جود .. قصة قصيرة
كانت تبدو على وجهها الأسمر سطور مطموسة من قصه حياتها ففي ظلمه كل ليله كانت تسترجع ماضيها جزءا فجزءا وكانت هذه الأفكار تتجسم أمام بصيرتها عاليه ضخمه فأطرقت السمراء في أسى وصمت حاولت أن تنام تلك الليلة لكنها لم تستطع أحست أن الهواء ثقيل فتركت مكانها إلى حيث اتكأت على حافة الشباك فنظرت إلى السماء وكأنها تطلب من الله شيئا وجرها من سكونها سقوط نسمه صغيره خفيفة كأنها حفنه ماء صبت على وجهها الحران عادت إلى مكانها كي تنام غطت في نوم عميق طلع الصباح فحزمت أمتعتها وخرجت متجهه نحو المنزل وفي طريقها للمنزل مر أمام عينيها شريط ذكرياتها مع عائلتها التي لم تراها منذ خمس سنوات ودرجه الدكتوراه التي كانت بصدد الحصول عليها وصديقتها التي لم تزرها أو تواسيها في محنتها فجأة لم تحس بنفسها ألا وهي أمام العمارة صعدت السلالم وقلبها يدق وصلت لباب المنزل أخذت تتلكأ شيئا فشيئا قرعت الجرس فتح لها الباب طفل لم يتجاوز الخامسة فقالت في نفسها أظن أنني دخلت الشقة الخطأ -من في الباب يا بني طارت فرحا برؤية أخيها-أنا جود يا احمد -ماذا جود – اتجهت نحوه نعم جود افتقدتك يا أخي تعال لاضمك إلى صدري دفعها بكلتا يديه وقال-ما الذي أخرجك من المشفى لا أريد رؤيتك- ألهذه الدرجة يا أخي-نعم وأكثر -نادت بصوت عال أبي أمي دنيا اشتقت لكما -أبي وأمي ودنيا توفيا- ماذا يا احمد -توفيا بحادث سير قبل سبعه أشهر لم تصدق ما سمعت فقدت توازنها وسالت الدموع من عينيها -يا جود ليس لك مكان هنا وأرجو أن تخرج من منزلي لأني خائف على أطفالي منك هيا اخرجي طردها من منزله وأغلق الباب بقوه تجمدت جود مكانها ولم تدري ما تعمل خرجت من العمارة وهي لا تدري أين تذهب تذكرت صديقتها المقربة أمل فهرعت مسرعه وصلت لباب المنزل فطرقت الجرس عده مرات ففتحت لها صديقتها أمل فتفاجأت عند رؤية جود فتراجعت خطواتها نحو الخلف وكأنها رأت شبحا -جود -نعم جود ارتمت في أحضان صديقتها وهي تبكي بشده لكنها لم تحس بنفس مشاعر صديقتها السابقة -كيف خرجتي يا جود فالأطباء في مستشفى الطب النفسي اجمعوا أن يجعلوك في المستشفى خمسه عشر سنه على الأقل تنهدت نهده عميقة وقالت هل صدقتي يا أمل بأنني مجنونه فأنت أكثر شخص يعرفني ويعرف أن سبب دخولي المشفى كذبه اخترعها أخي وزوجته طمعا في نصيبي من الميراث -اعرف يا جود ولكن!-ولكن ماذا يا أمل -اعذريني يا جود فانا لا استطيع أن أستضيفك في منزلي وأتمنى أن تمحي اسمي من ذاكرتك أن كان لديك ذاكره أصلا ، تفاجأت جود برده فعل صديقتها القاسي وكلامها الجارح -فعلا يا أمل فانا في نظر المجتمع مجنونه وأشكل عليه خطر كبير وأتمنى أن ينظر المجتمع………لم تستطع جود إكمال كلامها لأنه أغمي عليها من شده الصدمة وتم إعادتها للطب النفسي