداف الثورة وحماية السيادة، والقدرة على الصمود بأقل التكاليف، ويمكن مقارنة هذا الصمود بنماذج ومعادلات أخرى فبعض الدول خاضت حروباً مع دول أخرى لمدة أسبوع أو أسابيع أو أشهر وظلت تعاني اقتصادياً ومجتمعياً لسنوات طوال.. فما بالك بالشعب اليمني وقيادته وهم يواجهون أكثر من ثلاثين دولة مشتركة في العدوان، وهي تمثل أكبر الدول عالمياً في التصنيع والتكنولوجيا العسكرية والثراء المالي والهيمنة السياسية على المحافل الدولية،  والسيطرة على عدالة القانون الدولي الإنساني، ومع ذلك قيادة الثورة قادت هذا الشعب والجيش اليمني وانتصرت عسكرياً وسياسياً.. من هنا نؤكد على قوة وكفاءة جيشنا وقدرته على حماية السيادة وتحقيق أهداف الثورة وفي مقدمة ذلك بناء الدولة اليمنية الحديثة القوية العادلة، وتجاوز كل الصعوبات والتحديات التي نواجهها.

إرادة ثورية وسياسية

* أستاذنا القدير.. بعد ثماني سنوات، كيف تقيمون تحقيق الثورة لأهدافها  على المستوى السياسي واستعادة السيادة الوطنية، وكذلك في جانب بناء وإصلاح مؤسسات الدولة وتوسيع الشراكة المجتمعية؟

** ما تم إنجازه عسكرياً وسياسياً برز في ضخامة وكفاءة العروض العسكرية وزيادة قدرات وقوة الجيش اليمني عدداً وعدة.. وبالتأكيد ستكون تلك الانجازات رافعة سياسية لتحقيق السيادة الوطنية للدولة اليمنية وتحصينها من أي عوامل تهددها حاضراً ومستقبلا، وكذلك ستتحقق المصالحة الوطنية لمن استعاد رشده السياسي ومشاعره الوطنية، وسيتوج ذلك برفع الحصار الشامل على الجمهورية اليمنية وإخراج أي تواجد عسكري أجنبي من الأراضي اليمنية، ومنع وصد أي تدخل عسكري أو سياسي مباشر أو عبر أي منصات يمنية، وستعمل على تحقيق الدولة اليمنية الحديثة التي رفع شعارها الرئيس الشهيد صالح الصماد ” يد تحمي ويد تبني” من خلال الرؤية الوطنية ومنهجيتها لتطوير وتفعيل مؤسسات الدولة ليرتقي أداءها بالعمل المؤسسي وحاكمية سيادة القانون والمواطنة المتساوية.

طبعا هذه القيم التي نحلم بترسيخها في إدارة الدولة وقرارها ليس بالسهولة تحقيقها، وإنما بالإرادة والعزم والتصميم من جانب قيادتنا الثورية والسياسية ومعها كل الأفياء والمخلصين من موظفي الجهاز الإداري للدولة بمختلف مستوياتهم الوظيفية، سيتحقق حلمنا وسوف نصل إن شاء الله إلى أهدافنا العظيمة ببناء دولة قوية قادرة وعادلة.

ومن التحديات التي تواجه إدارة مؤسسات الدولة هو ذلك الموروث السلبي الذي يتحكم فيه فهم الفرد كمرجعية في إدارة المؤسسة بدلاً عن العمل المؤسسي وقرارها وخططها، ومن اجل تجاوز هذا التحدي نحتاج إلى إرادة ثورية وسياسية تعزز فرض منهجية الرؤية الوطنية التي جاءت لمعالجة هذا التحدي وغيره من التحديات التي تحد من ثقافة فهم الفرد ليحل محلها مرجعية العمل المؤسسي ونصوص ومضامين القوانين وترسيخ ثقافتها كمرجعية لإدارة المؤسسات وسيادة القانون.

فيما يتعلق بشراكة المجتمع هناك مسارات نعمل عليها من خلال التخطيط الذي يرتكز على استنهاض المجتمع لنحقق التعاون والتكامل بين الدولة والمجتمع والقطاع الخاص، ومن خلال هذه المسارات ستتحقق الأهداف التنموية التي تعمل على تعزيز الإنتاج بما يسهم في الوصول إلى الاكتفاء الذاتي لنأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع، وهذا المسار هو شرط أساسي لتحقيق النهضة العلمية والصناعية والتنموية.

القطاعات ستنقلنا إلى الفاعلية

* بصفتكم المسؤول عن ملف الرؤية الوطنية بالمجلس السياسي الأعلى، وأحد مهندسي هذا المشروع الوطني الذي جسد شعار الشهيد الصماد ” يد تحمي ويد تبني”.. ماهي أهم التحولات التي شهدتها مؤسسات الدولة بتنفيذ خطط الرؤية، وأهمية التحول للتخطيط والتنفيذ على مستوى القطاعات؟

**  نعم.. ” يد تحمي ويد تبني” هذا شعار رفعه رجل عظيم وصار من الخالدين في جنات النعيم ،وهذا الشعار هو تجسيد ووفاء لما يليق بالشعب اليمني وتضحياته.

وبالنظر إلى التحولات التي أحدثتها الرؤية الوطنية فهي كثيرة ولا يستطيع المرء إحصائها في إجابة سؤال لأن الإجابات الافتراضية على هذا السؤال كثيرة ومتعددة، ومنها ما أحدثته الرؤية ومنهجيتها في التخطيط  وفي التقييم وفي المتابعة وفي توحيد المفاهيم، ومنهجيتها في إرساء أساسيات العمل المؤسسي وإزالة الاختلالات والعشوائية في التخطيط والتنفيذ وعلاقة الجهات والقطاعات والتكامل والتنسيق في عملها.. الخ.

نعم الرؤية الوطنية واجهت إرث سلبي في المفاهيم المنهجية للتخطيط لأن مؤسسات الدولة وقيادتها قبل الرؤية تعودت على عدم المساءلة والتقييم والمتابعة، فقد كانت المؤسسات تعد خططها بعشوائية وعمومية ولا تحكمها أية أولويات، بل لم تلتزم بنماذج التخطيط الحديث القائم على  أولويات تحليل الوضع الراهن، هذه العملية المهمة التي تمكنت مختلف الجهات بقيادة المكتب التنفيذي لإدارة الرؤية الوطنية من انجازها في العام ٢٠٢١م، وهو أول تحليل حقيقي للوضع الراهن لمختلف مؤسسات الدولة اليمنية، علماً بأن عملية تحليل الوضع الراهن تعد أهم ركيزة يعتمد عليها التخطيط، وبهذه المنهجية الحديثة التي أفرزتها متطلبات الرؤية الوطنية ألزمت المؤسسات بنماذج التخطيط والتقييم والمتابعة وفق دليل التخطيط القومي الاستراتيجي.

وانُجزت إلى حد الآن مجموعة لا بأس بها من الوثائق والأدلة اللازمة والتي تزيد على (218) وثيقة – حسب تقارير المكتب التنفيذي والوحدة الفنية بمكتب الرئاسة-  لتحقيق التحول الذي نطمح إليه في بناء الدولة الحديثة بكوادر تتميز بالكفاءة في إدارتها، والعمل على  تحقق قيم العدل والعدالة والمواطنة المتساوية، وتحقيق نهضة اليمن في التنمية وفي التعليم وفي الإنتاج المحلي، والعمل كذلك على إحداث تحول نوعي من خلال استنهاض المجتمع وتحقيق التعاون والتكامل بينه وبين الدولة، بما يسهم في بناء الوطن وتحقيق التنمية الشاملة والمستقرة.

فيما يخص تنفيذ الخطط المنبثقة عن الرؤية الوطنية فنقول: لا تتوفر موازنة لتنفيذ الخطط بمفهومها الشامل نتيجة العدوان والحصار على اليمن منذ ثمان سنوات، الذي استهدف كل المقدرات وأثر سلباً على الاقتصاد الوطني وقدرات مؤسسات الدولة الخدمية والإنتاجية، بما في ذلك حرمان موظفي الدولة من رواتبهم.

وبالتالي الخطط التي أُعدت وتُعد في مختلف المجالات التي تحتاجها الدولة ، تركز في المرحلة الراهنة على تطوير إدارة الدولة، وإيجاد  الوثائق المرجعية في التخطيط والتقييم والمتابعة والتنظيم لأداء المؤسسات، والسياسات العامة ومدونة السلوك الوظيفي، وأدلة الخدمات العامة والخاصة، وكذلك الاتمتة وأن كانت محدودة بكل مؤسسة..  وأجدها فرصة لدعوة صحيفتكم الغراء ” 26 سبتمبر” وكل وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، لمواكبة خطوات ومشاريع الرؤية الوطنية بالمزيد من التغطيات الإعلامية، والاهتمام بأخبار الرؤية وتعريف الرأي العام بمفاهيمها ومنهجيتها، وكذلك الالتقاء بكل القائمين على منظومة الرؤية الوطنية سواءً في المكتب التنفيذي أو الوحدة الفنية التابعة لرئاسة الجمهورية، أوبمسؤولي القطاعات،  لإطلاع الشعب على نتائج وتقارير الانجاز الذي تحققه الجهات في إطار خطط الرؤية الوطنية على المستوى المركزي والمحلي.. كما أعتقد أن إدارة القطاعات ستنقلنا إلى العمل بفاعلية أكثر، فقد تم تحزيم مؤسسات الدولة إلى مجموعات وكل مجموعة تضم في إطار قطاع معين، وهذه الفكرة ستحدث تحولاً أسرع في مسار التطوير والتغيير في أداء مؤسسات الدولة، وهكذا نستطيع متابعة ومحاسبة المقصرين من خلال اللجنة العليا لإدارة الرؤية الوطنية التي يرأسها رئيس المجلس السياسي الأعلى، وبعد ذلك سيكون التقييم الأخير بشكل عام من قِبل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله- الذي يتابع باهتمام بالغ كل خطوات تنفيذ الرؤية الوطنية، ولعل محاضراته الأخيرة عن وثيقة العهد للإمام علي كرم الله وجهه لمالك الأشتر تمثل نقله نوعية إذا اهتمت بها إدارة القطاعات ومسؤولي المؤسسات، لان القيم التي شرحها سماحة السيد هي أرقى قيم أدارية لمؤسسات الدولة ووظائفها، والتي جاءت وفقاً لأرقى منهج رباني وهو القرآن الكريم، وبهذا البعد للمحاضرات وقيمها نرى أنها ستعالج ٧٠% من التحديات التي تواجه بناء الدولة وستعطي الرؤية الوطنية قفزة عظيمة إذا ما طبقت قيم محاضرات قائد الثورة من قِبل إدارات  وقيادات مؤسسات الدولة، وبنفس ذلك العزم والإيمان الذي يتحلى به رجال الرجال في جبهات العزة والكرامة ومنهج صدق الصادقين .

الإرادة والعزم

* كلمة أخيرة أو رسالة تودون قولها من خلال هذا الحوار؟

** نحث كافة مؤسسات الدولة المدنية أن تمضي في عملها بنفس الإرادة والعزم الذي يمتلكه مجاهدو الجيش اليمني في جبهات العزة والكرامة،  وفي مؤسسة التصنيع العسكري لتكون هذه المواكبة والمنهجية عاملاً في اختصار الزمن والإمكانات اللازمة لبناء الدولة الحديثة القادرة والعادلة.

وأتمنى أن يتبلور منهج المسيرة القرآنية بقيم ومنهج القرآن، وأن يُحصن هذا المنهج من المفاهيم والسلوكيات الخاطئة التي ليس للقرآن صلة بها،  وأن تطبق توجيهات ومضامين محاضرات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي – حفظه الله- وفق فهمه هو وليس وفق مفاهيم المنفذين حتى لا تشوه قيم تلك التوجيهات.

وأخيراً أتمنى لشعبنا وجيشنا النصر الخالد والسلام الدائم والاستقرار، وأن نحقق من خلال الرؤية الوطنية دولة حديثة في أدارتها وتخطيطها وتقييمها لتكون دولة نموذجية في المنطقة تحقق قيم العدل والعدالة والمواطنة المتساوية وسيادة القانون الذي يمثل شرع الله ويحقق العزة والكرامة للشعب اليمني الحر العزيز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى