اخبار محليةحوارات

النعيمي عضو السياسي الأعلى:نجحنا في الخروج من العباءة السعودية

النعيمي عضو السياسي الأعلى:نجحنا في الخروج من العباءة السعودية

 رغم عمق ثقافة الارتهان السياسي للنظم اليمنية المتعاقبة للسعودية إلا أن قائد الثورة اتخذ قرار المواجهة

منفتحون في إطار الثوابت الوطنية والقومية العربية والإسلامية وسنقاوم ما دون هذه الثوابت من المشاريع الغربية الصهيونية

أقول للنظام السعودي لن تكون الحرب القادمة مثل التي حدثت وستتغير المعركة وجغرافيتها ووسائلها وأهدافها وقد تحرك الإرث التاريخي لليمن وحقوقه ونأمل ألا توصلنا المراوغة السعودية إلى نقطة اللا عودة عن سقف متطلبات وحقوق هذه المرحلة

الاربعاء21يونيو2023 ثلاثة ألف يوم من الصمود الوطني في مواجهة العدوان والحصار وهزيمة المشروع الاحتلالي الغربي  الذي تنفذه السعودية وعدد من الدول العربية الحليفة لها  ولا تزال المعركة مفتوحة ،  والتذكير هنا بإحصاء يتعلق بأكثر من ستة ألف شهيد من الأطفال والنساء خلال ثلاثة ألف يوم بمعدل شهيدين من الأطفال والنساء يوميا.

   وعلى القتلة أن يتأكدوا أن تلك الدماء لن تذهب هدرا ، وبمرورِ أولِ يوم بعد الألفيةِ الثالثة للصمودِ في وجه العدوانِ يؤكدُ السياسيُّ الأعلى أن اليمنَ مستعدٌّ للسلامِ العادلِ والمشرف، بقدرِ استعدادِه للدفاع عن سيادتِه واستقلالِه ومُقدَّراتِه، والصمودُ اليمانيُّ وجسيمُ التضحيات سيختصرُ طريقَ الحلِّ ليس كما يبشّرُ به ممثلُ الأممِ المتحدة من لاهاي لتثمرَ نصرًا عزيزاً مهما تكالبت قُوى الشرِّ والعدوان ، وحول هذه المناسبة حاورت مرآة الجزيرة عضو المجلس السياسي الأعلى محمد صالح النعيمي .

مرآة الجزيرة – ناصر الجشي

 أكد عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد صالح النعيمي، أن العدوان السعودي على اليمن لم يحقق أهدافه. ولفت في حديث خاص مع موقع “مرآة الجزيرة” لمناسبة ثلاثة آلاف يوم من العدوان، إلى القيادة الثورية والسياسية اليمنية فرضت انتصارها على دول التحالف، ونجحت بما فشلت فيه بعض المحاولات السابقة للخروج من العباءة السعودية خلال فترات الصراع التاريخي الحديث المعاصر. وفي قراءته للمشهد السياسي والعسكري في اليمن بعد مرور ثلاثة آلاف يوم على العدوان السعودي، قسّم النعيمي المشهد إلى أربعة أبعاد: البعد الأول: قراءة مشهد العدوان وفق بعده الزمني ومسار مواجهته وقال النعيمي إن دول التحالف السعودي الأميركي عملت على إضعاف الدولة اليمنية قبل العدوان فقد كانت تعيش في أسوأ ظروفها الاقتصادية والعسكرية بسبب تفكك الجيش نتيجة الولاءات العسكرية لأسر في قيادة الدولة ولبعض الأحزاب، مثل حزب الإصلاح وعلاقته التشاركية مع قائد الفرقة الأولى مدرع علي محسن الأحمر، والتيار السلفي الوهابي في مؤسسة الجيش وخارجها، مثل بعض المنظمات المتطرفة كالقاعدة وغيرها. وكذلك المؤسسات العسكرية التابعة لعلي عبدالله صالح وأسرته. كما تم إفراغ وتدمير المخازن العسكرية من أي عتاد وذخيرة قبل ثورة 21 سبتمبر، بالتنسيق مع الأميركيين. ونتيجة لهذه الأوضاع، أوضح النعيمي أن تحالف العدوان شن هجومه وكان في تقدير قيادته بأنه سيأخذ فترة زمنية لا تتجاوز الشهرين معتمدين على ما حشدوا له من جيوش وآلة حربية ومال لشراء المعارضين المحتملين لعدوانهم على المستوى المحلي والدولي، ولكنهم فشلوا في كل خططهم بفضل نجاح السيد عبدالملك الحوثي في اتخاذ قرار مواجهة العدوان، رغم حجم التحدي الذي سنواجه نتيجة الإرث التاريخي للتدخل السعودي في الشأن اليمني، وكذلك عمق ثقافة الارتهان السياسي للنظم اليمنية المتعاقبة على ما يزيد على نصف قرن. وقال إنه على الرغم من ذلك فإن القيادة العسكرية اليمنية انطلقت تنظم صفوف ما تبقى من وحدات الجيش وتوحد بناءها وعقيدتها إلى جانب اللجان الشعبية والمتطوعين من أبناء القبائل وبقية مكونات وفئات الشعب اليمني، وقادت المواجهة بهذه القوات التي تشكّل منها الجيش اليمني لاحقاً، كما أن مؤسسات الدولة كانت شبه منهارة ولكن تم بعون الله وتوفيقه التغلب على تلك التحديات، وعمل الجميع في هذه المؤسسات بدون راتب وكان يتم إمداد الجيش من قبل المواطنين واستمر هذا العطاء. وأضاف: ها نحن اليوم في السنة التاسعة ولا زال العدوان مستمر ولم يحقق أهدافه ولن يحققها لأن الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية وقيادته الحكيمة استعانوا بالله وواجهوا العدوان بصمود وثبات قل نظيره وقادوا معارك الدفاع عن الوطن من نقطة الصفر. واليوم حققنا الانتصارات العسكرية وصنعنا أسلحة انتقلنا بها إلى واقع المعادلة الإستراتيجية وأصبح جيشنا قوي لا يقهر وفي حال استمرار العدوان سنخوض معركة ما بعد المعادلة الإستراتيجية بنجاح وانتصار. البعد الثاني: حجم العدوان وقدراته العسكرية والاقتصادية والسياسية وفي هذا الصدد، لفت النعيمي إلى أن جيوش دول العدوان تتمتع بقدرات سخرت لها أرقى ما وصلت إليه شركات الأسلحة الأميركية والأوروبية والكندية وغيرها من الدول التي استخدم في أدواتها أيضا الأقمار الصناعية وأحدث طيران التجسس بإشراف خبراء الجيوش الغربية في إدارة غرفة العمليات العسكرية الجوية والبرية والبحرية، فقد كانت طائراتهم تغطي سماء اليمن في اليوم الواحد بأكثر من ٢٠٠ طائرة وعلى مدار الساعة، وقصفت بالقنابل العنقودية الفراغية، واستخدمت في اليمن كل الأسلحة المحرمة دوليا، بالإضافة إلى امتلاكها قدرة الهيمنة والنفوذ في القرار السياسي الأمريكي الصهيوني الغربي على منظمات وهيئات ومؤسسات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان وما يمثله القانون الإنساني الدولي الذي ضيق على اليمن حقوق الحياة نتيجة صمته وتأييده للعدوان والحصار، وأيضاً ضخامة الإمكانات النقدية والاقتصادية التي تمتلكها دول التحالف الأميركي والخليجي. ولفت إلى أنه على رغم كل هذه الإمكانات إلا أنهم فشلوا فشلا ذريعا أمام صمود الشعب اليمني وجيشه وقيادته الحكيمة فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا إخضاع الدولة اليمنية وشعبها. البعد الثالث: صمود الجيش والشعب اليمني من هذا المنطلق، اعتبر عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن أنه بالنسبة لتأثير المرتزقة في دعم العدوان وعلى قرار وحدة المواجهة للعدوان فقد سعى التحالف ولا زال إلى شق وحدة الشعب اليمني وقواه السياسية وجعل منها هدفاً من أهداف عدوانهم ونجحوا إلى حداً ما في توظيف بعض القوى في خدمتهم من أجل تدمير وحدة النسيج الاجتماعي، وعلى رأس هذه القوى حزب الإصلاح الذي وظف كل قدراته البشرية كوقود لدول العدوان ودفع منتسبيه ليخوضوا المعارك إلى جانب الوحدات العسكرية السودانية والسعودية والإماراتية وبقية الجنسيات المشاركة في العدوان، ومع ذلك مثّل صمود الجيش والشعب اسطورة تاريخية أذهلت العدو قبل الصديق؛ فكيف بجيش لا يمتلك غير السلاح الشخصي يقود مواجهة مع أحدث الأسلحة والجيوش والمرتزقة والشركات الغربية. البعد الرابع: تأثير نتائج العدوان على الوحدة اليمنية وهنا لفت النعيمي إلى أن دول العدوان تحاول توظيف بعض العناوين والكيانات والمرتزقة والمرتهنين من أجل الابتزاز السياسي للدولة اليمنية، ولكن سيفشل هذا التوظيف والرهان عليهم باعتباره من الرهانات الخاسرة؛ لأن أي مسار للعدوان سواء كان سياسياً أو عسكرياً أو اقتصادياً سيواجه بالمقاومة من قبل الشعب اليمني للدفاع عن سيادة وتحرير الدولة اليمنية بكل أدوات الردع الاستراتيجي لإسقاط أي محاولة تأثر أو تمس سيادة الجمهورية اليمنية ووحدتها المباركة. وأكد على أنه لن يكون هناك سلام مع دول العدوان إذا وظفت هذه الأساليب والأدوات والمشاريع السياسية الصغيرة ضد وحدة اليمن وأمنه واستقراره. أما بالنسبة للقضايا اليمنية اليمنية، فأشار النعيمي إلى أننا منفتحون في إطار الثوابت الوطنية والقومية العربية والإسلامية، وسنقاوم ما دون هذه الثوابت من المشاريع الغربية الصهيونية التي تستهدف وحدة الدول وشعوبها والاستقرار السياسي والتنموي وسوف ننتصر بإذن الله تحت قيادة قائد الثورة. تكريس معادلات الردع والحماية وتطرق النعيمي في حديثه إلى “مرآة الجزيرة” إلى خيبات الآمل التي تجرعها الغزاة إذ نجح اليمن في تغيير معادلة الصراع، وقال إن هذا النجاح يرتبط بقدرة وكفاءة قائد الثورة الذي أبرز قدرات استثنائية كقائد يتمتع بهذه الصفات الربانية، وأثر ذلك في خلق قيادات عسكرية وجيش تجسدت فيه القيم والُمثل القرآنية في جبهات العزة والكرامة بإدارة وتخطيط وثبات وصمود. ورأى أن ثبات وصمود الشعب اليمني وعطائه الكريم في رفد الجبهات بالرجال والتمويل لمتطلبات المعركة كان يمثل الدور المحوري في تحقيق النصر وتماسك الجبهة الداخلية، وشمل هذا العطاء غير المحدود الأسرة اليمنية كنموذج في تقديم شهداء بما يقارب 80% من رجالها. وشدد النعيمي على أن القيادة الثورية والسياسية فرضت انتصارها على دول تحالف العدوان، ونجحت بما فشلت فيه بعض المحاولات السابقة للخروج من العباءة السعودية خلال فترات الصراع التاريخي الحديث والمعاصر بين اليمن والسعودية وحلفائها التاريخيين الغربيين. المأزق السعودي وآفاق السلام وفي هذا السياق، قال عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد صالح النعيمي، في حديثه إلى “مرآة الجزيرة”، إن الانتصارات العسكرية ونجاح التصنيع العسكري وصمود الشعب في مواجهة الحصار الشامل أوصل دول تحالف العدوان إلى قناعة بأن أهداف العدوان قد فشلت وفُرض عليهم منطق السلام الذي يعترف بانتصار الشعب اليمني ودولته. وأوضح أن تغيير توجه القيادة لدى النظام السعودي سواءً فيما يخص حروبها العبثية وعدوانهم على سيادة كل من دول سوريا والعراق وإيران ولبنان، يُقيَّم لدينا بأن النظام السعودي في سياق تحول استراتيجي، وهذا التحول لا تتخذه القيادات إلا اعترافا بالأخطاء، وفي حال الخروج من التبعية المطلقة لأميركا والغرب؛ مشيرا إلى أنه بالنسبة لليمن فقد كان قرار النظام السعودي في السلام إما رغبة صادقة لتصفير المشكلات، وتحمل تبعات العدوان وما نتج عنه؛ كاستحقاقات للسلام وتلبية الحقوق للدولة اليمنية وسيادتها والتعويض الشامل لما دمره العدوان والحفاظ على وحدة وسلامة حدود الدولة اليمنية وسلامة أراضيها ومياهها الإقليمية، أو يأتي طرحهم للسلام في إطار التكتيك السياسي لأخذ ما فشلت بتحقيقه بالحرب عبر أطر ومراحل السلام فنقول لهم أنتم واهمون ولن تحققوا إلا الخسران في السياسة كما حدث وخسرتم في المواجه العسكرية. المماطلة السعودية والخيارات المطروحة وهنا، قال النعيمي إن المباحثات بين اليمن والنظام السعودي ما زالت في إطار المراوحة بين ما يُطرح على طاولة الحوار وما ينفذ، وهو حتى الأن شيء بسيط جدا ولا يُذكر في إطار معادلة السلام ومتطلباته، ونحن مدركين لهذه المراوغة وسياسة التكتيك السياسي. وأوضح أن القيادة تعمل على تحقيق متطلبات السلام والحرب في نفس الوقت، وتجهز الجيش اليمني للمواجهة بشكل أخر ومختلف قد يكون أكثر شمولا وتأثيرا عن تلك الحروب التي استمرت حوالي تسع سنوات. وتوجه النعيمي إلى النظام السعودي بالقول: لن تكون الحرب القادمة مثل التي حدثت سابقا، ولن تكون أيضا مطالبنا وأهدافنا السياسية كما هي الآن، وستتغير المعركة وجغرافيتها ووسائلها وأهدافها وقد تحرك هذه الأهداف الإرث التاريخي لليمن وحقوقه، لكنه أمل في ألا توصلنا المراوغة السعودية إلى نقطة اللا عودة عن سقف متطلبات وحقوق هذه المرحلة. وأضاف: سمعنا الكثير من المبررات السياسية التي يقدمها النظام السعودي، هذه المبررات قد أقنعت القيادة اليمنية بتقبل الصبر المؤقت لإلقاء الحجة على النظام السعودي وشركائه في العدوان، وحينما ينفد هذا الوقت الزمني الذي اتاحته القيادة في صنعاء للسلام، سيُتخذ القرار المناسب لإيقاف المماطلة باسم السلام غير الموجود حتى اللحظة. الدور الأميركي في الاتفاق الشامل وعن الدور الخارجي في الاتفاق الشامل العالق حاليا، لفت عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد صالح النعيمي، في حديثه إلى “مرآة الجزيرة”، إلى أن الأميركي والغربي الصهيوني يعملون بطريقة استراتيجية لتفكيك وتمزيق دول المنطقة وشعوبها، هذه الاستراتيجية مبنية وفق محددات الصهيوني بن غريون التي يقول فيها إن (أمن الكيان الصهيوني لن يتحقق إلا إذا تحولت دول المنطقة إلى فسيفساء)، مشيرا إلى أن هذه الإستراتيجية تُنفذ على قدم وساق، تارة باسم ثورات وتارة باسم الأقاليم وحقوق الإثنيات والأقليات، أو باسم صفقة القرن، ولكن صمود وثبات المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة قد أفشلا صفقة القرن وانتصرت سوريا والعراق واليمن في معارك التحرر من الهيمنة والارتهان وفشل محور الشر الصهيوني إذا جاز التعبير حتى الآن. وخلص النعيمي إلى التنبيه من غموض الدور الغربي الأمريكي في ملفات المنطقة، ففي ملف سوريا يرفضون الموقف العربي تجاه إعادة سوريا للجامعة العربية أو إعادة الجامعة إلى سوريا، وفي اليمن يرفعون شعار السلام وفي الحقيقة لا يريدون السلام الذي يتوافق مع حقوق الدولة اليمنية وشعبها وإنما يريدون سلاما يحقق لهم الأهداف التي شنوا العدوان من أجلها ولو في حدها الأدنى، وهذا الذي لا يمكن قبوله يمنيا ..

أقرأ أيضا:عبدالسلام يلتقي عبداللهيان بمسقط

مرآة الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى