حماس تضع أصابعها في أعين الجيش الإسرائيلي
حماس تضع أصابعها في أعين الجيش الإسرائيلي
حماس تضع أصابعها في أعين الجيش الإسرائيلي
الاثنين27نوفمبر2023 استطاعت كتائب القسام الجناح العسكري للمقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، ان تثبت للعالم أنها لا تزال تسيطر على الأرض في قطاع غزة ، وان العدوان الإسرائيلي على القطاع لخمسين يوما ما كان إلا لتدمير الأبراج السكنية والمستشفيات، والمدارس والمساجد والكنائس وغيرها ، أما المقاومة الفلسطينية فما زالت محتفظة بقوتها رغم كل هذا التدمير الذي أصاب القطاع.
وقال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”- أرسلت رسائل بالجملة من وراء تسليم المحتجزين الإسرائيليين في ساحة فلسطين وسط مدينة غزة.
وأوضح الدويري -في تحليله لقناة الجزيرة- أن كتائب القسام اختارت هذا المكان بمنتهى الذكاء لترسل رسائل مفادها أنها لا تزال تملك إرادتها وحرية اتخاذ القرار، كما أنها متماسكة على صعيد إدارة المعركة وكذلك تماسك قواتها.
وأضاف أن القسام سلمت المحتجزين الإسرائيليين في غزة بعرض عسكري وبأسلحتها في منطقة كانت قد وصلتها دبابات جيش الاحتلال -خلال الحرب الحالية- أكثر من 3 مرات ثم أجبرت على التراجع، مشددا على أن الأخيرة تستطيع الاختراق ولكن لا تستطيع السيطرة.
وأشار إلى أن الخطوة رد عملي على خطابات الحكومة الإسرائيلية بالقضاء على حماس، وكذلك رد على زيارة رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي الذي كان قد زار قطاع غزة خلال الهجوم البري.
وأكد أنه بعد 46 يوما من معركة لا مثيل لها تخضع حكومة بنيامين نتنياهو لإرادة القسام وتقبل بما رفضته سابقا، في إشارة إلى عرض الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة قبل بداية الهجوم البري أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأثنى على الشعب الفلسطيني في غزة، وقال إنه “خرج من بين الأنقاض والدمار ليشاهد مشاهد تبعث الأمل والحياة”، مشيدا بالحاضنة الشعبية للمقاومة مقابل امتعاض شعبي من حكومة نتنياهو خاصة في ملف الأسرى.
ورجح الخبير الإستراتيجي تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة بعد انتهاء أيامها الأربعة بنسبة 60%.
وحول تبعات ما حدث يعتقد الدويري أن هناك فرقا في طبيعة مقاتلي كتائب القسام وجيش الاحتلال، معتبرا أن جنودا لاحتلال الصهيوني ،سيشعرون بالخداع عندما يشاهدون هذه المشاهد وأنه لا يوجد لدى الجيش الإسرائيلي أدوات ووسائل لتحقيق الأهداف المعلنة بتدمير حماس .
وتحت عنوان “إصبع في عين إسرائيل”، كتب المحلل العسكري بموقع “واللا” الإخباري العبري أمير بوحبوط، أن “لقطات وزعتها حماس تظهر إطلاق سراح المختطفين قرب نصب المقاومة في المدينة، تثير تساؤلات حول مستوى السيطرة الإسرائيلية على المنطقة ومستوى الالتزام بمواصلة العملية”.
فالمشهد الذي بثته “كتائب القسام”، أثار سخط الإسرائيليين، ونسف رواية جيشهم في الأيام الأخيرة بأنه سيطر على مدينة غزة وقضى على مقاتلي الحركة فيها، حيث بدت المنطقة مناقضة تماما لما قاله الجيش، إذ خرج مقاتلو القسّام بعتادهم العسكري الكامل، وبدوا مسيطرين تماما على المكان.
وأضاف بوحبوط: “أمام مئات المؤيدين ووسط هتافات، تم إطلاق سراح الرهائن الليلة الماضية في المرحلة الثالثة قرب نصب المقاومة بمدينة غزة، هناك تمثال ليدٍ تحمل أقراص الجيش الإسرائيلي، في إشارة إلى الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول، اللذين يحتجز جثمانهما في قطاع غزة منذ عام 2014”.
وأمام هذه المشاهد، تساءل مشككًا: “من هو المالك الحقيقي في غزة؟”، علمًا أن الجيش الإسرائيلي كان طبّق سياسة الأرض المحروقة وأحدث دمارا هائلا في شمال القطاع قبل أن يقتحم المنطقة، ليعلن لاحقا أنه يسيطر عليها.
وقال بوحبوط: “في شريط فيديو تم تنظيمه وتحريره بشكل جيد، يمكن رؤية نشطاء حماس وهم يحملون المختطفين إلى سيارات الصليب الأحمر وحتى يلوّحون لهم بالوداع”.
وأردف: “تثير التوثيقات الإضافية التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي تساؤلات حول ما إذا كان الجيش الإسرائيلي يسيطر بالفعل على غزة كما يبدو”.
وتابع: “في اللقطات التي تم تصويرها في قلب مدينة غزة، يظهر مسلحو حماس وهم يسلمون المختطفين للصليب الأحمر، ويتجول العشرات من عناصر حماس المسلحين دون عوائق، هذا رغم حقيقة أنه وفقًا للجيش، تسيطر إسرائيل على الجزء الشمالي من القطاع، وتنتشر قواتنا في كافة أنحاء المنطقة”.
ومساء الأحد، نفذت “حماس” عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين في “ساحة فلسطين” وسط مدينة غزة التي يزعم الجيش الإسرائيلي السيطرة عليها، وكان ذلك ضمن المرحلة الثالثة من عملية تبادل الأسرى التي شملت إطلاق سراح 13 إسرائيليا من غزة، مقابل إطلاق 39 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
وفي حال تم تبادل الأسرى في مرحلته الرابعة المقررة مساء اليوم الاثنين بين الجانبين يصبح مجموع ما سلمتهم حماس 50 أسيرا، ويتبقى لديها نحو 190 أسيرا وفق التقديرات الإسرائيلية، بينهم ضباط وجنود وعناصر شرطة ومخابرات.
اقرأ أيضا:القسام تحرر أطفال فلسطين الأسرى لدى الكيان الصهيوني