لماذا لم يتدخل محور المقاومة؟
لماذا لم يتدخل محور المقاومة؟
لماذا لم يتدخل محور المقاومة؟
*احمد سليم الوزير
دائما ما يتردد هذا السؤال على مسامعنا ،ويقول البعض إلى متى سننتظر ؟؟
الحقيقة أن عملية طوفان الأقصى المباركة كان لها تأثير كبير على المعنويات الإسلامية والعربية، وأعادت أحيا القضية الفلسطينية إلى الواجهة ، بعد أن كادت تطمس وتنسى، وقد جاءت بعد صبر و تخطيط و انتظار كبير وتنسيق مؤكد مع محور المقاومة .
أولا يجب أن نتذكر أن الهدف الرئيسي للحرب ليس أن تتوسع و تصبح حرب مفتوحة شامله، بل أنها خطوة أولى هدفها الأساسي كسر هيبة إسرائيل ومرحلة من مراحل النضال لنيل الاستقلال ،و إعادة أحيا القضية في وجدان الشعوب وجعلها تضغط على الحكومات المسارعة للتطبيع، وكذلك الضغط على الكيان الصهيوني لإخراج الأسرى الذين هم بالآلاف.
وقد نجحت العملية حتى الآن في كسر الهيبة و إعادة أحيا القضية وتبقى تحرير الأسرى، مع ذلك كان من المتوقع بطبيعة الحال أن تكون ردة الفعل الإسرائيلي بهذا العنف نحو المدنيين العزل.
والحقيقة أن عمليات المقاومة العسكرية حتى هذه اللحظة تعتبر معجزة ،خاصة أنها لا تزال لليوم الثاني عشر وهي تمطر بالصواريخ على تل أبيب و باقي المستوطنات.
على الجميع أن يعرف أن الحروب ليست مسألة عشوائية يقودها الغضب و العصبية بل هي عبارة عن مراحل دقيقة منظمة يقودها العقل و الحكمة، وإلا ستكون النتيجة هزيمة كما هزم العرب أمام إسرائيل في انتكاساتهم ونكباتهم الكثيرة.
بكل تأكيد أن الحرب الشاملة الإقليمية قادمة، بل هي متوقعة وستكون نهاية هذا الكيان بإذن الله فيها كما قد وعد سادة المقاومة.
لكن قبلها يجب أن نفهم طبيعة الكيان الصهيوني و الانقسامات الموجودة داخله، وكيف أن هذا الجيل لم يعد بصلابة جيل الاحتلال الذي أسس هذا الكيان، فالخوف و الهزيمة الذي تجرعها الاحتلال كفيلة بتدميره بعد انتهاء هذه الحرب ، في حال توقفت الحرب على غزة ولم تتطور إلى حرب إقليميه شاملة،
لم يتحرك المحور غالى الآن في رأيي المتواضع لاعتبارات عديد أهمها أن الحرب إذا توقفت خلال هذه الفترة فمعنى ذلك أن المقاومة في غزة انتصرت وهذا الانتصار كفيل بأن يدمر الاحتلال من الداخل، والاحتلال يدرك ذلك ولهذا نراه يتخبط و يستهدف المدنيين و يلوح بتدخل بري، سيكون نتيجته تدخل المحور، فالحرب قادمة لا شك، لكن لا يجب أن يستخف احد بقوة آلة الحرب لدى الاحتلال الصهيوني المجرم،وادعميه من دول الغرب وعلى رأسهم الوليات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، الذي سيصب جام غضبه على الشعوب، فما نشهده من بشاعة وإجرام وحشي في غزة أتى وإسرائيل تمتلك الكثير لتخسره، لكن إذا تدخل المحور فلن يبقى مع إسرائيل ما تخسر، وسيكون استهداف عشوائي لشعوب المنطقة ، عندها سيصبح الطارف هو الغريم .
و أمريكا أيضا لن تقصر و ستستهدف الشعوب المقاومة.
لهذا من استراتيجيات الحرب أن تهيئ القاعدة الجماهيرية لها أولا ، ثانيا تحييد اكبر قدر من الداعمين لهذا العدو الصهيوني سوى من حكومات المنطقة أو العالم، ثالثا العمل بشكل منسق و مدروس ، رابعا فتح المجال أمام المستوطنين الصهاينة للمغادر فكما يعلم الجميع بأن كل مستوطن هو جندي لهذا الاحتلال، خامسا أقامت الحجة على الدول التي تظن أنها تستطيع حل المسألة دبلوماسيا،لذلك لا بد من اختيار التوقيت المناسب وهذا أهم شي في أي حرب .
في الختام نسأل الله أن يمكننا بأن نشارك في صناعة هذا النصر وان نصلي قبل الشهادة في المسجد الأقصى ولن يأتي النصر إلا كما قال تعالى ( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ) فعندما نكون كالبنيان و ننسى النازعات التافهة و تتوحد القيادة عندها سندخل المسجد كما دخلناه أول مره .
نسأل الله أن ينصر المقاومة في غزة وفي كل بقاع الأرض وان يرحم أهلنا في غزة و يصبرهم وان يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يشفي الجرحى و يفك الحصار الظالم.
#أحمد_سليم_الوزير:سكرتير حزب اتحاد القوى الشعبية اليمنية