إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون
إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون
إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون
*لطف قشاشة
في خضم تفاعلات معركة طوفان الأقصى وتداعياتها وما وصلت إليه الأمور نجد أنفسنا بين سعادة غامرة وحزن قاتل، سعادة عندما تمكن مجاهدو القسام من تلقين العدو درسا قاسيا وعلموهم معاني الرجولة وكيف تصنع الإرادة والقضية والمظلومية وتنتج عظماء يتغلبون على الوهن الذي أصاب أمتهم ويحققون انتصارات متتالية ومستمرة، وحزنا قاتلا عندما نرى أشلاء الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني تمزقها آلة القتل الصهيوني بلا رحمة وعندما نشاهد المجزرة تلو الأخرى وهي تحصد أرواح الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء، حتى فاق العدد أكثر من عشرة آلاف شهيد ومفقود ..
تستمر السعادة ويستمر الحزن باستمرار تنكيل المجاهدين بالعدو وتواصل المجازر وفي هذه الحالة المتناقضة تكون حالة المؤمن الواثق بربه وبعدالة قضيته وصوابية تحركه مهما كانت التضحيات ..
نحن نتألم وتتفطر قلوبنا من هول فاجعة الأحداث لكن ألمنا هذا يعود لما تحمله قلوبنا من الرحمة التي هي مصاديق للانتماء إلى هذا الدين ( الرحماء يرحمهم الرحمن ) وكذلك ( لا ننزع الرحمة إلا من شقي ) فقلب المؤمن بربه لين رقيق يرحم كل كبد رطب وهو مخاطب بالرحمة والإحسان حتى في حال قتله للكلب العقور والسباع الضاريه ..
نرحم ونتوجع وتتفطر قلوبنا لكننا مع ذلك نمتلك قلبا جسورا شديدا عندما تقع بيننا وبين أعداء الله المواجهة ( أشداء على الكفار ) ورغم قلوبنا الشديدة على الكفار إلا أنها محكومة بضوابط الإنسانية والدين وليست منفلتة وليست كالكلب العقور ..
معركتنا مستمرة اليوم كما كانت بالأمس وستظل حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهي معركة مقدسة تكتسب مشروعيتها من الأوامر إلهية وليست لمصالح فانية ( قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ) ( ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين ) وهذه الأوامر من باب ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) ..
من يقاتلهم المجاهد القسامي ومجاهدو الفصائل الفلسطينية اليوم هم شذاذ الأفاق من يسعون في الأرض فسادا، قتلة مجرمون منتهكون لحرمات الله مغتصبون للأرض المباركة ينشرون الفحشاء والمنكر لذلك نجزم أن قتال هؤلاء حتمي ولازم وفيه مرضات لله لذلك نحن نقف بجانبهم نسعد لانتصاراتهم ونحزن لما يصيب أبنائهم ونسائهم، ولكن أيضا يجب أن تتوسع دائرة وقوفنا معهم حتى تصل إلى مرحلة الالتحام الوجودي معهم ويكون عندنا الاستعداد النفسي والمادي أن نخوض معهم هذه المعركة التي ارتضوها وتحملوا مرارة ما قد يفقدونه من اجلها فنرتضي لأنفسنا هذه المعركة ونتحمل تبعاتها وخسائرها وهنا تنقلب أحزاننا القاتلة إلى سعادة ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون ) طالما وان نهاية هذه المعركة عزة وكرامة وانتصار ..
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد بعزة وكرامة ..والله غالب على أمره
*لطف قشاشة :أمين أمانة الدعوة والفكر باتحاد القوى الشعبية
اقرأ أيضا للكاتب:طوفان الأقصى إلى أين ؟