الكلكتابات فكرية

للخروج من أزمة الأمة..لتكن الأولوية للدين لا للمذهب

بقلم / لطف لطف قشاشه ..

 

إن أخطر ما ابتليت به الامة الاسلامية أن جعل الله بأسهم بينهم حتى تشظت وتمزقت وأصبحت لقمة سائغة للطغاة والمستكبرين في الارض والبداية كانت حين خالفت الجماعة الوصية النبوية بعدها انحرفت الامة ولم يبق لها من مقدس محفوظ من الله الا القرآن الكريم الثقل الاكبر وعدوله الميامين المبينين ما التبس للأمة على الجمله  ولما كان العدول هم النجاة لهذه الامة على التحقيق فقد سلك أعداء الله من الطواغيت والعالين في الارض مسلك التفريق بين اعلام الهدى وباسم التشيع انحرفت الامة المحبة والمتمسكة بسفينة النجاة كما انحرفت مدرسة السقيفه حين خالفت سفن النجاة ..

من انحرف بالامة بالأمس هم طواغيتها واليوم يستثمر العدو الي ه و د ي وا ل ن صر ا ن ي تلك التركة الخبيثة من الانحراف العميق ويحقق نتائج كارثية على الارض حتى أصبحت امة محمد مسرحا للقتل والدمار والنهب والتخلف فما هو الحل الواقعي والممكن للخروج من هذه الحالة المزرية ..

أعتقد وهذا من وجهة نظري وللخروج من معضلة الانحراف والتدهور المخيف أن نجعل البداية في الالتفاف حول القضية الام المركزية وهي الدين برمته لا المذهب والدين يجمعه نصوص القرآن والاحتكام اليه سيجعل من قضية مجابهة العدو بحسب الاولوية على رأس اولويات الامة كون الخطر المحدق يتمثل في من يريد اليوم الا تقوم لنا ( وأعني بلنا الاسلام لا المذهب ) قائمة فتكون اولوية مواجهته هي الاولى باعتبار أن المذاهب جبهة داخلية تعالج داخليا وقد ظهرت أصوات المصلحين والمجددين من اعلام اهل البيت والصالحين من ابناء هذه الامة عبر فترات متلاحقة من تاريخ الامة ولكنها لم تلق آذانا صاغية وجوبهت بالقتل والتشكيك ولكنها عبرت عن صوابية المخرج ..

واليوم لن يدرك ويضع ويقود هذه المواجهة الا من عظم همه ولن يكون همه عظيما الا إذا كان هذا الهم بحجم انقاذالبشريه كافة لا بحجم المذهب ولا الطائفة ولا المنطقه حينها فمن يهتم بالمستضعفين من البشرية ويسعى لانقاذها من العالين في الأرض سينهض بالامة الاسلامية ويوحدها على منهجية المحجة البيضاء التي تركنا عليها النبي الخاتم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله ..

أما وأننا لا نمتلك هذه القياده العالميه ولا نصغي للاصوات المجددة لظروف الواقع المتدهور فعلى الأقل فإن الواجب الشرعي اليوم  أن تظل روحية واولوية إنقاذ البشرية هي الهم الشخصي الاكبر لكل مسلم في هذه الارض حينها سنتغلب على عقدة العدو الداخلي ونحتوي الخلاف معه ونتعايش مع خلافنا المذهبي طالما وقد تيقنا أن هذا الخلاف من أدوات وصنيعة طغاة الامة ويستثمره اليوم ويغذية دول الاستكبار العالمي حينها سنبتعد عن لغة التفسيق والتبديع والتكفير التي تجعل من المخالف للمذهب كافر تأويل وتوجه اليه كل الطاقات لمعاداته سعيا للقضاء عليه حينها ستنتهي اولوية القضاء على عدو الامة باجمعها العدو اللدود ونظل محشورين في بوتقة الصراع المذهبي الطائفي الذي يتلذذ العدو بمشاهدتنا عليه ..

والله من وراء القصد ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى